تعال....
...نقتسم الاهات....
.... آهة لك...
........ وعناق لي
تعال.....
نقتسم العناق...
.... المطر لك...
.......... والبيادر لي
تعال....
..... نقتسم البيادر...
..... الحصاد لك......
........ .والقمح لي
تعال....
..... نقتسم القمح....
. .... الرغيف لك.....
........ .والرصيف لي
تعال....
.... تعال نقتسم الرصيف.....
..... ذراعي لك......
..... والرقص لي.
كل شيء...
... يقبل القسمة....
...... إلا القمر......
........ هو لي.
....
بقلمي
جار القمر
أحمد أمين زمام
سورية
الأحد، 4 فبراير 2018
تعال / بقلم الشاعر أحمد أمين زمام / سورية.
من يطرق باب الشوق ليلآ.؟/ بقلم الشاعر أصل الحكاية / السودان
من يطرق باب الشوق ليلآ.؟
ـــــــ
من يطرق باب الشوق ليلآ لا يفتح له..
كيف تجرأت تدق علينا في الليل
حزرناك فماذا تطلب ..؟
همسات الشوق تنام خلف الباب ..دون ملابسها
ياصاحب هذا الفلك المتعب.. !
تحاول أن تخرج من تأتأة في جسمك ..
تعلق جدران همومك
يعلق أظفر إبهامك بالمنزل والمقرب.. !
من جمع اللؤلؤ والأضواء وأصوات الليل..
بخيط لحبيبتة أبقاها حافيتةً تطرب ...!
يا شوق، تملك أحلى الهمزات حبييته
تملك حرفآ للسؤلِ..
تملك أحلى ميمآ أعرفها ..
ولها جسدآ مزجته الملائكة الموكولة .. مزجته بكل عطور الحب..!
فمارستُ عشق الزات بالحسن ..فارتبكت كل ضربات القلب.. .!!
من أنت ؟ وفي هذا الوقت المشبوه تزور ..!
سمة تنسيق سري بين أضلاف الباب..
لاتٌسمعُ أصوات المارة ..
هذا الطقس جميلآ جدا ..لذا حبآ بالصدفِ الحي وحكايته ،
ياشوق أغلق هذا الباب.. !
كذلك ..قال كذلك :
عند الأصوات الخارقة يشذ الإيقاع..!
غادر وهو يجيء
وجاء يغادر من بسمة الصمت..
والصمت يغازل لون الصبح المتعب ..!!
ياشــــوق ..في الصبح تغريد عصافير ، وأشرعة الود تمتـــــد
ارحم هذا الليل وهذا القلـــــب ..!!
دعني آخذ رشفتة حُسن .. أغفو خارج سرب الضوء ..أحمل أعباءك ارحل واغلق خلفك كل الأحقاب ..!!
لاوعدٌ ..ولا وعدٍ ، كفى الأيام والساعات بكل عذاب.. !!
غادرني هذا المساء ففي الصبح عند الإشراق كل
جـــــواب..!!
ـــــ
أصل الحگاية
السودان
تباشير الصباح/ بقلم شاعر المعلمين العرب حسن كنعان/ الأردن. الزرقا
تباشير الصباح
تَمضي الليالي فتطوي الهمَّ والحَزَنا
من بعدِ ما أرّقت أجفاننا زمَنَا
وكنت آملُ أن يُفضي الرّحيلُ إلى
يومٍ نعودُ لدارٍ بعد غربتنا
قد مرّ خمسون عاماً في مقارعةٍ
والأرضُ تأكلُ منّا الصّبرَ والبدنا
طوبى لأهلٍ بأرضِ العِزّةِ انغرسوا
وأرخصوا المالَ والأرواح والسكنا
هذي فلسطين يا من لستَ تعرفها
من جنة الخُلدِ قد خُصّتْ لنا وطنا
سل باذلَ الروحِ لبّى صوتَ جنّتهِ
كي يفتدي الأرض هل عدّ الفدا مِنَنا
أمّا أسارى الحمى في السَّجنِ قد بذلوا
عمراً وما منهُمُ من خارَ أو جَبُنا
شعبٌ يرابط والدنيا تراقبهُ
وعصفُ شوقٍ لكسر القيد ما سكنا
إنّ الليالي حبالى فانظروا لغدٍ
سيبزغُ الفجر فلنندبْ لهُ ( حسنا)
حتى يقولَ لأهل الحقِّ أنصفكم
ربٌّ هو الحقُّ لا يرضى ظُلامتنا
القبرُ والسَّجنُ والموصوبُ من عِلَلٍ
شواهدُ البذلِ والأيّامُ تنصفُنا
إنْ عشتُ أنسجُ من شعري قلائدَها
أو متُّ قدّتْ من الأشعار لي كفنا
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان
الأردن الزرقا
كَـيـف يكـون الكــون بــلا امــرأة/ بقلم الشاعر سعيد تايه / الأردن . عمان
كَـيـف يكـون الكــون بــلا امــرأة
عمان في 4/2/2018 ( البحر الكامل ) شعـر : سعـيـد تــايــه
أيَـكـونُ للـكَــونِ الفسيـحِ حَضَـارَةٌ وَتَـقَـــدُّمٌ وَثَقَــافَـــةٌ تُـرضيــهِ
أَيَكُـونُ مَوجُـوداً بِـلا أمرَأَةٍ تُـرَطِّبُ جَــــوَّهُ بِحَنَــانِهَـــا تُغـنـيــــهِ
لَـو مـا بِـلا امـرأَةٍ أتَـى مُتَنَـاسِيَـاً سِـرَّ الحَـيَاةِ وَمَا بِهَـا مِـنْ تيــهِ
لَـنْ يَـسْتَطـيع المَـرءُ أن يَحيَـا بِـلا امْـرَأَةٍ تُشَارِكُهُ الهَـوى تُشجيهِ
لا لَـيْـسَ يَـنْـفَـعُ أنْ يَعيـشَ لِـوَحدِه تَمْضِي سِنُـينُ العُـمْـرِ لا تُنجيِـهِ
وَبِمَـنْ يَهـيـمُ إذا الصَّبَابَــةُ أنشَبَتْ أظـفــارَهَــا بِفُـــؤَادِهِ تُضـنـِيـــهِ
وَلِمَنْ قَوافي الشِّعـرِ يَسْكُبُ خَمْرَهَا مَمْزوجَـةً بِجَـوَى الهَوى يُعطيهِ
إنَّ الحَـيَــاةَ بِـدُونِهَـــا مَـوْبُــــوءَةٌ والكَـونَ أغْـبَـرُ والضَّنَى سَاقِيـهِ
والعَـيْـشُ مُـبْـتَسَـرٌ يَفيضُ كآبَـــةً خَـالِي مِـنَ النِّعَــمِ الَّـتِـي تُحييِـهِ
لا شَيْءَ يُؤْنِسُ في الحَيَاةِ بِدُونِهَا والأُنـسُ فـي أحْضَـانِهَـا نَجْنيِـهِ
وَيَطـيبُ قَطْفُ الوَرْدِ مِنْ وَجَنَاتِها وَبُلُـوغِ لَثْـمِ شِفَـاهِهَــا تُغـريـــهِ
يَـا خـالِقَ الأكــوانِ أنـتَ مَليكُهَـــا مِـنْ ضِلْعِ آدَمَ شِئْتَ مَنْ تُرضيهِ
شعـر : سعـيد تــايـــه
عمان _ الأردن
4/2/2018م
ناظم الشعر والشاعر/ بقلم الأديب والشاعر شاكر محمد المدهون/ فلسطين
ناظم الشعر والشاعر
هناك فرق كبير بين ناظم الشعر والشاعر-فناظم الشعر متمكن من بحور الشعر وموازينه ولكنه يتعامل مع مشاعره بطرق حسابية تتقيد بتفعيلات البحور-فتخرج أعماله متناسقة مع الأوزان بكلمات ومشاعر غير متناسقة
والأدب لأنه مرآة العصر فالناظم لا يستطيع أن يوثر في مشاعر المتلقي وهنا يفشل ناظم الشعر-ولأن الناقد يهتم بالتفعيلات يضطر ليبرز نصا لناظم على نص يفوقه لشاعر--فلنهتم بفكر ومشاعر المتلقي مع الإهتمام بالتفعيلات إذا أمكن
هذا مجرد رأي لي
والله الموفق
---------
شاكر محمد المدهون
فلسطين
عماه / بقلم الشاعر عزيز وتلك البلاد/ إيطاليا . ملانو
#عمّاه
#ضُمّني_إليك_ودلّني_أين_المبيت_فبيتنا_قد_إحترق
#عمّاه_أينني
#فَرُحْتُ_أناشد_الظلماء_صبحا_علّني
#أبيع_خبرا_في_الورق
#وربّاه_الضُرّ_مسّني_فأعياني_حزنا
#أم_تراه_وطنا_أهداني_كفنا_ورماني_بالرهق
#واكرباه_خبر_وطن_غرق_الى_الركب_دماءا
#ورصاصا_للصمت_إخترق
#فيا_زارع_الياسمين_على_شرفات_أحزاننا
#لا_تزرع_الياسمين_ولا_العبق
#ويا_زارع_السنابل_ذاك_زارع_القنابل
#اليك_سبقا_قد_سبق
#ويا_نداء_المآذن_فجرا_ارادوا_للعفيفة_عهرا
#وللعالم_النحرير_سكّير_من_فمٍ_بزق
#ويا_قناديل_المآذن_نورا_هو_سرمد_وفجورا
#فكيف_سراج_الشمع_وظلمة_النفق
#وا_عمّاه
#أ_لجوء_وأمٌّ_تنوء_على_فلذة_كبد_غرق
#أم_عيون_هائمة_استوطنها_الأرق
#أم_قلوب_واجمة_تسيل_بالغدق
#فأين_يا_عمّاه_الخبز_وأين_الرزق
#أ_بكاء_الثكالى_أضحى_نشيد_موطني
#فتقطّعت_شرايين_قلوبنا_من_شدّة_القلق
#فأستبيحت_دماؤنا_وأعراضنا_فجرا
#وابيضت_رؤوس_الولدان_شيباً
#فأسالوا_منهم_العرق
#واعمراه_قل_بربّك_أي_عدل_أن_ترى
#والفاسق_العربيد_منّا_لحن_الطفولة_قد_سرق
#وامعتصماه_صرنا_كما_الغربان_في_الخربان
#خوفا_من_هرج
#رجالا_ونساءا_سرنا_على_نسق
#ايا_شام_الأسى_وقتل_الأنفس
#تأسّد_الشيطان_علينا_جورا
#فزادنا_رهق_على_رهق
#وأقسم_بإبليس_بهتانا_وكفرا
#أنا_أو_لا_أحد_الى_آخر_رمق
#واربّاه_الله_وأكبر_صرخة
#نادت_صلاحا_نريد_رماحا
#فنناشد_الظلماء_فجرا_تنفس_الفلق
#فيا_سماء_أمطرينا_رذاذا_من_الياسمين_عطرا
#فينهمر_على_حاراتنا_ماءًا_بالغدق
عزيز وتلك البلاد
إيطاليا ميلانو
فلسطين/ بقلم الشاعر كمال إبراهيم / فلسطين. الجليل .المغار
فلسطين
شعر كمال ابراهيم
أنا بَحْرُكِ الصَّافِي
لَجَاتُ بَعِيدًا
أكْتَوِي فِي شَجَنِ المَنَافِي،
ناشَدْتُكِ
يا جُلَّ ما عِنْدِي مِنْ أمَلٍ
وَمِنْ وَهَجٍ
كَفْكِفِي الدَّمْعَ عَنْ جَفْنِيَ الغافِي،
ناشَدْتُ سَهْلَكِ والجِبَالَ
ناشَدْتُ بَحْرَكِ والتِّلَالَ
افرُشِي لِي دَرْبًا
نَحْوَ أقصَاكِ المُعَذَّبْ
آتِيهِ ماشِيًا حافِي.
ناشَدْتُكِ يا بِلادِي
أمِّنِي لِي وَحْيَ أشْعَارِي
وَنَهْجَ القَوَافِي
آتِيكِ أسْتَنْشِقُ سِحْرَ الهَوى
فِي قُدْسِ العُرُوبَةِ
ألَمْلِمُ جُرْحِيَ الشَّافِي.
كَمْ مِنْ قَصِيدٍ سَأهْدِيكِ مُشْتَاقًا
أسْكُبُ فِيهِ أنغامِي واحْتِرَافِي.
دُمْتِ يا بِلادِي
أنشُودَةً لِقَلْبِيَ المَجْرُوحِ
وَدُمْتِ مَنارَةً لحُبِّيَ الوَافِي.
كمال ابراهيم
المغار/ الجليل/ فلسطين
3.2.2018م
تحليل عنوان ((أقلام تحت الأنقاض )) بقلم الأديب الناقد الأستاذ صالح هشام / المغرب.
تحليل عنوان (( أقلام تحت الأنقاض ))
للشاعرة فوزية أحمد فلالي / المغرب !
قراءة نقدية بقلم :الاستاذ صالح هشام
٠٠٠٠٠٠يقول النفري :( كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة )
في هذا النص ( أقلام تحت الأنقاض ) للشاعرة فوزية أحمد فلالي سأركز على قراءتي العنوان فقط ،وهذا ليس راجعا لكوني من هواة قراءة العناوين وتجاوز النص وإنما لكونه الإشارة القوية التي ستشد القارئ لقراءته قراءة واعية تحليلا وتفكيكا .ولكونه عصارة أو خزان لمجمل دلالات النص ، التي سيصرح ببعضها ويلمح لبعضها الآخر ، أيضا لأن النجاح في صياغة عنوان النص يضمن بشكل أو بآخر إقبال المتلقي على التهام النص، ويفتح أفق القراءة أمامه، فمنه يستنتج مجموعة من التساؤلات والأسئلة ، التي يعرفها بحدسه القرائي : أن المبدع سيجلي أمام عينيه ضبابية النص هذا إضافة إلى كون هذا العنوان ، يكون بمثابة لوحة إشهارية للمادة المتوخى عرضها على (المستهلك / القارئ) !
(أقلام تحت الانقاض )عنوان تتوهج فيه نواتج دلالية عدة ، وتضيء في ثنايا هذا التركيب النحوي البسيط ، والتي سيسلك سبيلها ، هذا المتلقي الذي لا يحصر قراءاته في بناء النص ،أوفي البحث عن المعاني التي سيطاردها كما يطارد خيوط الدخان ،فتظل أمامه ضبابية ،سرابية ما لم يربط أفكار هذا العنوان بأفقها الزمني وربطها بملابساتها التاريخية والآنية ،كما سنرى في هذه القراءة!
والإعتماد على قراءة الألفاظ مفردة ، التي تكون نسيج هذا العنوان ، وأعني بقراءة المفردات ، ربطها بمرجعيتها المحفوظة في ضميرنا الجمعي، لا طائل منها ، لأن هذه المرجعية لا بد وأن تكون ضحلة فقيرة ،ويرجع فقرها وضحالتها إلى الاقتصار على المعاني المعجمية ،التي لن تمنح المتلقي الوقوف على تلك الجماليات اللغوية من صياغة وتركيب يساهم في فتح النص على أفق عدد لا يعد ولا يحصى من القراءات،قراءات ستختلف بطبيعة الحال من قارئ إلى آخر وفق مايتميز به من قدرة على نيل البعيد والقصي من النواتج الدلالية سواء في هذا العنوان بصفة خاصة أو في النص بصفة عامة !
على مستوى التركيب النحوي ،لم تخرق الشاعرة القواعد النحوية ، إذ حافظت على الكلمات في موقعها الطبعي من جغرافية الإعراب ، فصرحت بالخبر( أقلام) متبوعا بشبه جملة ( تحت الأنقاض ) مع التركيز في بناء الجملة أو ما يعرف بين النحاة (بالنص الأصغر )على العمدة باعتبارها لا تغيب عن الصياغة في الجملة، (هذه أقلام ) أما شبه الجملة فإن توظيفها من الأهمية بمكان لأنها تساعد على إزالة ضبابية الجملة من ذهن القارئ ، وما دام الأصل في الخبر هو التنكير والتعريف أصل في المبتدأ ، فقد وظفت خبرها نكرة (أقلام ) مع تركها حرية تقدير المبتدأ للمتلقي ، والمرجح أنه سيقدره باسم الإشارة ، ولكن يبقى فارق التقدير حسب تأويل الجملة ، فهناك من سيقدره ( بهذه :الأقلام ) وهناك من سيؤوله ( بتلك الأقلام ) حسب ما تقتضيه أحوال رؤية المتلقي الخاصة .
وانفتاح النص - في اعتقادي - من انفتاح عنوانه أيضا على تعدد القراءات !
لاحظت حسب قدرات فهمي وتأويلي ، أن الشاعرة صرحت بمضامين النص ومحتوياته في هذا العنوان، الذي تكمن روعته في تفوقها في اختيارعناصره ،و التي سأركز على الأهم منها ،و سأحصرها في كلمتين هما (أقلام ) و(أنقاض) إذ وردت الأولى جمعا نكرة مفرده (قلم ) والثانية ( الأنقاض ) وقد وردت معرفة ، وتحصل مزية الكلمتين المذكورتين من خلال صياغتهما في تركيب لا يخرج عن حدود الجملة الإسمية ، وإحكام التركيب النحوي غالبا ما يجر وراءه معان ونواتج دلالية غاية في الروعة ، لأن روعة المعنى من روعة جمال الصياغة ، إذ كان التركيب يعتمدعلى أسس الجملة النحوية ،من عمدات (مبتدأ وخبر)وفضلات (تحت الأنقاض) التي لها دورأساسي في توضيح الجملة وبنائها بناء يؤدي إلى تقريب مقاصد المبدعة إلى ذهن القارئ، كان بإمكان الشاعرة توظيف العمدات في هذا العنوان والتي لا تخرج عن المبتدأ والخبر (هذه أقلام ) وتستغني عن الفضلة ( تحت الانقاض ) ، لكن ستظل الجملة غامضة الدلالة ، وبالتالي يبقى مراد المبدعة صعب المنال ، إذ مهما خضعت الجملة إلى التأويل والتفسير ،وطرح إسقاطات يختارها كل قارئ ، سيظل المعنى شاسعا، مما يزيد من توسع أفق احتمالات لا تنهي !
لكن الشاعرة حاصرت المتلقي بمفردتين أساسيتين في عنوانها ( أقلام ) و(أنقاض ) وضحتهما ( تحت الأنقاض ) فضيقت عليه دائرة الإحتمال ، ورغم ذلك فالتأمل في التركيب الصياغي للجملة ، يفتحها على آفاق غير محدودة من التأويلات ، فهذه الكلمات لا تقصد لذاتها كما وردت في شروح المعجم ،وإنما نجد الشاعرة بتقنية تحسب لها، ،أنها تقصد منها ذلك المخزون التراكمي الهام ،من خلال استعمالها في سياقات سابقة ، ويبقى دور المتلقي هو تتبع هذا المخزون واستحضاره ، في الموقف الحاضر الذي يمسه التعبيرعنه في القصيدة بصفة عامة ، إذ يتضح أن القلم - عبر الزمن - كانت له رمزية عظيمة ، وستبقى عظيمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فهو ليس مقصودا في تلك المرجعية المحفوظة ،التي لاتخلو من فقر وضحالة ، بل هو رمز العلم والمعرفة ، رمز للنور والتنوير ، إلى الحد الذي أصبح فيه القلم مجازا يحل محل أصحابه ،فمكانته لا تخفى على أحد في القرآن الكريم ، قال تعالى ( نون والقلم وما يسطرون ) وقال أيضا (إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الاكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ٠٠٠٠٠) إذ ربط سبحانه وتعالى العلم بالقلم . وانطلاقا من استحضار المتلقي لرمزية القلم ومكانته في التفكير الإنساني ، فإنه سيتجاوز السباحة على السطح ، ليبحر في متاهات عمق الجملة !
فالقلم سيجر لا محالة وراءه ٠٠التنوير ٠٠ العلم ٠٠ المعرفة ، الأدب ٠٠ الفلسفة ، هو ديدن الفكر والمعرفة الإنسانية منذ أبد الدهر ، فيجد القارئ نفسه أمام إشارات عميقة الدلالة ،غنية بالإسقاطات ،وتقودنا بالتالي هذه المفردة إلى مادتها اللغوية التي لا تخرج عما تختزنه القواميس من شروحات !
وقس على ذلك في دلالة ( الأنقاض ) التي بدورها تخرج عن القصد المرجعي المحفوظ كقولنا ( أنقاض ،،، بقايا هدم بناء أو إلغاء الحكم وإبطاله من الفعل نقض ، أو أو أو ..، بل سيجبر المتلقي على استحضار الأنقاض في أبعادها الرمزية وما جرت من ويلات على الإنسانية عبر التاريخ ،من حصار طروادة وتدميرها إلى إحراق نيرون روما ،إلى تدمير المدن العربية بما فيها بشرا وحجرا وشجرا ، نتيجة حروب خرقاء أتت على الأخضر واليابس ،فأصبح كل ما على وجه الأرض العربية أنقاضا ، حروب لا تحدد ضحاياها بدقة بل تخبط العشواء دون تبصر أو بصيرة ، لكن إلى هنا تبقى الأمور عادية ، وبإمكان أي قارئ يتقن تفكيك الرمز خبير في اختيار المناسب من الإسقاطات التي لا تدمر جوهر العنوان، وتحرف مقصود الشاعرة عن مساره الصحيح ،إذ يتبادر إلى الذهن سؤال : ماذا تريد الشاعرة قوله من هذا العنوان ؟ وليس ماذا قالت فيه؟ فيمر إلى الربط بين المفردات التي لا تستمد فضيلتها ومزيتها إلا مما بعدها أو ما قبلها ،باعتبارها خادمة للمعنى ، فنقول مثلا ما علاقة أقلام بالأنقاض ؟ وماذا تريد الشاعرة من اختيار هذه المفردات في تركيب نحوي عاد وبسيط
(جملة إسمية) . سيجرنا تأويل هذا العنوان إلى ربط النص الأدبي بصفة عامة بالبيئة التي أنتجته ،مع مراعاة ضرورة استحضار مخزوننا التراكمي وربطه بالزمن الماضي ، لأن البارحة أشبه باليوم ، ومعاناة كل من حمل قلما لتقويم اعوجاج عوج الإنسانية عبر التاريخ، إلا وكان مآله الردم تحت الأنقاض ،وربما لا يقصد بالانقاض فقط كل ما يترتب عن الحروب من تدمير ،لا يفرق بين الطفل والشيخ ولا تسلم منه حتى الأقلام / شموع المجتمعات ،وإنما تختلف عمليات الردم من المقصلة إلى المشنقة إلى المحرقة ، إلى الذبح من الوريد إلى الوريد إلى القتل بالرصاص الغادر، كل هذا أعتبره أنقاضا تطمر العقول المفكرة ، وتقمع حرية الأقلام وتثنيها عن القيام بواجب مقدس أنيطت به منذ فجر التاريخ ، وأقول لكل قلم : بيت من قصيدك أو فكرة من أفكارك ستطمرك تحت الأنقاض لا محالة ، وستقبرك قسرا وإجبارا وستمارس عليك كل أنواع القتل !
وأعتقد أن الشاعرة تقصد واقع البيئة العربية ،المشتعلة في كل مكان من البر إلى البر ، ومن البحر إلى البحر ، و التي ، تعيث في الأقلام فتكا وتدميرا ٠٠٠ وإطمار الأقلام تحت الأنقاض يتخذ أوجها مختلفة ،كإطمار العلماء وإقبارهم وهم على قيد الحياة ، وتركهم يجوبون شوارع عواصمنا العربية بعد غسل أدمغتهم ،و سلبهم القدرة على التفكير ،وتدبر أمور من ينتظر منهم التدبر ، ولنا خير مثال في كل ما نشاهده في كل بؤر التوتر في العالم العربي ، ولا داعي لذكر أسماء علماء كانوا يشار إليهم بالبنان في غرب الأرض وشرقها . ومصيبة إقبار علماء / أقلام تكمن في كونهم ،لم يرحب بهم في يوم من الأيام ، فيصنفون ضمن الطبقات المأزومة المهمشة غير المرغوب فيها .
فإطمارهم وإقبارهم تحت الأنقاض عنوة ليس بالغريب على مجتمع من المجتمعات أو بلد من البلدان ،فالشعراء يوصفون بالمجانين ، والعلماء يتهمون بالزندقة أو المروق عن الدين ،فتتلمس سيوف القتلة أو نصال المقاصل وحبال المشانق أعناقهم ، وتحرق أجسادهم في أكوام كتبهم ، إلا من خالف قاعدة تنوير العامة ، والتصق بأبواب الحكام ،والمشكل يتجلى بدون شك في أن كل تنوير للعقول هو تهديد للكراسي المهترئة ٠
ويتضح أن الشاعرة فوزية أحمد أحسنت اختيار ألفاظ غنية بالدلالات والمعاني "الثواني" بمفهوم الجرجاني ، حتى خارج التركيب والصياغة ، لانها تستمد تفكيكها من مخزوننا التراكمي لكل كلمة / كلمة ، خصوصا إذا كنا نحسن ربط حلقات أحداث الماضي بالحاضر،إذ الحاضر لا يقل أهمية عن الماضي ،وإن اختلفت ظروف وملابسات هذه الأنقاض التي تطمر الفكر التنويري الإنساني واختلفت أسباب هذا الإطمار / الإقبار القسري ،لكن تزهو عمليات التحليل والتفكيك ، عندما نتناولها في هكذاصياغة بسيطة تظهر في البداية عسلا يخفي سما ، وقت الغوص فيها والإبحار في تفكيك وحداتها وربطها بواقعنا الإنساني ، منذ طرد أفلاطون الشعراء من جمهوريته ،لأنهم ليسوا إلا كائنات مجنونة ، أو إقبار كل من خالف فكرا متزمتا يفرض الخطأ بقوة الحديد والنار ، ويغض الطرف عن الصواب !
لكن هذه الأقلام -كما أشارت الشاعرة إلى ذلك في نهاية النص- ستبعث من تحت الأنقاض ، من تحت الركام كما العنقاء تبعث من تحت رمادها ، وستزهر الأفكار التي ستتحول إلى مبادئ ، تخاض في سبيلها المغامرة !
ولا يسعني في هذه القراءة إلا أن أنوه بالشاعرة فوزية أحمد فلالي ،التي جعلتني أقف بإسهاب عند عتبة النص دون أن أمارس حقي في فن الاستغوار في متاهات النص الذي أظن أن كل جملة أو سطر فيه ستحتاج إلى دراسة طويلة ومعمقة باعتباره صدفة تعج بالدرر ، يستوجب شقها دون تكسيرها ذوقا مميزا ليظفر بجواهرها دون أن يلحق بها الأذى !
مزيدا من الإبداع الشاعرة المميزة فوزية أحمد فلالي !
النص /أقلام تحت الانقاض
للشاعرة فوزية أحمد فلالي
الليل يسري دون هوادة
والصبح يتنفس الندى
من تباريح شروق الخط
انبثق نور خافت
يعلن عن ميعاد ولادة
قبل التاسع
قيصرية المعاني
المخاض لازال كأنه كهرباء
بفستان مائي
رياح الشرق حاولت جاهدة
أن تزيل القمع
عن تلك الأقلام المحتجزة
تحت ضباب الأنقاض
دون جدوى...
عكستها عواصف "غزلية"
بمعاول من حديد
شحدت على الأسنة
والليل يراقص نوم
أجفان وردية غفلها الحلم
شربت حتى الثمالة
نبيذ ...رقص.....وتر...؟
الكل ينتظر بزوغ فجر
دون صياح
دون رعب
برداء علم أبيض
يعانق سحاب العشق
يقبل أيادي من خشب
صنوبرو عرعار
هي شجرة الأرز في واحة الأيام
حبلى بأغصان ثمار الحق
هناك في أقلام بيد من حديد
لم تمت ...لن تحتضر
كيف لها أن تبقي تحت الأنقاض؟
فصل الربيع أقبل بباقات ورد
بشمس ذهبية
بمجلد وتاريخ حضارة
صفر الرياضيات
وخلطة كمياء
فصاحة ألسن على أبواب بابل
قحطان وتلمسان
والجواهر تزين عقد
خرير دجلة والفرات
أقلام اليأس تعلن حرية التراب
تبري قلم الرصاص...تتحرر
أكتب قصيدة الغزل بكل الألوان
سأنفض عن قبري الغبار
حيث قصري يشيد فوق الأنقاض
أزف على هودج شقائق الأقحوان
بأحمر شفاه
من زهر شقائق النعمان
بقلمي الشاعرة فوزية أحمد الفيلالي في 25مارس2017