الأحد، 13 نوفمبر 2016

خاطرة بقلم الكاتب الأستاذ جمال أبو ريا....فلسطين..الجليل..سخنين

الآن يا فلسطين؟

كطفلة عمياء تسير بخوف ولكن على الرصيف الخطأ ،كعصفور يغرد فوق رؤوس الراحلين، كأمنية دهسها حاكم ظالم خوفا من أن تكبر فتبتلعه، كشمعة وحيدة متفردة أطفأتها ثورة مراهقة بألف لتر من الدم، كرائحة الياسمين من أقسى نقطة في القدس، كرائحة برتقال يافا، كبحر حيفا الشاسع جدا، كعنب الخليل و قداسة الشام، كعراقة حدائق بابل، كآثار تدمر المدمرة، لا زلت أعيش على الفتات الذي لا يصلح إلا للموت. أصبحت كمن انفجر فيه لغم متأهب، مجرد شظايا حادة ، كومة ملح، جذع صبار لا أحد يريد لمسه.

في الركن البعيد الهادئ من الغرفة الباردة على الضفة الأخرى من البحر أجلس وحيداً شاخصاً، أتذكر دوله عربيه تشبهنا، قالوا إنها انتحرتْ بجرعة مفرطة من خيبة أوطان قست عليها. سماها الجيران أم الشهداء، وكتبوا على شاهد قبرها: هنا ترقد العروبة بسلام، أم لفتاة عاق مهاجرة اسمها فلسطين....

جمال ابوريا
فلسطين..الجليل.. سخنين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق