دقّةُ التّعبيرِ القرآني (الرّبطُ بينَ الآيات) :
قالَ اللهُ تعالى:
(إنّ الّذين آمنوا وعَملوا الصّالحاتِ كانت لهم جنّاتُ الفردوسِ نُزُلا* خالدينَ فيها لا يبغونَ عنها حِوَلا* قلْ لو كانَ البحرُ مِداداً لكلماتِ ربّي لَنَفِدَ البحرُ قبلَ أنْ تَنْفَدَ كلماتُ ربّي ولو جئنا بِمِثْلِهِ مَدَدا*) سور الكهف الآيات 107،108،109.
وَعَدَ اللهُ تعالى الّذين آمَنوا وعَمِلوا الصّالحاتِ بجنّاتِ الفردوسِ نُزُلاً (مكانَ إقامةٍ ) وذَكَرَ أنّهم باقونَ فيها أبَداً لا يبغونَ (يطلبونَ) عنها مُتَحَوّلا الى مكانٍ آخَرَ ثمَّ ذَكَرَ البحرَ أنّهُ لو كانَ مِدادًا(الحبرُالّذي يُكْتَبُ بهِ) لكلماتِ اللهِ (مَقْدوراته) لَنَفِدَ (جَفّ وانتهى) قبلَ أن تنفدَ كلماتُ الله تعالى فما سِرُّ الرّبطِ بينَ الآيتينِ الأولَيَيْنِ وآيةِ نفادِ البحرِ قبلَ نفادِ كلماتِ الله ؟!!.
والجوابُ عن ذلكَ أنّ الأنسانَ بطبيعتهِ البشريّةِ إذا أطالَ المُقامَ في مكانٍ ما فإنّ المَلَلَ يُصيبُهُ مهما كانَ ذلكَ المكانَ مُريحاً وآمِناً فيبغي التّحوّلَ والأنتقالَ منه الى مكانِ آخرَ بُغيةَ التّجديدِ فَذَكَرَ اللهُ سبحانَهُ أنَّ الجنّةَ ليستْ كذلكَ لأنّ النِعَمَ التي فيها تتجدّدُ دائماً بفِعلِ مقدوراتِ اللهِ الّتي لا تَتَناهى بحيثُ أنّ البحرَ وكلَّ البحارَ لو جعلناها مداداً لكتابةِ تلكَ المقدوراتِ (من نِعَمٍ وغيرِها ) لَنَفِدتْ قبلَ أن تنفدَ تلكَ المقدورات (كلمات الله) والله أعلمُ فانظرْ الى دقّةِ الرّبطِ بينَ الآياتِ وقلْ سبحانَ الّذي وَسِعَ كلَّ شيءٍ عِلما
المهندس خليل الدّولة
العراق الموصل
6/7/2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق