إلى حبيبة عمري الراحلة التي لم ترحل والغائبة التي لا تغيب بمناسبة ذكرى وفاتها الثالثة - رحمها الله - أهديها هذه الخاطرة :
ما أقسى دموع مرآتك !!! ،،،،،،، بقلم وألوان :*خالد سليمان
**************************************************
هل للمرايا مشاعر وأحاسيس ؟؟؟!!
أنظر لمرآتك فأرى في عينيها وجوم مؤلم وصمت يتكلّم بصراخ حاد
مرآتك استيقظت فجأة متلهفة تسأل عنك
ماذا أقول لها ؟
وقد اكتست ملامحها بثياب الحزن الرماديّة .
ماذا أقول لها وأنا أتأمّلها ؟
وأتذكّرك حين تقفين أمامها
كانت سعيدة بك طائرة بلا أجنحة في سماوات الفرح
أرى مرآتك تتأمّل ملامحها فيك وتشرب من نهر حسنك
تمسح رماد السنين من ضياء ابتسامتك
وتزيل عن وجهها كآبات السنين ، عندما تشرب من نهر صفاء ينبع من وسامتك
اليوم أشعر أنّ المرآة تسأل عنك تبحث عنك تجري عليك
تغترف من نهر حسنك وترتدي من أناقة ورودك فستان عيدها
كنت أشعر بضحكات الطفولة تغنّي في خدود مرآتك
للمرايا دموع وأحزان كما كان لها ابتسامات وأفراح
ما أصعب دموع المرايا حين تختفي عنها الملامح الجميلة !
وما أشدّ حزنها حين تغيب عنها وسامة الملامح وجمال القلوب !
أتأملها الآن كاسفة البال منطفئة
ماذا أصابها ؟
هل للمرايا أحاسيس ومشاعر ؟؟!!
أتأملها فأرى في عينيها صورة ألف سؤال لسؤال واحد : أين أنت ؟؟
جيوش من الحروف مزدحمة حاشدة : أي ن أ ن ت ؟؟
جموع غفيرة من الحروف تسأل عنك
كلّ صباح تنتظرك مرآتك لتغتسل في نهر حسنك
وتنتظر ؟ ما أقسى أشواق المرايا حين تحبّ !
أنظر لمرآتك صباحا فأرى في عيونها فيضانا من الأشواق إليك
وعندما يأتي المساء تنكسر نظرة البريق في عينيها ويلونها فحم الحزن
أستحي من النظر إليها ، فهي تنتظر منّي الجواب على أقسى سؤال
أفرّ من حيرتي في كلّ اتّجاه
ولكن تحاصرني عيون المرآة فأغمض عينيّ لأراك في بالي تخطرين
وأهمس إليك : أين أنت ؟؟ مرآتك تسأل عنك
لبست ملابس الحزن من طول غيابك
فتبتسمين وتقتربين لتجيبي
وعندما تهمس شفاهك تذوبين في ثياب الشعاع الفضّي
يا صاحبة الحضور ،
اشتاق إليك الزمان والمكان
اشتاقت إليك الأشياء
كلها تسأل عنك
فمتى تجيبين ؟؟
أحيانا أرى ابتسامة تسكن الأشياء أعرف أنّك خطرت ببال الأشياء
فهلا زرتيها يوما ؟
لا تصدّقوا من يقول أنّ المرآة جماد
إنها مخلوق حي ينبض ويتحرّك
يضحك وبتسم ويحزن
يقهقه بضحكات طفولية وتدمع بعيون صادقة حزينة
تلك المرآة حين تفرح برؤيتك ترتدي ملابسها بأناقة
ومن يوم أن غبت وهي لم تغيّر ملابسها ، ويأتي العيد ولا عيد عندها
ولا وردة تزورها ولا أحد يسأل عنها
غابت بغيابك فرحتها
مزقت فستان عرسها لغيابك
انطفأت ملامحها واكتست برماد الحزن
كل ما أرجوه منك أن تزوريها لحظة لتتألّق الفرحة في خدودها
زوريها في رؤيا مناميّة فضيّة لتتألّق فيها بريق الفضّة
زوريها مرة واحدة وأعيدي لها بهجة العيد
فيوم تزورينها يوم عيدها
فهل ستزورينها ؟؟؟
خالد علي سليمان
مصر القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق