قصيدة من ديواني قيد الطبع.
ترانيم الفصول الأربعة
سيمفونية الخريف الحزينة :
للرماد المرميّ ،
كالفرس العجوز من بطون المواقد
والتنانير ،
طقسُ الخريف .
للحطام عزيف العاصفة
وثورة الموت الصامت
واغتيال الحياة .
كأنّما الدهر شجيراتٌ هدّها
لسع الرِّيح
وانطفاء سراج البروج
وغفو الشواطئ .
وسَفَرُ المدِّ المحطم
فوق الصخور
يمارس عري التلاشي
يصير كلون الحزن ..
كموت الزهور
يصير طقساً لجدث اليباس
فوق تلال القبور.
*****
سيمفونية الشتاء الراقصة :
وفي الغيم كرنفالٌ ..
وزغرودة
وأغانٍ وموالْ
وفي ظلال الحور والصفصاف
رقصٌ وانتشاء
مطرٌ.. مطرْ..
وتبسم للمدى آلاف العيون
مطرٌ.. مطرْ..
وتضحك للحكايا
لثغة الجدّات
وألف سوسنةٍ
لكلّ جدائل الصغار
لكلّ أطفال البشر .
عُمُرُ هذا الكون
من سماوات الطفولة
من هطولات الخصوبة
كالشلال تنهمر المحبة ..
تعقد للضفائر المجدولة
حلماً سماوياً
يورق فوقَ الهدبِ
وفوق الجفونْ
كحلاً ضبابيّاً
بلون الغيم والرمادْ
****
سيمفونية الربيع الدافئة :
للرماد بَصيصُ النّار ، بصيصُ اللهب
فاقرأ الدفء ، مورّداً كالجلَّنار فوق
الخدودِ .
يصهل الكون ..
تجمح المروج نشوى
بعطر نديّ
أجمع للعذارى .. طوقاً من الألوان
ازرع حقلاً من الياسمين
أزخرف الأكوان
بألف قصيدة
لثورة الحياة
لثورةٍ تكفر بزمن الموات
****
سيمفونية الصيف العاشقة :
يستيقظ البحر
يتمطى موجاً
تشمّر الشواطئ عن ساعديها
تومئ للشراع ..
ترسم الأحلام سواراً ..
ورشفةَ عشق
وحلمّ عاشقة لازوردياً .
مملُّ هو لانتظار.
شراع في اليمِّ
يهطل من بعيد
يعانق سحر الطفولة ..
يلثم جيد الصبايا
وصفصاف الغدير.
ربات الجمال الخارجات
من صومعة الاولمب المقدس
ينشدن " لاورفيوس"
لحن الهيام الكبير.
" فينوس"
ياطعم الصيف
ولون الزبد الوثني
يا كلّ رغاب الهوى
يهديك الفصل اللاهب
لونَ الأغوار في عينيكِ
وعزف المنجل
غمر قمحٍ قدّسه الربُّ
باركه الله
يدعوكِ لخبزه..
ذاك الأسمر
ليغني للخصب
ليرقص للحبِّ
على وقع خلاخيل الطير
وصفاء ترانيم العشق الأنضر
****
شعر: خالد عارف حاج عثمان
سورية -جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق