الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

مجلة المبدعين العرب { عمري } بقلم الشاعرة فائزة جوادي... تونس ... سوسة

عمري

في تلك الغرفة
النائية عن ضجيج الصوت
الساكنة تشبه الموت
وقفت على شرفة العمر
أتأمل الأيام تسابق الأمل
لا تمسك بيدها غير صور الوهم
قطار فار من سكة الزمن
كرسي شاغر يرتشف قهوة و ينتظر
مارة ترمق الشبح بنظرات العجب
رأس علته خصائل الشيب
و لا يزال ينتظر!!!
سنينه التي تعدو رثة
قابعا على رصيف المفترق
غليون ينفث دخان الندم
جريدة تناولت أخبارا من سطور القدر
محطة ابتلعت سنينا آلت الى عدم
تسوّق أمالا بالية للعودة
تضرب موعدا للحلم فتكذب
الضوء أحمر
الحاجز الخشبي ينزل
فيمنع...
يتوقف القطار شاغرا ؟
عجبا كان يعج فلا يأتي أحد !
يجن الليل و تفتك الظلمة بالمكان
نجمة لا تكاد تعلو أطراف الشرفة
تعاقر نورا خافتا منذ الأزل
لاشيئ يتغير
الوقت ثابت كما الحجر
ساعة تدور في نفس المدار
تثمل فيصيبها الدوار
فتسقط
على قارعة طريقي
فتتدحرج
ككرة الثلج
لحظات الفرح تجرف
تلقي بها في سفح الجبل
أ فلا تخجل !!!
أنا الغريق في بحور الحزن
تقاذفتني أمواج الصبر
أخذ مني التعب
أعود إلى فراش هجره الكرى
أمسك بقلم جف حبره فلا يكاد يكتب
ماذا عساه ينثر ؟
ليلا قاتما لا يسكن
أم حلما أفيق منه عند الفجر
أنتظر...فأنتظر لعله يقبل
حانت ساعة القهوة
لاصحو بها من الغفوة
يمر العمر و أنا أنتظر
ارتشف القهوة
وأنتظر...
فهل يأتي من أنتظر ؟
العمر...الزمن...أو القدر ؟!

فائزة جوادي
من تونس سوسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق