..........................صاحبنا أبو تمام ...........................
بالأمس نشرتْ صديقةٌ مهذبةٌ هذين البيتين لأبي تمام رحمه الله
وجمعنا معه في فسيح جنانه بإذنهِ وعطفهِ وفضلهْ :
نقِّل فؤادَكَ حيث شئتَ من الهوى........ما الحُبُّ إلا للحبيب الأوَّلِ
كم منزلٍ في الأرضِ يألفُهُ الفتى...........وحنينهُ أبدًا لأول منزلِ
علَّقتُ في صفحتها وكتبتْ : انتظريني غدًا فقد دغدغتِ قريحتي،
واليوم _رغم ما بنا جميعًا _ أخذْتُ أكابد قريحتي لتبتسم قليلًا ،
واستعرتُ لها زمنًا آخرَ لنتسلّى معًا وانتهيتُ إلى ما يلي :
هذا أبو تمامُ ذو الطَوَل ِ....................قد قال قَوْلَتَهُ على عَجَلِ
زَعْمٌ تردد في مقولتِهِ ِ.....................وتناقلتهُ صحائفُ الدُولِ
أنَّ الحبيبَ هو الذي روّى.................بالأمس...دون تعدُّد البللِ
هل يا تُرى في زعمهِ حرَجٌ ..............أم راح يسترُ عَورةَ الفشلِ
أم كيف هذا الزعمُ قد ألقى..................بفوائض الوِجدانِ للعَطَلِ
...........................................................................
آيُ التغزُّلِ لا حدود لها........................مرهونةٌ بتعدد الرسلِ
رُسُلُ المودةِ شَدوُهُنَّ شذىً.................للروح عند تناغم الجُملِ
قلبٌ يحاور قلبَ صاديةٍ .................تسبي الفؤادَ بثغرها الرَّتِلِ
يحتال حتى تستغيثَ بهِ ...........................لله ِ دَرُّ بقيةِ الحيلِ
ما دام وحيُ الله آربعةً................(مثلًا ) وقد أنصفتَ في العِلل ِ
في القلب حَسْبَ الزعم ِواحدةٌ ............باللهِ أين مقاعدُ ( المَثلِ )!!
للجمعِ حكمتُهُ فكيف لنا ....................نرمي توازنَهُ إلى الخللِ
............................................................................
لو كان قبل اليوم موعدُنا.....................وسعتْ إلينا رغبةُ الغزلِ
لرأيتِ حينًا مشهدًا عَجَبًا......................للغادياتِ وغَمزةِ المُقلِ
وتشاغلتْ روحي على شَغَفٍ .................بندائهنَّ ونشوةِ النَهَلِ
والقلبُ إذ يخلي مساحتَهُ ..................لقلوبهنَّ ...لفُسحةِ الأملِ
وفمُ البيان يصيدُهُنَّ جوىً ..................تصبو إليه مناهلُ القُبلِ
المُلهماتُ خطرنَ في أدبٍ ..............زان العيونَ منابتُ الكَحَلِ
يدنو لهنَّ القلبُ منهمكًا..................بالصحوِ بعد تثاؤب المللِ
ما بين أن يشدو على فننٍ ..................أو بين أن يغفو على طَلَلِ
نقِّل فؤادَكَ حيث شئتَ معي..............ما دمتَ في نأيٍ عن الزللِ
قد كان موعدَنا ويا أسفي................لولا المشيبُ وغُصَّة الأجلِ
................... ......انتهى المزاح هنا................................
لغوٌ أتيتُ بهِ فواحدةٌ ........................تكفي لأعلن هُدنة العَزَلِ
فأنا وشِعري هائمان معًا......................نختال عند مناحل العسلِ
وهْمًا يراودنا الغرورُ معًا ....................قد دار في وِجدانِنا الثَمِلِ
هذا التطاولُ نالني عبثًا ......................ثم اشتغلتُ بهِ على مَهَلِ
ورأيتُ قولَ الصدق منجاةً ...............خوف الملام ِوثورةِ العّذَلِ
خمسون عامًا والهوى ألِقٌ..................وأجول بين النظْمِ والزَجَلِ
صار الهوى العذريُّ ملحمةً .................روحان تعتنقان في ظَلَلِ
والجسم ذاك العيبُ نهنههُ...................خوفي عليهِ تراكمُ الخللِ
لو حالَ دون الشيبِ معجزةٌ..................يا أيها الشاكي على وجلِ
.......................يا أيها الشاكي من الوجلِ .........................
......
فايز ملاح
عمّان--31-5-2015
سورية دمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق