سلسلة الخط العربي(قلم الجزم وتطور الخط العربي).
قلم الجزم والخط العربي المتطوّر: لغوياً:من معاني الجزم،كما جاء في القاموس المحيط:الجزم في الخط:تسوية الحروف،وهذا الخط المؤلف من حروف المعجم:لأنّه جزم؛أي قطع عن خط حميمر. وتجمع مصادر التاريخ العربي،‘إلى أنّ الخط العربي المستقلّ عن الفروع العربيّة القديمة نشأ في الأنبار على يد(مرامربن مرّة) حيث اجتمع ب(أسلم بن سدرة)و(عامر بن جدرة)،وهم من قبيلة (بولان)إحدى فروع (طيء)وتعاونوا على ابتكار هذا القلم الميسر،وقاسوا هجاءه على الهجاء السرياني،وسماه مرامربقلم (الجزم)أي:القطع؛لأنّه قطعه عن المسند اليمني،أو(من المسند)كما تقول بعض المصادر،,إذا كان قطعه(عن أو من)المسند،تعني فصله عنه وتميّزه،لاأخذه عنه واشتقاقه منه،فهذا يتفق مع الواقع،ويرى بعض الباحثين أنّ(مراربن مرة،وأسلم بن سدرة،وعامر بن جدرة)ليست أسماءهم،بل هي ألقاب أطلقت عليهم واشتهروا بها،اعترافا بفضلهم ودرايتهم بابتكار قلم الجزم الميسر، وأنّ أسماءهم هذه محرفة عن اللفظ السرياني،وشاع قلم الجزم في الأنبار،وأخذعنه أهل الحيرة،ثم انتقل إلى مكة عن طريق(بشر بن عبد الملك)أخي(أكيدربن عبد الملك)صاحب حومة الجندل.وعلمه بشر إلى سفيان بن حرب،وانتقل تعلمه إلى كثيرين،حتى بلغ عدد الكتاب في مكة عند ظهور الإسلام،بضعة وعشرون كاتباً ومنهم عمربن الخطاب.
يقول شاعر من(دومة الجندل) من قصيدة يذكر فيها فضل بشر على قريش:
فلا تجحدوا فضل بشر عليكمُ فقد كان ميمون النقيبة أزهرا
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتمُ من المال ماقد كان شتّى مبعثرا
وأجريتم الأقلام بدءاً وعودة وضاهيتم كتّاب كسرى وقيصرا
وقد تأثر خط الجزم بالخط النبطي،أو اشتق منه بعد تعديل وتسهيل في رسم معظم الحروف؛لشيوع القلم النبطي في الشام والجزيرة العربيّة،ولاننكر التأثير الذي فرضه القلم السرياني.ولدى مقارنة لوحة (نقش الحجر)النبطي،و(نقش النمارة) تأكد على أنّ أصل الخط العربي مأخوذ عن القلم النبطي،كما أكد على الإشتقاق السيد(جواد علي) في كتابه(تاريخ العرب)و(د.تليف نلسون)
وتاريخيا فإنّ اللغات العربية القديمة كانت تكتب بالخطين المسندي والثمودي، ثم دخل مع اللغة العربية الحديثة الخط النبطي، قيل أنه نسبة لنابت بن إسماعيل وأخذ ذلك الخط مكان الخط الثمودي في شمال الجزيرة، وأصبح الخط المعتمد في لغة مضر العربية (الحديثة)، أما لغة حمير العربية (القديمة الجنوبية) فحافظت على الخط المسندي، وأخذ الخط النبطي - الذي هو أبو الخط العربي الحديث - يتطور أيضاً، وكان أقدم نص عربي مكتشف مكتوباً بالخط النبطي وهو نقش (النمارة) المكتشف في سوريا والذي يرجع لعام 328م.
وفي الفترة السابقة للإسلام كانت هناك خطوط أخرى حديثة للغة مضر مثل: الخط الحيري نسبة (إلى الحيرة)، والخط الأنباري نسبة (إلى الأنبار)، وعندما جاء الإسلام كان الخط المستعمل في قريش هو الخط النبطي المطور، وهو الخط الذي استخدمه النبي محمد في كتابة رسائله للملوك والحكام حينذاك، ويلحظ في صور بعض تلك الخطابات الإختلاف عن الخط العربي الحديث الذي تطور من ذلك الخط، وبعض المختصين يعتبرون ذلك الخط النبطي المطور عربياً قديماً، وأقدم من مكتشفات منه نقش ( زبد)، ونقش ( أم الجمال) (568م ، 513 م)، والنقوش السبئية هي أقدم النقوش التي يرجع بعضها إلى 1000 ق
الأولى (نقش الحجر)عثر عليه على مسلة في (الحجر)(مدائن صالح) يعود لعام/263/م.وفيه تأكيد على أنّ قلم الجزم مأخوذ عن النبطية،رقم(68)
الثانية(نقش النمارة)عثر عليه في النّمارة شرقي دمشق،على قبر امرىء القيس بن عمرو من ملوك الحيرة،ولقد عثر في (ثاج)ماء لبني الفزع من خثعم من مياه(بيثة) التي ذكرت في نقش النمارة،بيت شعر ورد في ديوان ابن مقبل:
(ياجارتيّ على ثاج طريقكما سيراً حثيثاً ألمّا تعلما خيري)
قلم الجزم في صدر الإسلام :(رسالة النبي إلى المقوقس،فيها كلمات وحروف مطموسة،رقم(70)
رسالة النبي إلى المنذر بن ساوي أمير البحرين اللوحة رقم(71)
رسالة النبي إلى النجاشي ملك الحبشة،اللوحة رقم(72)
كتاب من الصدر الإسلامي الأول،نقش القاهرة بعام/31/لأيام الخليفة عثمان رقم(73).
نقش جبل سلُع(كتابة من جبل سلع في المدينة المنورة،اللوحة رقم(74)
حجر محفور بمنطقة كربلاء في جفنة الأبيض‘ اللوحة رقم(75)
كتابات على النقود وعلى الصُّوى من دمشق إلى القدس،من عهد عبد الملك بن مروان مع صورتين له،اللوحة رقم(76).
على الصُّوى من دمشق إلى القدس(من الصوى التي أقامها عبد الملك بن مروان من إيلياء(القدس) إلى دمشق.(الصوى:جمع(صوة) وهي حجر يوضع على الطريق؛ينقش عليه المسافة التي قطعها المسافر او المتبقية إلى مقصده.اللوحة رقم(77).
اللوحة رقم(78) قلم الجزم المتفرع عن القلم النبطي،والأقلام التي كانت سائدة وتأثر بها
الموضوع القادم:( رسم المصحف الشريف وتطور الكتابة العربيّة.)
سلمية في /5/4/2016
ــ رسالة النبي محمد (ص) إلى هرقل مللك الروم.
ـرسالة النبي محمد (ص) إلى النجاشي ملك الحبشة.
حيدر وطن
سورية سلمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق