الخميس، 20 أكتوبر 2016

مقال بقلم الباحث والكاتب محمد سمير ....مصر /القاهرة

مشاكسات فكرية
ثمة فكر جيد يعجز صاحبه عن الأفصاح به ..يعلم مسبقا رفض كل من حوله لأفكاره هذا حال معظم الإصلاحيين عبر التاريخ البشري ..يذهبون وتذهب معهم أفكارهم الجيدة .على سبيل الحصر جاليليو غربا وبن رشد شرقا .
لأن الإصلاحيين يعوزوهم لقوة تعزز أفكارهم وهو مالن يسمح به الساسة ويخدمهم الكهنة المحترفون في كل الأديان ..لكن الإصلاح لا يقاس عمره باليوم والعام أو العقد إنما قد نبذره اليوم ليطرح بنونا ثماره بعض عقود من الزمان .
سبق وإن تحدثت عن الحالة النفسية للشعوب ..كتبت ما يقرب من المقالات العشر عن الفرنسي جوستاف لوبان (مؤسس علم النفس السياسي ) وها أنا اليوم أعود لكلمات جوستاف بالطبع محظوظ أن ينجو بكتبه من الساسة والكهنة والجماهير .
فى كتابه سيكلوجية الجماهير يقول
(الجماهير مجنونة  بطبيعتها تلك التي تصفق بحماسة شديدة لمطربها المفضل أو لفريق الكرة التي تؤيده تعيش لحظة هلوسة وجنون .أو تصطف حول الطريق ساعات لترى شخصية مشهورة لحظات .أو تهجم الجماهير المهتاجة التي تهجم على شخص كي تذبحه دون أن تتأكد أنه المجرم حقا ..فإذا ما أحبت الجماهير دينا ما أو رجلا ما تبعته حتى الموت كما يفعل العامة مع الزعماء ورجال الدين .الجماهير تحرق اليوم ما عبدته بالأمس وتغير أفكارها كما تغير ملابسها ..تلك الأفكار ما هي إلا ضرب من الجنون تغذيه مشاعر غامضة وتكشف عن الجانب السري والمظلم من الطبيعة البشرية )
لنعود القهقرى قرن من الزمان ونطرح على مفكرو الغرب سؤالا
لماذا تتجاهلون لوبون ؟؟
- لأنه فاشي !!!!
(الشائعات أقوى من الحقيقة )بمعنى أن المرء قد يذهب ضحية ما أكتشف من الحقائق هذا ما قد حاق بأغلب المفكرين فالأفكار الشائعة وإن كانت خاطئة فلها من القوة أن ترتدي زي الحقائق
هنا يقول لوبان ( ليس بالحقائق وحدها يعيش الناس وتجري حركة التاريخ )
- عن نفسي أعتبر أن لوبان محظوظا أن نجت كتاباته من الحرق والتدليس والإنكار . ولأن الرجل يعترف بتقديره لمكيافيللي ويرى أن كتاب الأمير عمل عظيم لم يتم وياتي هو الآخر بعد قرابة 4قرون من رحيل صاحب الأمير ..لكنه أغلب الظن لم يتم العمل الصالح للبشرية .
قبل الإجابة إن كان ميكيافيللى فاسد الأفكار أم غير ذلك علينا أن نراجع أفكارنا عبر تاريخ الفكر البشري ومن ثم نحاول إيجاد العلاج الأمثل للأمم فى الفكر السياسي أو علم النفس السياسي .
ألتقى معكم مقالي القادم .
محمد سمير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق