أيُّها العربْ
لعلّي إن تساءلتُ حيراناً
يحقُّ لي،
هل أنتمْ من نسلِ يعرُبْ ؟
ويروق لي،
أن أرفع الصوتَ عالياً
أتعرفون أن لكم رباً يراكم ؟
وأن هناكَ شمساً يوماً ستغرُب!
فأتعجّبْ ...
ألستُم من استجلبَ الدم
ليروي به الأشجارْ ؟
واستزرعتم الإرهاب َ
كي تجري خلفه الأنهارْ ؟
ألستُم من سرقتُم حقوقنا
في وضح النّهار ؟
وسلبتُم أموالَنا وأملاكَنا
وهدّمتم فوق رؤوسنا الدارْ ؟
ألستُم من استجلبَ القاعدة
واستنبتَ الدواعشَ الأشرارْ ؟
وتخاذلتُم
وتباكيتُم
وتواصلتُم
واستحضرتُم
بفعلكم كل عارْ
وتدافعتُم
بكل بسالةٍ نحو الكفّار؟
ألستُم من استسهلتُم الإنكسار ؟
وتداعيتُم إلى كشفِ الأسرارْ
وتساكنتُم مع الغواني والغوازي
وبناتِ الليلِ بكلِّ شهامةٍ واقتدارْ ؟
أيها العرب ...
هل بينكم أصلٌ له نسبْ؟
هل أنتم إلاّ من نسلِ أبي لهبْ؟
من أتى بكم يعرفكم
من استزرعكم وأسقاكم من الشُّعَبْ
يعرفُ أنكم خرجتُم بالليلِ من العُلَبْ
فلعنة الله على كبيرِكُم
وتبّتْ يداكم مثلما
تبَّت يدا أبي لهب وتبْ!
أيها العرب ...
هل بكم بعضٌ من دمنا
الذي يجري بالعروقْ
هل عندكم قليلٌ من الحياءِ
والحسِّ والذوق ؟
ملعونةٌ تلكم الحكايات المزوّرة
تلكم القصصُ الملفّقَة المُغَيَّرَة
والأكاذيبُ الكثيرةُ المنتَشِرَة !
منكم وعنكم وبكم متحجِّرَة !
ملعونةٌ أفعالكم وقد سرقتم
منا كل شيءٍ اسمه حقوقْ
وزرعتُم بيننا الخلافاتِ والشقوقْ
واستبحتم موتنا وعرضنا
ومارستم فعلَكُمْ الحرامَ المبهوقْ
وأكلتُم حقّنا المسروقْ!
ونهبتُم مالنا الذي جنيناه بالتعبْ
وأشعلتم باجسادنا الحروقْ !
أيها العرب ...
هل انتم من نسلِ عدنانٍ وقحطانْ؟
من نسلِ من قاومَ الغزاةَ كالرهوانْ
من واجه الاعداءَ بكل عز وعنفوان؟
من أتى القدسَ وحرّرها
فكانت هي العنوان!
هل بينكم من يؤكد أصلهُ
وله بين الخلائق معنى وجودٍ وعنوان؟
لقد أصبتموني بالكرهِ والغثيانْ
وتسبّبتُم بقلبي أوجاعاً ما لها دواءْ
وكسرتُم بخاطرِ الأطفال تربّوا أيتاماً
ينشدونَ لقمة العيشِ يلتحفونَ السماءْ
ضيّعتُم أملَ الشبابِ بغدٍ كوعدِ الأنبياءْ
فقتلتُم من الأرواحِ بقايا الرجاءْ
أيها العرب ...
ألكُم بين الناسِ مكان ووجودْ
هل تعرفونَ اللهَ عند السجودْ!
هل تدعونَ ربّكم مثلنا خشوعاً
أم تدعونه رغماً عنكم كاليهودْ!
هل لكم في التوبة دربٌ ووعود!
لعلّي إن قلتُ كلاّ أصيبْ
وليس القولُ فيكم بالعجيبْ!
فأنتُم مصيبتُنا
وأنتُم خريطتُنا
وأنتُم زوراً حقيقتُنا
وأنتُم بهتاناً طريقتُنا
خسئتُم أن تكونوا إلا مصبتُنا!
د.عماد الكيلاني
فلسطين القدس
9.4.2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق