التفت يا حنظلة // صالح هشام !
إلى كل طفل عربي ، حمل الحجر ، في وجه جراد العصر الحديث !
إلى متى ستظل يا حنظلة ، تصد عنا بوجهك ؟
متى تفك قبضتيك خلفك ؟ ماذا تنتظر منا يا حنظلة نحن بني يعرب؟ ، إنك تأبى التطلع إلى وجوهنا الصفراء الموشومة بمرارة الهزائم وطعم الانكسارات ، فكل يوم يرمينا التاريخ إلى مزبلة التاريخ ، لكننا نكابر ونعاند ونعلن عليه العصيان ، نتمرد عليه ونفصله سراويل قصيرة على مقاس هكذا أراده لنا الجنس الأشقر القادم من وراء ضباب البحار والمحيطات !
فما بالك ياحنظلة تأبى أن تلتفت إلينا وتمسح أوجاعنا ،فإننا فيك نتلمظ حلاوة المستقبل والأمل والحلم ، أم أنك غاضب منا و تتمنى أن تنهد حيطان السد النحاسي لذي القرنين ، فينهار ، وتخرج يأجوج ومأجوج من كل حدب وصوب ، فتستفنا ترابا وتمتصنا عظاما وتمسح عن جبين هذه الأمة خزيا وعارا ، عل التاريخ يتخلص من كفنه الأبيض الذي كفناه به ، ويخلصنا من هذا الغبن ، والظلم ومن خيانة الأوطان فمفاتيح العودة أصابها الصدأ ، عل يأجوج ومأجوج تدمرنا وتخلطنا شعوبا وقبائل من البحر إلى البحر ، لتخلق منا جيلا عربيا جديدا فيه شيء من رائحة النخوة العربية القديمة ٠٠٠
جيلا يأبى الخضوع والاستسلام ، جيلا يحفظ حكاية ( الأسد والثيران الثلاثة ) يمسح عار السلف بكبرياء خلف جديد ٠٠ جيلا يعيد للتاريخ العربي ريقه الذي جف وبريقه الذي خبا وخفت ٠٠٠ تاريخ أكلته أرضة الحذيبية العربية المعاصرة !
علك يا حنظلة توقظ فينا نخوة العربي في معمعة داحس والغبراء وتذكرنا ببطولات أبي زيد الهلالي ٠٠ وعدل عمر وكرم حاتم ، ومن يدري علنا نصبح العنقاء تبعث من تحت رمادها فتنفخ في كيرنا المثقوب نارا ، علنا نصبح حمم بركان هائج تجد ثقب الخلاص ٠٠فتخرج لتجتاح المدى فنعلم العالم حساب الصفر والجبر والدورة الدموية من جديد ، علنا يا حنظلة ، نغتسل بحبات رمال الصحراء العربية ، وننفض عنا غبار لعنة البترول والترف الفقير واستهلاك ما بجوف الأرض في غياب عقلية إنتاج سدت مسامها ، ونزيل حكم القبائل !
علك ياحنظلة تخرج عن صمتك مرة أخرى ، علك تزرع فينا ولو ذرة كرامة داسها فجور الكراسي المهترئة ، المتهالكة ، علك تسلمنا مشعل بروميثيوس ، علك تعيدنا يا حنظلة لجادة صواب افتقدناه منذ تحسست سيوف الأنانية أعناقنا ،منذ أعدمنا صاحب القصيد والقصيدة وسحلنا الفيلسوف والفلسفة باسم الردة تارة والزندقة تارة والإخلال بأمن الكراسي أخرى ، فدمر فينا الإحساس والذوق والذائقة ،منذ صودر وجودنا العربي في صالونات القمار والمواخير الغربية !
، التفت ٠٠٠
التفت إلينا يا حنظلة ٠٠٠
فك قبضتيك يا حنظلة ٠٠٠
فك أسرنا في أوطاننا٠٠٠
فك قيودنا في سجوننا الكبيرة ٠٠٠
فإننا لم نعد نخاف سيوف زناة الليل والسياسة الجبانة العجفاء ، العجماء ٠٠ المسلطة على رقابنا في كل لحظة وحين ، لقد أصبحنا يا حنظلة ( ذئابا أصابها الجرب والسعار نعض بعضنا ٠٠٠ نقتل بعضنا ٠٠٠ وعندما يهدأ الإعصار نغتصب أنفسنا ٠٠٠فنظل ندور في حلقة مفرغة كقط يريد أن يتخلص من ذيله عضا ،فلا هو أراح ولا هو استراح ٠٠٠
يا حنظلة لقد ( أصبحنا يهود التاريخ نعوي في صحرائنا العربية بلامأوى ) أصبحنا عباد فرقة وتفرقة ٠٠٠ نجتر كالبهائم اللوم والعتاب ٠٠٠ أصابنا عمى الألوان ٠٠٠ لم نعد نميز الغاية من وجودنا ٠٠٠ ونحن نقتات على فتات الآخرين ٠٠ التفت يا حنظلة ٠٠٠ !
عل نظرة منك تنزل - على واقعنا الآسن المتخن بالجراح - بردا وسلاما !!
الأستاذ صالح هشام
المغرب الرباط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق