الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

قصيدة بقلم الدكتور عماد الكيلاني .....فلسطين

الجداوِل

حَيْرىَ تلكُمُ الجَداوِلُ حيْثُ تَمْضيِ
والصُّورَةُ لنَهْرٍ يَجْتاحُ أرضيِ
يَحْمِلُ مِنْهَا بَعْضَ ثِمارٍ
ويَنْقُلُ فيها مِنَ الهَمِّ وَيَجْري
وَعَلى سَبيلِ المَجْرى أنَـا أجْري
حَيْرىَ تِلْكُمُ الجَدَاولُ فِيِ ضُلُوعِي تَسْريِ
وَالعَصافِيرُ التّي وَقَفَتْ لِتَرْتَويِ
خَافَتْ مِنْ حَفِيفِ أشْجْارِ المَوْتِ مِنْ حَوْلَهَا
وَمَا حَوْلَهَا شَبَحٌ لِمَوْتٍ يَسْريِ
بَيْنَ ضُلُوعِي آهَاتٌ مِنْ لَهيِبِهَا تَجْريِ
والحِكايَةُ كُلُّهَا أسْوَارٌ لَها بَوَّاباتٌ مُغْلَقَةٌ
وَالأَكاذِيبُ مِنْ حَوْلِها مُلَفقّةٌ
تِلْكَ قِصَّةٌ مَنْ عانَى مِنْ وَجَعٍ مُستَمِرٍّ
كَانَ ذاتَ يَوْمٍ يَقْرَأُ وَمَا عَادَ يَدْريِ!
أمَامَهُ تَمُرُّ صُوَرٌ تَتَرْى
وَحِكايَاتٌ كُلُّ أطْرافِها تَتَمارَى!
وَبَعْضُ إجاباتٍ عَنْ مَعَانيها تَتَحَرّى !
لَوْ كُنْتُ أَدْريِ أَنَّنِي سَأَمْضْيِ كَجَدْوَلِ نَهْرٍ
أوْ مِثْلَ شَلاَّلٍ يَجْرِي مِنْ فَوْقِ ظَهْرٍ
أوْ مِثْلَ يَنْبوعٍ يَسْرِقُ مَجْراهُ مِنْ سِرٍّ
لَكانَتْ ظُرُوفُ المَجْرىَ تَتَلوّىْ
وَلَرُبَّمَا كانَتْ نِهايَاتُ الطَّريقِ تَتَمَارىَ
لَكِنَّ حِكايَتَنا لَيْلٌ طَوِيلٌ وَسَهارىَ
أَوْجَاعٌ فَوْقَ صَفيحِ العُمْرِ تَتَعَرّىَ !
أبوابٌ للرِّيِحِ تَعْبُرُ مِنْها لآخِرِ المَدَىَ
وَالرَّيحُ مُشْرَعَةٌ بوّاباتُها للرَّدىَ
وَسُؤالٌ يُراوِحُ مَكَانَهُ ....
مَتَىَ يَا أيُّهَا العُمْرُ تَسْتَريحْ!
كَأنّهَا أصْبَحَتْ لِلنَّارِ أَعْوَادُ كِبْريِتْ
إذا مَا أشْعَلَتْهُ الرِّيِحُ فَالقَلْبُ اكْتَوَىْ
وَتَحَقَّقَتْ نُبُوءَةُ النَّهْرِ الَّذِيِ إرْتَوَىَ
حِيْنَ مَرَّ بِالأَسَى وَالهُمُومِ قَدِ إشْتَرَىَ
فَتَنَقّلَتْ آهَاتُنا مَعَ الجَرَيانِ وَمَا تَرَى
تِلْكُمُ الشَّرايِيِنُ الَّتِي نَقَلَتْ
وَلَمْ تَزَلْ تَنْقُلُ المَآسِي عَمَّا جَرَىْ
وَمَا أَحَدٌ سِوانَا قَدْ دَرَىَ !
فَكُلُّ مَا سَمِعْتَهُ يَوْمَاً أكاذيبٌ
غابَتْ واختفت ....
مَا عَادَ لَهَا واقِعٌ وَلا دَبِيْبْ
وَمَا إنْتَظَرْتُهُ يَوْماً
مُخْتَلِفٌ عَنِ حَقِيقَةِ الذّيِ جَرَىَ
وَمُغَايِرٌ لِكُلِّ تِلْكُمُ الأسَاليِبْ
إنَّهُ الزَّمَنُ العَاصِي ....
إنَّهُ الزَّمَنُ العَجِيبْ !

بقلم :عماد الكيلاني
فلسطين
16/10/2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق