هكذا حدّثني عرّاف العارفين
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
عندما تتكلّم ملكة الشّعر
برؤى حلمها
ما على الشّاعر المستنير
سوى الإصغاء والخشوع
ففي إنشادها عذوبة
خمرة التّجلّي
***
عندما تعزف شبّابة الإلهام
تتوارى جميع أشباح العماء
وتخرس جميع أصوات النّشاز
حينها تنكشف جميع الهرطقات
لتوحي لضمير الشّاعر
سورة الخلود
فتنتشي الرّوح في حالة الحضور
***
عندما ملهمتي تتجلّى لي بجوهرها
أصرع صرعة هذيان
فيمحو النّور أعشاش الظّلمات
ويُفحم صليل الفوضى
آنئذ تخمد ألسنة التّنّين
ويبور اِشتعال القصدير
***
في هذا الجوّ العاتم
يمكث الّنخيل والزّيتون
وبذور القمح تزكو
ينوّر ملح الأرض
ويتوهّج الجمال
ويحترق زبد الجفاء
وقشّ الورى
***
عندما ينفرد الجوهر بالفحم
إمّا أن يستعر
يشرق في بلّورات المرايا
أو يندثر مدحورا
شظايا في شقاء العدم
هكذا حدّثني عرّاف العرفان
.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.
المستنير الحبيب الشّطّي
[ سيّد الحرف ]
مساكن- تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق