(البحتري..)
البحتري (820 م - 897 م):
هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.
يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري : أي الثلاثة أشعر؟ فقال : المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري.
ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا.
ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره.
انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره.
كان شاعراً في بلاط الخلفاء : المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش.
بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته.
خلف ديواناً ضخماً، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء.
وقد اجتمع بأبي تمام الطائي، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل.
وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي
ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية : قصير القامة.
غزله :
غزل [البحتري] بديع المعاني متدفق العاطفة، ويلحظ ذلك في القصائد التي بدأها بذكر علوة تلك المغنية التي احبها في حلب فهو حقيقي الشعور متوثب العاطفة. وهو على كل حال عامر بالرقة والحلاوة، مستوفي الجمال الفني. وقد دعي البحتري ((شاعر الطيف)) لإكثاره من ذكر خيال الحبيب...إلخ
ومن غزله قوله في حبيبته:
سَلامُ اللهِ كُلَّ صَبَاحِ يَوْمٍ ...... علیكَ، وَ مَنْ يُبَلِّغ لي سَلامي؟
لقد غادَرْتَ فِي جسدي سَقَاماً ...... بِمَا في مُقْلَتَيْكَ مِن السَّقام
وذكَّرَنِيكَ حُسْنُ الوَرْدِ لَمّا ...... أَتَی وَ لَذيذُ مَشروبِ المُدام
لَئِن قَلَّ التَواصُلُ أَوْ تَمَادَی ...... بِنَا الهِجرانُ عاماً بَعْدَ عامِ
أَأَتَّخِذُ العِراقَ هویً وداراً ...... ومَن أَهواهُ في أَرضِ الشآم؟
منقول بتصرف..
بقلم: حيدر وطن
سورية/سلمية
/22/10/2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق