الأحد، 11 ديسمبر 2016

نافذة على الشعراء العرب تقديم الأديب والشاعر خالد خبازة /سورية/اللاذقية

نافذة على الشعراء العرب

و كذبت طرفي فيك و الطرف صادق ... و أسمعت أذني فيك ما ليس تسمع
فلا كبدي تبلى و لا لك رحمـــــــــــة ... و لا عنك اقصار ، و لا فيك مطمع

الشاعر الأول

بكر بن النطاح

بكر بن النطاح الحنفي . أبو وائل
شاعر غزل من شعراء بني حنيفة ، من أهل اليمامة .
كان صعلوكا ، يصيب الطريق ، ثم أقصر عن ذلك ، و كان شجاعا فارسا بطلا شاعرا ، حسن الشعر و التصرف فيه ، وكان كثير الوصف لنفسه بالشجاعة و الإقدام .
انتقل إلى بغداد في أيام الرشيد ، و اتصل بأبي دلف العجلي ، و بقي يمدحه طويلا ، فجعل له رزقا سلطانيا عاش به إلى أن توفي . سنة 192 هجرية _ 807 ميلادية
يقول في أبيات رائعة غاية في الرقة
و هذه الأبيات قالها في جارية لبعض الحنفيين ، يقال لها " رامشنة " .

و كذبت طرفي فيك و الطرف صادق
.............................. و أسمعت أذني فيك ما ليس تسمع
و لم أسكن الأرض التي تسكنينهــــــا
............................. لكي لا يقولوا : صابر ليس يجزع
فلا كبدي تبـــــلى و لا لك رحمـــــــة
............................. و لا عنك إقصار، ولا فيك مطمع
لقيت أمـــــورا منك لم ألــــــــق مثلها
............................. و أعظم منها منــــك ما أتوقــــــع
فإن تسأليني في هــــــواك زيــــــــادة
............................ فأيسره يجـــــــزي ، و أدناه ينفع
..........

و هي أبيات غنتها السيدة " أم كلثوم " حيث قام بتلحينها " أبو العلى محمد " في عام 1931 م
بعد أن بدلت السيدة أم كلثوم بعضا من كلماتها كما يلي :

أكـذب نفسي عنك في كل ما أرى
........................ و أسمع أذني مـــــنك ما ليس تسمع
فلا كبدي تبلى و لا لك رحمــــــة
....................... و لا منك إقصار ، و لا فيك مطمـع
لقيت أمــــــورا فيك لم ألق مثلها
...................... و أعظم منهـــا فيـــــك ما أتوقـــــع
فلا تسأليني في هـــــــواك زيادة
...................... فأيسره يــــدمي ، و أدنــاه يُدمِــــع

..............

الشاعر الثاني
المثقب العبدي

أجعل المال لعرضي جنة ... أن خير المال ما أدى الذمم

الشاعر هو " المثقب العبدي " وهو لقبه و اسمه " العائذ بن محصن بن ثعلبة " من ربيعة ، شاعر جاهلي من أهل البحرين . اتصل بالملك " عمرو بن هند " وله فيه مدائح ، ومدح " النعمان بن المنذر " . في شعره حكمة و رقة ، لم يدرك الإسلام . ولد 71 - 36 قبل الهجرة أي 553 – 587 ميلادية و القصيدة التي بين أيدينا - وهي قصيدة جميلة ورائعة - تضع أساسا للأخلاق العربية الحقيقية ، كما وضعت مبادئ في كيفية الحفاظ على هذه الأخلاق ، و طريقة في التعامل بين الناس ، خاصة فيما يتعلق بالوفاء بالعهد وعدم الخلف فيه ، ومتى يجب قول نعم ، ومتى يمكن قول لا ، و أرجو من الأصدقاء الأعزاء قراءة القصيدة أكثر من مرة ليتبينوا مدى عظمة هذه القصيدة و روعتها .

ذاد عني النـــوم همٌ بعــد همْ .... ومـــن الهـــم عنــاء و سـقـمْ
طرقت طلحــــة رحلي بعدما .... نام أصحابي ، وليلي لم أنــم

طــــرقتنا ، ثم قلنــــا اذ أتت .... مرحبـــا بالزور لمّا أن ألَـــــم
ضربت لمـــا استقلت مثـــلا .... قـــاله القُـــوال من غير وهم

مثــــلا يضربه حكامنــــــا .... قولهم ( في بيته يؤتى الحكم)
فأجابـــــت بصـواب قولهم .... (من يجُد يحمد ومن يبخل يذم )
لا تقــــــــولن إذا ما لم ترد .... أن تتم الوعــد في شيء : نعم
حسن قول (نعم ) من بعد(لا).. و قبيح قول (لا) بعد ( نعم )

إن ( لا ) بعد ( نعم ) فاحشة ... فبلا فابدأ إذا خفت النــــــــدم
فاذا قلت ( نعم ) فاصبر لها .... بنجاح الوعد ، إن الخلف ذم
واعلم أن الذم نقصٌ للفــــتى .... و متى لا يتــَّـــق الذم يـُــــذم
أنا بيتي من معد في الذرى .... و لي الهامة و الفرع الأشــــم

لا تراني راتعا في مجلس .... في لحوم الناس كالسبع الضرم
إن شر الناس قد يكشر لي .... حين يلقاني ، وإن غبت شتم

و كلام سيئ قد وقــــــرت ... عنه أذناي و ما بي من صمم
فتعزيت خشاة أن يرى ... جاهل أني كمـــــا كان زعم

و لبعض الصفح و الأعراض عن.. ذي الخنا أبقى و إن كان ظلم
أجعل المال لعر ضي جنة ... إن خير المال ما أدى الذمم

.............

خالد ع . خبازة
سورية اللاذقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق