الأحد، 2 يوليو 2017

في واحة الأدب الجاهلي "نثرا " بعنوان { فنون النثر في العصر الجاهلي } بقلم الأديب والشاعر حيدر وطن... سورية... سلمية .

في واحة الأدب الجاهلي (نثراً)

• ـ ( فنون النثر في العصر الجاهلي).

وإذا ما تابعنا خطوات بحثنا ،وأخذنا نغذّ السّير،عبر الوديان والشّعاب في صحرائنا العربيّة الموحشة بعد أن تعرفنا على إنسانها البدوي،وعشنا معه العصبيّة الجاهليّة ،وما أدّت إليه من حروبٍ ،وعشنا أيّام العرب،وما نمت من أساطير بطولية خارقة بسبب القتال الضّاري فيها بين القبائل العربيّة بين  بعضها البعض أومع الأقوام الأخرى ،وما أدّت إليه من أساطير بطولية ،واطّلعنا على النّثر العربي الذي أورثته الميثولوجية العربيّة والتي عكست لنا الواقع الإجتماعي  والبطولي والدّيني والتّاريخي للعربي في جاهليته.واليوم سوف نطلع على صور أخرى مختلفة من فنون النثر الجاهلي والتي تعود بداياته الأولى كما اتفقنا إلى الجاهلية الأولى، أي مرحلة الرجز التي تمثل عصر ما قبل تاريخ الأدب.

يمثل النثر –بحق-حياة الإنسان العربي في العصر الجاهلي، وأصالته العربية، التي تقوم على مكارم الأخلاق  والعفّة، وحسن الجوار، والتواضع، والكرم، وإغاثة الملهوف... إلى آخر ما هنالك من الأخلاق التي تعتز بها الأمم، وترتكز عليها حضارة الشعوب.والحقيقة التي أريد لها أن تترسخ في ذهن كل قارئ ومستمع،من خلال تأكيدي على دراسة موسوعة الأدب الجاهلي،بهذه الصورة المسهبة,هذه الحقيقة مفادها:إنّ أمتنا العربية لن تستطيع الإنتصار  على أعدائها إلا من خلال ترسيخ هذه القيم الأخلاقية الثابتة والأصيلة في نفوس أجيالنا الشابة والصاعدة،وهي نفس القيم التي استطعناـ عندما تسلحنا بها ـ أن ننتصر على أعداء أمتنا في القرنين التاسع عشر والعشرين،وهي نفس القيم التي تحلى بها أدباؤنا ومفكرونا وقادتنا ورجالاتنا العظام في عصر النهضة،وبرأي أنّ من لاجذور له،لاأصالة له،وبصورة أوضح أنّ من لاماضي له(يعمل على تطويره،وتحديثه بحسب متطلبات العصر)لاحاضر له ولا مستقبل.
ونحن في دراستنا لهذا التراث التليد الموروث لانريد اجترار الماضي،وإنما لنجعله ركيزة في بناء الحاضر الذي نصنعه بأيدينا،ونريد له أن يكون صرحاً شامخاً،نستشرف منه آفاق المستقبل الطموح.
وعندما نتحدث عن النّثر الجاهلي نحدّد من صوره نوعين كما يذكر شوقي ضيف في الفصل الثاني عشرمن مؤلفّه العصر الجاهلي:
• أـ النّثر العادي الذي يتخاطب به النّاس في شؤون ن حياتهم اليوميّة،فإنّ هذا الضّرب من النّثر لايعدّ شيء منه أدباً إلاّ ما قد يجري فيه من أمثال .
• ب ـ النّثر الفنّي: هو النّثر الذي يقصد به صاحبه إلى التّأثير في نفوس السّامعين ،و الذي يعدّ أدباً حقّاً،ومن أجل ذلك يحتفل فيه بالصّياغة وجمال الأداء .
وهو أنواع منه ما يكون قصصاً وما يكون خطابة وما يكون رسائل أدبيّة محبّرة.
ولكنّ الأستاذ حنّا الفاخوري وفي الباب الخامس (النّثر الجاهلي) في مؤلفه تاريخ الأدب العربي وتحت عنوان ما وصل إلينا منه قال:
(لم يصلنا من النّثر الجاهلي إذا قيس بما بلغنا من شعر تلك الأيّام، لم يصلنا إلاّ النّزر اليسير ،والقليل الذي وصلنا منه لايكاد يعتدّبه وليس له كبير قيمة تاريخيّة  وفنيّة بسبب مالحقه من تحريف ، وليس ذلك لانصرافهم عن النّثر ، فإنّهم كانوا مشغوفين بالخطابة  وضرب الأمثال ورواية القصص من تاريخيّة وخياليّة وإنّما كان لاعتماد العرب في نقل ذلك النّثر وفي نقل أدبهم على الحفظ لاعلى الكتابة ،فكانت كتابتهم لاتمتدّ إلى تدوين الكتب والقصص والرّسائل الأدبيّة وإنما لأغراض تجاريّة وسياسيّة ، كما ذكرت سابقاً عن بداية الأدب الجاهلي  وعلى ما أخبرنا به الجاحظ:
إنّ العرب كانوا يسمون العهود السياسيّة المكتوبة (مهارق).
فانظروا منذ متى والعرب يهتمون بالسياسة...؟؟ ولكن المهم ، كانت تلك الكتابات ساذجة بعيدة عمّا هومن الفن والتّجويد.
وإذا كنّا نفتقد الأدلّة الماديّة على وجود رسائل أدبيّة في العصر الجاهلي ،فإنّ فنّ النّثر كان يضمّ مايلي: 

للموضوع متابعة جديدة تحت عنوان:( الوان النثر الفني وموضوعاته..!!).

مع أطيب التمنيات بالمتعة والفائدة.

حيدر وطن
سورية سلمية
في /1/7/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق