السبت، 22 أكتوبر 2016

قصيدة بقلم الشاعر الأستاذ سعيد تايه....الأردن/عمان

العـــاشِــقَة

مَسْكُونَـةٌ بِنِـدَاءِ الحُــبِّ في الصَّـدْرِ
حَيْثُ الْهَـوَى بِشِغَافِ القلْبِ يَسْتَشْـرِي

تَقُولُ أَهْـواكَ فـي صِدْقٍ وَفِـي وَلَــهٍ
وَلا أَرَى مِنْـكَ غَـيْرَ الصَّـدِّ والـهَجْرِ

أَظَـلُّ أَسـْهَرُ طُـولَ الليْــلِ في أَرَقٍ
لَمْ أَجْـنِ غَـيْرَ سِـهَامِ الهَجْرِ في النَّحْـرِ

أُخِـذْتُ حِـينَ تَـلاقَيْنَـا مُصَـادَفَـةً
عِنْـدَ الْغَـديرِ بُيَـيْنَ البـانِ والجِسْرِ

وَمَـا دَرَيْتُ بِـأَنِّي صِـرْتُ هَـائِمَـةً
حُبَّـاً لِتُصْبِـحَ في عَيْنـِي كَمَا النَّسْـرِ

إنْ جِئْتُ شَـاكِيَـةً صَـدَّاً يُعَـذِّبُنِـي
عَلَّلْتَنِـي بِـوُعُـودٍ خِلْتـَها تُغْـرِي

وَإِنْ طَلَبْتُ لِقَـاءً رُحْـتَ تَسـاَلنُـِي
مَـاذا تُريديـنَ ؟ مـا يَعْنيكِ مِنْ أَمْـري

إِنـِّي فَتىً قَـدْ أَرى مـَا فيِـكِ يُعْجِبُنـي
لَكِنَّنِـي خَـائِـفٌ مِنْ لَـدْغَـةِ الغَـدْرِ

ولَسْتُ أقْبَلُ أَمْـراً قَــدْ يُـوَرِّطُـني
مِنْ فَـوْرَةِ العِشْـقِ في مَنْظُومَةِ الـوِزْرِ

إِلَيْكِ عَنِّي دَعِيـني فـي مُـوَاجَـهَتِـي
هَـمَّ الحَيَــاةِ وَإشْـكَالاتِـها الكُثْـرِ

فَـلاَ أُرِيِـدُكِ أَنْ تَشْقَيْ بِكُـرْبَتِـها
وَلاَ تُعَـانِـينَ مِـنْ أَيـَّامِـهتتتتا الْغُبْــرِ

عيِشي حَيَاتَكِ فـي سَـعْدٍ وَفـي مَـرَحٍ
بِمَا تَحُـوزيـنَ مِـنْ مَـالٍ ومِنْ تِبْـرِ

إِنـَّي عَشِقْتُكَ لا اَخْشـَى مُسَـاءَ لَـةً
لا الْعِشْـقُ جُـرْمٌ وَلَيْسَ الحُبُّ في نُكْـرِ

الحُـبُّ أجْمَلُ مـَا تَسْعَى لـَـهُ قَــدَمٌ
إِذا تَحَصَّـنَ في نُبْــلٍ وَفي طُــهْرِ

لَكِنْ تُصِـرُّ وَتَـأْبـَى أنْ تُقَـابِلَـِني
كَـأنَّ قَلْبَـكَ مَجْبـُولٌ مِـنَ الصَّـخْرِ

فَيَغْرَقُ الحُزْنُ في عَيْــني وَيَقْتـُلُنِـي
لَيْـلُ العَـذَابِ وَكَـمْ عَانيْـتُ في صَبْرِ

حيِناً تَكُونُ لَطِيفَـاً كَالنَّسِـيمِ هَــوَىً
وَمَـرَّةً مِثْـلَ شَوْكِ الْـوَرْدِ في ظَهْـرِي

تَلُوحُ حيِناً كَبَحْـرٍ لا قَــرَارَ لَـهُ
أَوْ نَجْمَـةٍ في الدُّجـى مَسْحُورَةِ الغَـوْرِ

فَقَد تَكُونُ تُعَـاني غَــدْرَ فَـاتِنَـةٍ
خَانَتْ عُهُـودَ الوَفَـا في شَاطِيءِ البَحْـرِ

فَصِرْتَ تَمْـقُتُ فـي حَـوَّاءَ طِيـنَتَـها
تَـأْبى الحَـرائِرَ منْ بيِـضٍ وَمِـنْ سُـمْرِ

وَقَـدْ تَكُونُ أَسِــيرَ مُـرِّ تَجْـرِبـَ‎‎‎ـةٍ
وَقَدْ تَكُـونُ عَلَـى شَـيْءٍ مِنَ العُـذْرِ

لَكِـنْ رُوَيْـدَكَ لا تَظْلِـمْ وَدَاعَتَــها
فَلَيْـسَ كُـلُّ فَتَــــــــاةٍ طَبْعُـهــا مُـــــــــزْرِ

لَئِنْ تَعَجَّلْتُ في سـؤْلِـي فَلِـي أَرَبِـي
فَقَـدْ أَرَدْتُّـكَ تَنْسَـىَ لَوْعَـةَ الخَتْـرِ

أَرَدْتُّ عِتْقَـكَ مِنْ فَــخٍّ وَقَعْـتَ بِـهِ
وَمِـنْ إِسَـارِ شِـكَالٍ بَـالِـغِ القَـهْرِ

أَرَاكَ شَهْماً كَرِيمَ النَّفْـسِ ذَا خُلُـقٍ
سَمْـحَاً جَـوَاداً رَقِيـقَ القَلْبِ ذَا وَفْـرِ

هَـا قَدْ نَكَأْتِ جِـرَاحِي بَعْـدَمَا انْدَمَـلَتْ
فَصِـرْتُ كَالْقَـابِضِ الْمُضْنىَ عَلَى الجَمْرِ

إنِّي بَلَوْتُ مِـنَ الأَيـَّـامِ أَشْـطُـرَهَـا
فَمَـا وَجَـدْتُ سِـوَى الأَحْقَـادِ والمَكْرِ
ةءوز ظ
رَأَيْتُ بَعْضاً مِـنَ الأَنْمَـاطِ يَسْكُـنُـهَا
لُــــؤْمٌ دَفـِينٌ فَتَهْـــوَى المَيْــلَ لِلشَّـرِّ

تَخُـونُ لَيْـسَ لَـهَا عَـهْدٌ وَلاَ ذِمَــمٌ
وَمَـا لَـهَا الـدَّهْرَ مِنْ " سِتْرٍ وَلاَ حِجْرِ"

تَمِيلُ نَحْـوَكَ في السَّــرَّاء مَنْـفَـعَـةً
لَكنَّـهُا عَنْـكَ تَنْـأَى سَاعَـةَ العُسْرِ

وَقَدْ نَـأَيْـتُ بِنَفْسِي عَنْ مَـدَارِجِــهَا
لا النَّـهْجُ نَهْـجِي وَلاَ أَفْكَارُهَا فِكْـرِي

قَالَتْ سَأَصْبِرُ حّـتَّى تَشْتَهِي خَـبَرِي
فَنَلْتَقِـي في وِفَـاقٍ طِيلَــةَ العُمْرِ

لَنْ أَفْقِدَ الأَمَـلَ المَغْـرُوسَ في كَبِـدِي
وَلَنْ أَحِيـدَ عَنِ المَـأْمُولِ مِنْ دَهْرِي

وَلَنْ أَظَلَّ بِـذِي الـدُّنْيَـا مُلَـوَّعَـةً
لَـيْلاً وَصُبْحَـاً وَفي الأَظْهارِ وَالعَصْرِ

وَلَنْ أَعِيشَ بِـلا إِلْـفٍ يُشَـارِكُنِي
دَرْبَ الحَيَاةِ بِتَـيَّـارَاتِـها الغُزْرِ

رَأَيْتُ فِيـكَ شَرِيكـاً مَـالَـهُ بَـدَلٌ
سَـمْحَ الشَّمَائِلِ صِنْوَ السَّـيِّدِ الغَمْرِ

وَلَسْتُ اَبْغِي وَرَبِّ البَيْتِ غَــيْرَكَ عَـا
شِـقاً وَلَوْ عِشْتُ حَتَّى مَوْعِدِ الحَشْرِ

نَمْضِي وَلاَ شَيءَ في الدُّنْيَا يُـفَرِّقُنَـا
رُوحَـيْنِ في جَسَدٍ نَبْقى مَدَى الدَّهْرِ

فَقُلْتُ أهْواكِ مِـنْ قَـلْبِي وَمِنْ روُحي
لا تَتْـرُكيِنِي وَحِـيدَاً شَـارِدَ الْفِكْــــــرِ

إنِّي عَشِقْتُـكِ يَا مَـنْ أنْـتِ فَـاتِنَـةٌ
عَلَى جَبينِكِ تَـاجُ الحُسْـنِ في فَخْرِ

أَهْدابُكِ السُّودُ رَايَـاتٌ وَأَشْـرِعَـةٌ
والشَّمْسُ تُشرِقُ مِنْ خَدَّيْكِ في الْفَجْر

وَفي عُيُونِكِ سِـحْـرُ الّليْـلِ مُتَّــقِدٌ
وَفي شِـفَاهِكِ آيَـاتٌ مِـنَ السِّحْرِ

وَالقَـدُّ مُعْتًـدِلٌ بالحسنِ مُتَّسِـقٌ
والوَجْـهُ نَضْرٌ بِفيِـهٍ طَيِّبِ النَّشْرِ

وَجْـهٌ جَمِيـلٌ ثَنَـايَـَاهُ تُكَـلِّلُـَها
بَشَـاشَـةٌ مُزِجَـــتْ بِـالــــــــدَّلِّ وَالبِشْـــــــرِ

وَلَيْسَ مِثْـلَكِ لا شَـمْسٌ وَلاَ قَمَــرٌ
وَلاَ غُصُونٌ تُضَاهِي رَوْعَـةَ الخَصْـر

هَذا الجَمَـالُ تَفُـوقُ الوَصْفَ رَوْعَتُـهُ
وَعَنْـهُ يَقْصُرُ بَـاعُ النَّثْـرِ والشِّعْرِ

يَـا جَنَّةَ الكَوْنِ يَـا أُنْشُـودَةً هَتَفَـتْ
بِـهَا الحَنَـاجِرُ حَـبْراً أَيَّمَـا حَـبْــــرِ

يَا دُرَّةً ، يَـا مُنَىَ قَلْبِي الَّتـي سَلَبَـتْ
مِنِّي الفُؤَادَ هَوَىً مِنْ حَيْثُ لا أَدْرِي

رَأَيْتُ فِيـكِ دَوَائِي حِينَمَـا بَصُـرَتْ
عَيْنَايَ وَجْهَكِ يَـا سَعْدِي وَيَا ذُخْرِي

قـَالَتْ لِنَذْهَـبْ إِلـى المـَـأْذُونِ نَسْأَلُـهُ
عَقْـدَ القِـرانِ غَـداً في بَـاحَةِ القصْرِ

نُـزَفُّ في عُـرُسٍ تَمْضِـي مَوَاكِـبُـهُ
بَـيْنَ الأَحِبَّـةِ يَبْقَـى خَـالِــــدَ الـذِّكْـــــــــرِ

يَبْـقَى مَدَى سَنَــوَاتِ العُمْـرِ مُدَّكَـرَاً
بَـيْنَ الخَـلائِـقِ مشْهُـورَاً بِلاَ حَصْـرِ

نَحْيَـا بِحُـبٍّ وَإِسْعَــادٍ يُظَـلِّـلُنَـا
يَضُمُّـنَا في عِنَــاقٍ حَـالِمٍ خِـدْري

يُحِيطُـنَا أَبَـداً مِـنْ كــلِّ نَـاحِيَـةٍ
وَرْدٌ كَثِـيرٌ جَمِيـلُ الَّشَّكْـلِ والعِطْرِ

والزَّهْـرُ يَكْنُفُـنَا في حُسْـنِ مَنْظَــرِهِ
كَـأَنّـــَّـهُ جَنَّـــــــةٌ أَطْيَـابـُهَــــا تُغْـــــرِي

جَـوٌّ لَطِيـفٌ رَغِيـدُ العَيْـشِ يَرْدُفُـهُ
طِيـبُ العِنَـاقِ بـِهِ والثَّغْـرُ بِـالثَّـغْرِ

هَـذَا الْهَنَـاءُ وَهَـذَا السَّــعْدُ آيَتـُـهُ
لَـثْـمُ الـمَـراشِـفِ فـي شـوقٍ وفي سِـتْـرِ

وَقَعْتُ فـي أَسْـرِ مَحْبُـوبٍ كَلِـفْتُ بِـهِ
فَيَـا لأَسْـرٍ لَنَــــــا أَحْبِـبْـــهُ مِـنْ أَسْــــرِ

طَوَيْتُ سَـائِرَ صَفْحَـاتِ الضَّـنَى أَبَــدَاً
كَيْمَـا أَعيِـشُ الْهَـنَا مَـعْ صِنْوَةِ البَدْرِ

وَرُحْتُ أَهْتِـفُ في سِــرِّي وَفي عَلَنِـي
يَـا لَلنَّـعِيمِ أَتـى مَـعْ غَـادَتِيِ البِكـْرِ

شَطَبْتُ كـُلَّ سِنـينِ الشُّـؤْمِ مِنْ عُمْري
وَرُحْـتُ نَحْوَ الَّتي أَحْبَبْتُـها أَجْري

هَذِي الحَيَـاةُ بِلاَ حُـبٍّ يُمَــازِجُـهُ
دِفءٌ تَـكُونُ وَفي عُمْـرِي لَـفِي خُسْرِ

شـعـر : سـعـيـد تــايــه
عمان _ الأردن
20/10/2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق