سراب
ألقت إلى الليل وشاحا
غادة عطشى
هجر الرقاد أضناها
وألهب ظمأ الشوق أوارها
تغذ الخطى نحو الموارد
ونجوم الليل ترعى خطاها
هائمة سارت تسعى
نحو القطر شوقا والتياحا
تطوف الفيافي نحو طيف
ففقدان الحب أظماها
وما أن لاح لعينها شهاب عابر
فاندفعت نحوه بشوق تتبارى
تمد إلى ذاك النور يدا وتقرب منه فاها
ولكن هيهات هيهات فقد نأى موردها
وتاهت في وهم خطاها
حب وهم
خادع وخيال
غرام سراب
أتى وغار
قلاع للحب تعلو وتعلو في الفضاء
حملته إليها رياح صيف
مبللة خصلات شعرها
بهلوسات ماء سراب
فأقفل ليلها
على مطاردات حب وهباء
كعجوز صاد على شاطئ لليأس
قد بسطت يداها
مستأنسة مرتشفة قطرات وهم
قد تسربت منها عيناها
فلم تجن على ضفاف الحب
إلا سرابا عالقا
وطيف دخان قد تناهى
القدح الاربعون
المقهى القديم صفاء الصالحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق