نشأة علم النحو..!
إن علم النحو من أسمى العلوم قدرا , وأنفعها أثرا , به يتثقف أود اللسان , ويسلس عنان البيان , وقيمة المرء فيما تحت لسانه لا طيلسانه , ولقد صدق بن إسحاق بن خلف البهراني في قوله :
النحو يبسطُ من لسان الألكنِ
_______________ والمرءُ تكرمه إذا لم يلحــــنِ
وإذا طلبتَ من العلوم أجلـَّـها
_______________ فأجلــُّــها منها مقيمُ الألســنِ
وبه يسلم الكتاب والسنة من عادية التحريف , وهما موئل الدين وذخيرة المسلمين , فكان تدوينه عملا مبرورا , وسعيا في سبيل الدين مشكورا .
ولذا قدر المؤرخون للنحــْــويين جهودهم , ورفعوا لهم أعلام الحمد , وخلدوهم في صحائفَ بمداد التبجيل والتكريم .
وخليق بمن يدلِف إلى روضة هذا الفن النضير أن يعرف سبب وضعه , وكيف نشأ , والمراحل التي اجتازها حتى استوى قائما , وأن يقف على تاريخ مشاهير رجاله الذين عبــَّــدوا مهــْــــيعـَـه , وأقاموا صُوى الهداية على حفافـَــيْه خوف الدثور والضلال .
... من مقدمة كتاب (( نشأة النحو )) للعلامة المصري (( الشيخ محمد الطنطاوي ))
تقديم الأديب والشاعر حيدر وطن
سورية سلمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق