الخميس، 6 يوليو 2017

قصيدة نثرية بعنوان { الشعر والحزن والخطر } بقلم الشاعرة وفاء تقي الدين... سورية... دمشق

الشعر والحزن والخطر
عندما يستوطن الحزن  حياتنا
يولد الشعر  في لحظة الشعور  بالخطر
وتدفق الإدريلانين في الشرايين ودق ناقوس يوحي بالنذر 
يتكون من روائع الصور
ومن أهم العبر
اشتدي ياأزمة واهطلي يادرر
أغرقيني في لججك العنيدة
لأجعل الزمن يشهد ولادة قصيدة
منذ طفولتي ومنذ أول  حرف شكلته
كان يشي بأني سأكون شاعرة متمردة
وأن الإلهام مرة سيساندني
وأخرى سيعاندني
أود أن أكتب شيئا فريدا كالإلياذة الخالدة
كما فعل  "هوميروس" الأعمى
أو كما كتب "فولتير"
ولو أتت أشعاري وكأنها  من العصور الغابرة
حينها كانت القريحة سيالة ،  في ذاك الزمن المنصرم
ونقية وفي ذروة خيالاتها البراقة
تتدفق كأمواج النهر 
تروي عقول للمعرفة نهمة
ذاك "غوته" يشاطرني رأي وتمردي وشرقيتي
كم حسدته على أستاذه الفيلسوف  "هردر"
يقوده للمعرفة وأمهات الأدبيات المعتمدة
وجنوح الخيال  الوثاب المتمرد 
ويندلق الذكاء في صور مبهرة
تغوي الطامحين المعاندين
وتجعلهم يستنفرون...يتقدون ...يتقدمون...وتكون البداية لولادة عالم.. مبتكر.. كاتب أو شاعر
استرسلت بأفكاري بعمق ففار دمي
واستنفرت أعصابي
وأنا أرى أيامي تواجهني
وتجعل أمري عصيا وخانقا يكبلني
ربما بسبب هرمونات غريبة وطموحة
تجعل من احتدام المشاعر
وتيقظ الوجدان المرابض
رافعة لكلماتي المنتقاة
والمرصوفة بطريقة غريبة
قصدًا وعفوًا في الآن نفسه
العلاقة بين الحزن والشعر
معروفة بمهارة الإبداع وسيولة المشاعر المؤثرة
والخوض في المستحيلات
  بقدراتها الهائلة ملهمة وموصوفة  وعنها ليس من أسرار 
غير أن أمرًا واحدًا يجعلني أواجه الحقيقة
ويطيح بهناءتي  في سبر غور  العلاقة بين الشعر والحزن
ويُلزمني بواقعية لا أوهام تدانيها وتحرف المسار
إنه في الزمن الصعب... الشعور بالخطر
وفي زمن الحرب والحب
أعظم قصص الحب تولد في أغرب لحظة من لحظات الحرب 
فيشحذ طائفة من المشاعر
ومن  الخوف والحذر
واستعمال العقل المتوهج
للخروج من أي  ورطة
و الهروب من أي  وضع معقد وصادم
فيضع آلية للدفاع بتلقائية
وتفاصيل أخرى من الصعب سبرها
تلقي تلك اللحظات الرهيبة
بظلالها القاتمة والمعتمة على روحي
وتفضح هشاشة تكويني
وتعلّمني المجابهة
ولو عن طريق قصيدة أنقشها
على ذيل حاشية  الزمان
تضيء وتظلم في الوقت عينه
وتحكي حكاية أنسجها من انفعالاتي وتوهجي
كم  كنت ياأمي تلمسين في أفكاري وأشعاري
  الدهشة والخيال
والإندفاع والشجاعة
وإيجادة صياغة الأحداث وتتهميني بالتهور
وكم حديثك وإسهابك بالتفاصيل المهمة ألهمني
وعندما تقرأ ياحبيبي أشعاري
ستقول أني مجنونة
بحبك وتقديسي للوطن
فأنت ووطني صنوان لايفترقان
وأنت أيتها الآلهة
أطلقي المزيد من الإلهام
واجعليني 
في تلك الأوقات  الدقيقة أختبر
اللحظات  التي تقدح زنادا غامضا
يجعلني أكتب بغزارة بين  الحقيقة والصدق
عند الإحساس بالخطر
هي قصة استثنائية
تبدو أقرب إلى الأمثولة
عندما هددني والدي بالحبس القسري 
إن كتبت قصيدة حب  وغزل
فتوقفت عن الكتابة
حتى اكتمل بنياني ونظمت دفاعاتي
وأصبح لي قدرة على المواجهة
كتبت عن الحب وعنك ياحبي الفريد
ألم أخبرك ياحبيبي
أني أمتلك الخلطة السرية التي تصنع أماسي  لا تنسى وباهرة تفقدك الإحساس بالزمان والمكان
وتنقلك لعالم أثيري من الأحلام المتقدة
وأن لي صوتا رخيما ينشد القصائد والترانيم
ويعلنها ثورة حب خالدة
وأستمر في هذياني
والأمل الذي لايفارقني
والوطن الساكن بين جوانحي
وإحساسي العميق بالعرفان اتجاه الحياة
والروح الراعية المقدسة
والنعمة المسبغة علي من رب السماء 
يستنهض الأفكار ويتطرق للنجاحات والهزائم 
ياله من لطف ٍ عجيب !
ان تكون ياإلهي
ترافقني في شتى متاهات حياتي
لطف علـّم قلبي من افتقادك أن يخاف
فكان لطفك للمخاوف خير شاف
ذاك اللطف كم بدا  لي ثمينا
لحظة قلبــي فيها انفطر
من شدة  المخاطر والمصـائب والمحن
التي زارت حياتي كسنن
لديك ياإلهي   أودع آمالي في حصن ٍ حصين
أنت درعي  وزادي
طالما في الكون حياة
وعندما يزوي قلبي والجسد
وتنطوي كل حياتي للأبد
في كياني  سأظل حاملة  العرفان  وأسباب السكون والظفر منك ياإلهي  مؤيد
هذه الأرض كالثلج ستذوب
وخيوط الشمس تخفت وتزول
ما خلا الله الذي خاطبني في هذا المكان
في حياتي سيظل ما دام الزمان
وأنت أيها الإله  سبب لكل ذلك المزيج المرهف والقوي
يتخمّر في سنوات قليلة
ويطلّ برأسه كأشعار غريبة
عندما يشعل الخطرُ شرارَته
ويدخل إلى كل حياة منهكة حتى آخر رمق
وأفيض شعرا
عما يتقاذفني من آمال واعتلالات
بكلمات بسيطة ينسجها قلمي فترتاح روحي

وفاء تقي الدين
سورية دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق