الأحد، 28 يناير 2018

التراكمية السببية الجزء الثاني / بقلم الأديب الشاعر والناقد جاسم آل حمد الجياشي/ العراق. بغداد

موجز تمهيدي مبسط لمفهوم فكرة ( التراكمية السببية )
آلية  تفكير وتحليل شاملة :وصولاً إلى  كونها
أسلوبأ كتابياً معرفيا تغييرياَ
*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم : جاسم آل حمد الجياشي : الجزء ( 2)
كنا قد تناولنا في الجزء الأول  من تراكميتنا السببية ، اشتغالاتها الإيجابية  المعرفية ، وفي هذا الجزء سنتناول اشتغالاتها السلبية وكيفية ضبط ضررها المتشظي من حولنا .
إن  الإستخفاف الحاصل بالجانب العقلي وعدم تضمينه للنص الأدبي بشكل مؤثر ليكون سبباً ومن ثم أثراً ، إنما  يدل على أمرين لاثالث لهما
أ- عدم قدرة الناص على الإحاطة  بالمتغيرات ، الجارية من حوله كفرد ، ومجتمع ،وذلك مرجعه عجز منه على قراءة تلك المتغيرات السلبية ،( الجغرواقتصادية ، السياسية ، الإجتماعية  ، النفسية ، الفكرية ، العلمية ، الخ ) سواء كانت تلك المتغيرات مدفوعة بقوة موضوعية أو ذاتية ، لكنها في الغالب يكون مخطط لها من خارج دائرة مجتمعنا رغم أن معظم أدوات  تنفيذها داخلية ، بالتالي نجده – أي  الناص - يقوم بالهروب للأمام  ، وترك كل ذلك خلفه ، ليستقر عند شاطئ العاطفة الصرف ! لينتج نصاً حتى وإن  تعرض لبعض مما ذكرناه من متغيرات، نراه يتناول هذه المتغيرات ، بمضمون وشكل عاطفي ، إما على شكل شكوى، أو صرخة ، أو بكاء على أطلال  حضارات قامت على الأرض  العربية نال إنسانها باستحقاق وجدارة احترام الأمم  بعقله النيرالمُستمِرِ المنتج أسبابا  تراكمية معرفية ، آخذا بعين الإعتبار  وبوعي تام كل إنتاج  تشظياتها المعرفية ، وليس بعاطفته فقط ، بل بإقرانهما معاً وحسب الحاجة لكل ظرف وزمن ، وهنا يكون الإستخفاف عفوياً هروبياً ! . أما الإنحدار الشعري نحوَ (الإيروتيك) أو بسبب  مقاربته فحدث ولا حرج!
ب – وجود ناص ينتج نصا خادما لخارطة المتغيرات السببية السلبية ، ولنا في ذلك مقال كنا قد نشرناه قبل ثمان أعوام في صحيفة الأخبار  العراقية آنذاك بعنوان ( - الركمجة- بين الشعر والسياسة ) والركمجة إشارة  لرياضة ركوب الأمواج  ولايخفى على من اطلع على هذا النوع من الرياضة كم يحتاج ممارسوها إلى  مهارات خاصة من سرعة ، رد الفعل ، ومرونة في الحركة ، وذهنية بهلوانية ،لاعتلاء الموج بكل رشاقة، تناولنا فيه شعراء مارسوا كتابة الشعر بنفس المواصفات حيث استطاعوا ركوب الموجات القادمة بكل بساطة واستثمارها لمصالح أسياد ما لهم ، أو طائفة ما ، أوعرقٍ ما ،أو آيديولوجيا ما ، ابتغاءً لمصالح شخصية ، (وجرى هذا الأمر  حتى في شعرنا العربي القديم) ، مما خلق جوا فكرياً منحرفاً وعاطفة مشوشة ، سواء كان على مستوى الفرد أو المجتمع ، ولم يخرج هذا الناص عن طوع العاطفة الصرف ، بل استغنى وبشكل قصدي عن الجانب العقلي في النص .
بذا يكون الناص – المثقف – قد تنازل عن دوره الإيجابي  كعنصر عضوي فاعل في التراكمية السببية البناءة المُحصِنة للفرد والمجتمع من خلال إنتاجه  نصا، سببياً ، راصداً ، مُحللاً ، مُتنبئأ بما قد يحل بإنسانه ومجتمعه في حال اُستخدمت التراكمية السببية بالضد من مجتمعه ،وهوً ما يحصل لنا الآن  كشعوب عربية ، بل الأكثر  من هذا ، بات المثقف جزءاً من عملية تراكمية سببية هادمة! من خلال السلبية التي أشرنا  إليها  في الفقرتين، ألف ، وباء.
وهنا لابد لنا من الإشارة  لمسألة غاية في الأهمية  ، كنا قد ذكرنا في الجزء الاول من تمهيدنا ، لحراك سري اصطلحنا عليه ، التشظي الخفي ، ذاتي الحراك ، حر الإختيار  في الإتجاه  ، وكان ذلك اصطلاحاً وظفناه في حال اشتغال التراكمية السببية الإيجابية  _ المعرفية- لكنا سنصطلح عليه هنا تحديداً، حين تستخدم كفعل هادم بالضد من كيان ما أوحياة ما ، الإنشطار الخفي ، ذاتي الحراك ، حر الإختيار  في التوجه ! كونه يعمل بفعل عقل عبقري شرير، مُريد لتعجيل النتيجة زمنياً وقطف ثمارها .
إن أراد عقل ما أن يستثمر رصيده من يُفعل التراكمية السببية ودورتها التفاعلية وتقوية علائقها المرتبطة بعنصر الزمن ارتباطا وثيقا ، لابد له أن يتجه لتسريع دورتها التشغيلية لقطف أسرع  لثمار أفضل وهي التي أشرنا لأزمنتها ، محدودة كانت أو مفتوحة! ، من خلال توفير - أسباب – هادمة ليحصل على أسرع  –النتائج- وأفضلها في تعجيل تفعيل عملية الإنشطار الداخلي التراكمي السببي لتحقيق حاجته ، المفتوحة زمنياً.
*
مثال تراكمي علمي تقريبي :
ــــــــــــــــــــــــــ
(عندما يتفاعل النيوترون، مع نواة اليورانيوم وعلى الأخص اليورانيوم-235 تنقسم النواة إلى قسمين متساويين تقريبا مع انطلاق عدد 2 من النيوترونات . فيتفاعل هذان النيوترونان مع نواتي ذرتي يورانيوم-235 ، وينشأ عن ذلك التفاعل عدد 4 من النيوترونات ، التي تتفاعل بدورها مع اليورانيوم-235 وينتج عدد 8 من النيوترونات ، وهكذا يستمر التفاعل بين النيوترونات مع اليورانيوم بإنتاج 16 ثم 32 ثم 64 ،... من النيوترونات ، ولذلك سمي هذا التفاعل، التفاعل المتسلسل .هذه هي فكرة القنبلة الذرية حيث يتم هذا التفاعل بسرعة هائلة في ظرف فترة زمنية أقل من الثانية الواحدة ، ويصحب ذلك انطلاق لطاقة هائلة على هيئة حرارة تقدر بملايين الدرجات كما يظهر جزء من تلك الطاقة على هيئة إشعاع ذري بالغ الشدة مميت للأحياء التي تـُصاب به )
إذاً من خلال هذا المثال ، يظهر جلياً التشابه ما بين ـ التشظي التراكمي السببي الخفي المعرفي – والإنشطار التراكمي السببي الخفي الهدمي – ذاتي الحراك – حر الإختيار ، فكل منهما يخضع للمتتالية الهندسية في التراكم ، لكن الفارق بينهما يكمن في عنصر الزمن ، إذ نجد الحراك السري التراكمي الهدمي – الإنشطار- ينطلق بسرعة زمنية قصوى مانحاً العقل المستثمر له وإن كان شريراً أفضل النتائج وأنجعها !!.
ونرى هنا من الضرورة بمكان أن نقوم بمقاربة مجازية ، من خلال طرح سؤال ؟ مفاده
كم هي نسبة الضرر المعرفي الذي تعرضنا له منذ انهيار  الدولة العباسية إلى  يومنا هذا ، قياساً بالضربتين الذريتين اللتين تعرضت لهما اليابان ؟!! مع أننا  لم نتعرض لضربة ذرية واحدة ، ستكون الإجابة  هي ، أن  ضررنا يفوق ضرر اليابان مئات المرات إن لم نقل آلاف  المرات !
لعوامل عديدة منها موضوعي وهي كثيرة لايمكن عدها وإحصاؤها الآن  لكن ما يهمنا هو العوامل الذاتية المكونة لشخصية الفرد العربي ومجتمعه والتي يقف على رأسها ، العامل العاطفي ، والذي بات من أهم (الأسباب  ) الذي اُستخدمَ كسلاح ماضٍ فتاك يتفاعل كتفاعل النيوترون مع اليورانيوم في دورته التراكمية السببية إن تم جمعه مع عنصرٍ آخرَ، هوَ الفكر المؤجج لتلك العاطفة ، والتي تتحول بالتالي سلاحا نووياً ، يكون – سبباً- ينتح عنه – نتيجة- انشطارية الأثر ! تعادل عشرات أضعاف  حجم الضرر، فيما لو ضُربنا بسلاح نووي ، ولكي نؤكد مذهبنا التفكيري التحليلي – التراكمي السببي ، لنأخذ مثالاً وسنحاول الإختصار فيه قدر ما استطعنا .
*
مثال تراكمي فكري تقريبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو الأعلى المودودي : الذي ولد في مدينة -حيدر آباد- الهندية في العام 1903 وتوفى عام 1979– في نيويورك ، هو مؤسس ( الجماعة الإسلامية ) ليتم اختياره أميراً للجماعة في أول مؤتمر يعقد لها في الهند قبل استقلال الباكستان حيث انتقل  إلى  مدينة –لاهور- بعد استقلالها ، وينطلق منها لنشر فكره الإسلامي  الخاص ، الذي لم يعتمد فيه لا على فقه السنة ولا فقه آل بيت النبوة ، من خلال تأليفه كتباً عديدة منها كتاب ( المصطلحات الأربعة  ) والتي دعا فيها لإقامة  الدولة الإسلامية  ( الدولة الفكرية ) وتعتمد مبدأ -الحاكمية – لإدارتها واعتبر أن  العالم من حوله جاهلياً ، لذا يتوجب تغييره وإخضاعه بالقوة لإسلامه الخاص، معلناً العداء للغرب وأمريكا  حصرا وإسرائيل !! مضمراً الهدف الحقيقي ، (منطقتنا العربية) ، مناغاة ودغدغة لعاطفتنا التي تم التأسيس لها منذ القدم في شخصية الفرد والمجتمع العربي لأسباب  وأساليب  متعددة – عفوياً أو قصدياً – ومن ثم تقوم الجماعة بفتح فروع لها في العديد من البلدان منها الولايات المتحدة الأمريكية  !! ومن جانب آخر كان يجري العمل على بث فكر إسلامي  خاص آخر ، ظاهره أكثر اعتدالاً في مصر بقيادة مرشدها الاول - حسن البنا- صاحب كتاب( رسالة الجهاد) تحت أسم جماعة الإخوان  المسلمين ، ومن ووفق الحراك السري لكل سبب ونتيجة ( التشظي التراكمي السببي الخفي ، الذاتي الحراك، حر الإختيار  ) يلتقي سيد قطب بعد سفره إلى  الولايات المتحدة الأمريكية  لغرض الدراسة ب ( الجماعة الإسلامية  ) التي تتبنى أفكار  المودودي ، فيتبناها ، ليعود إلى  مصر، ويعمل في صفوف جماعة الإخوان  المسلمين ، باعثا فيهم روح التشدد خصوصا بين قواعدهم من خلال دعوته لبعث الإسلام  من جديد ، أي إسلام  يقصد ؟؟ الأجابة- مبدأ الحاكمية - أيضا  امتدادا للمودودي، فيبدأ بتأليف الكتب لهذا الغرض ، ( ظلال القرآن ) والذي ضمنه الكثير من أفكاره  الخاصة وما استقاه من فكر المودودي ، ومن ثَمَ ( معالم على الطريق ) حتى حين تم عرض هذا الكتاب على المودودي نفسه ، قال وكأني أنا كاتبهُ ،!! لكثرة إعجابه  بهضم هذا الشاب لفكره وما يدعو له .- أي المودودي - وتبدأ فكرة التكفير من نقطة شروع لديهما هي اعتبار، أن العالم جاهلياً من حولهم ولابد من إعادته 
إلى  نور الهداية من خلال بعث الإسلام  من جديد وإن اقتضى الأمر  استخدام القوة ، ومما جاء في كتاب معالم على الطريق ، ( إفلاس البشرية في عالم القيم - ويشير بذلك نصاً إلى- الديمقراطية ، الإشتراكية، وكذلك القومية والوطنية ، والجديد لابد أن يتمثل في واقع عملي .
لابد أن تعيش به أمة .. وهذا يقتضي عملية بعث، وتبدأ عملية البعث الإسلامي بطليعة تعزم هذه العزمة .. وتمضي في الطريق !! ، ولابد لهذه الطليعة من معالم في الطريق تعرف منها طبيعة دورها و حقيقة وظيفتها وغايتها )
ثم تنبري تلك الطليعة التي تم الإعداد  لها إعدادا فكريا استثنائياً ، وتلك الطليعة هي تنظيم القاعدة ولانود أن ناخذ الأمر  تفصيلا كيف ومتى وأين  ومن ، أسس ذلك التنظيم المرعب لكننا سنأخذ فقط لماذا؟؟ لكن قبل الإجابة  على هذا السؤال علينا الإشارة  إلى  كتاب ( إدارة  التوحش ) ومؤلفه وهمي الأسم  يدعى – ابو بكر ناجي – كتاب بثلاث اتجاهات الأول  ، عسكري ، والثاني إيديولوجي  ، والثالث جهادي ، وهذا الكتاب هو بمثابة الإستراتيجة  لهذا التنظيم والذي يشرح فيه مؤلفه كيفية إدارة  الدولة الإسلامية  بعد إقامتها  ، أي بمعنى أن  مسألة إقامة  الدولة تحصيل حاصل لامحال وذلك يبدو جلياً من خلال إعداد  كيفية إدارتها !، إذ  تتبنى تلك الطليعة مشروع الدولة الإسلامية  وتختار لها أهدافاً لتحقيقها وتنحصر تلك الأهداف  في الوطن العربي ، فتكون الجزائر الهدف الأول  لإقامة  هذه الدولة لكن المحاولة تبوء بالفشل ، وإدراكاً من قبل العقل المستثمر الذي يدير هذه التراكمية السببية السلبية وتشظياتها بالضد من هذه الأمة  ، تعمل على الإيذان ببدء الربيع العربي المشبوه ، خصوصا وأن أولى  دعوات هذا الفكر هي هدم الدول وكياناتها كونها تمثل الجاهلية لإقامة  دولتهم على أنقاضها ، فيشتغل السبب الأول  المُنتِج للعملية برمتها لتهيئة الأرضية  من خلال إطلاق  عملية الفوضى الخلاقة! لتستثمرها تلك المجاميع مستغلة العنصر الأهم  في تكوين الفرد العربي وهو العاطفة التي من خلالها يسهل قيادته ، فتم تثويرعاطفة الشباب العربي لتعم الفوضى تارة ضد الدكتاتورية وتارة لبناء مستقبل أفضل  لكن الأهم  هو تثوير عاطفته الدينية وبأبشع صورها كونها بالتالي ستؤدي به للتخلي عن هويته الوطنية والقومية من خلال استبدال هذا الإنتماء  ، بالإنتماء للدين الجديد !! والذي لم يبقي من الإسلام  القديم إلا اسمه وما ينفعه والغاء كل ما يتقاطع معه وإلا بماذا نفسر أن  تلك التنظيمات استطاعت أن  تجلب مقاتلين من كل أصقاع  الأرض  ، الإجابة  فقط هوَ عاطفة دينية ناتجة عن جهل ديني والدليل ، أن  يوم هاجر النبي ص مجبراً من مكة قال ( (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت) فأي عشق لأرضه وداره ووطنه ، بينما نجد هذه الدعوة مفادها التنصل عن الإنتماء  للوطن والهوية القومية وأي انتماء آخر،
قد يتبادر لذهن القارئ بأننا  تناولنا في مثالنا شخوصا وكتباً نبتغي منها استعراضاً ما وأننا قد ابتعدنا عما ابتدأناه ، بينما نحن نقصد بأن هؤلاء يمثلون لنا أسباباً ونتائج وتشظيات – انشطارات- فحين اجتمعت تلك الأفكار  على اختلاف بعض مساراتها أنتجت  لنا وقائع َملموسة وانشطارات ملموسة ، محسوسة ، مُدرَكة ، كما هو اجتماع – النيوترون – واليورانيوم – كأسباب ونتائج وحراك سري انشطاري ليولد طاقة تدميرية هائلة للحياة!، ولو قارنا الآن الضررالذي لحق بنا بسبب هذا التراكم السببي الناتج عن لقاء هذه الأفكار  برعاية عقل جبار وشرير يوجه دفتها بضرر قنبلة نووية ، ترى هل سيتساوى الضرر بينهما ؟، بالتأكيد سيكون الجواب كلا ، بل سيكون الجواب باننا تعرضنا بمثل هذه الحال لضرر عشرات القنابل النووية !، إذا ما تم حساب الضرر بشكل دقيق وعلى جميع الصُعد، ورب سائل يسألنا ، أين الوهابية من تلك الأسباب  ؟ فسنكتفي بالإجابة ، بمعلومة واحدة تغنينا عن الشرح والإطالة ، هناك جائزة عالمية يطلق عليها اسم الملك فيصل تقدم في السعودية ، أول من فاز بها تكريما لما قدمه للاسلام من خدمات جليلة هو- أبو الأعلى المودودي!-
*
إذاً نجد أنفسنا أمام سؤال نُلزم أنفسنا الإجابة  عليه ، هو كيف يكون المثقف عامل ضبط لاشتغالات التراكمية السببية السلبية وتحويلها إلى  تراكمية سببية إيجابية  عاملة لصالح الفرد والمجتمع ؟
قد تبدو المهمة عسيرة ، لكنها ليست مستحيلة على المثقف الحقيقي الملتزم ، بذلك سنضطر للعودة لمثالنا العلمي كونه يتضمن الإجابة  العلمية الدقيقة على هذا السؤال وإن كان مجازاً،
*
الجواب
ــــــــــــــــــــــــ
(يتم هذا التفاعل أيضا في المفاعلات النووية التي تولد الطاقة ولكن بطريقة منتظمة ، بحيث لا يتزايد معدل تفاعل النيوترونات مع اليورانيوم-235 ، بل يـُضبط هذا المعدل عند مستوى مرغوب فيه لتوليد الطاقة .
ونحصل على هذا الإنضباط أولا بالماء الموجود في المفاعل وهو يعمل على امتصاص الزائد من النيوترونات ، بالإضافة  إلى تزويد المفاعل بقضبان من مادة تمتص بشدة النيوترونات ، وهذه المادة هي معدن الكادميوم .
وبوساطة تلك القضبان يتم تشغيل وضبط المفاعل الذري ، كما بواسطة تغطيس قضبان الكادميوم كليةً في المفاعل يمكن توقيف سريان التفاعل وإغلاقه .
ويُستفاد من الطاقة المولدة في المفاعل بتحويلها إلى  طاقة كهربائية نستغلها في الصناعة ، والإنارة ، وفي الإستعمال المنزلي)
وبالعودة  إلى ما بدأناه فإن  من هذا الجواب العلمي ، يمكننا أن  نفترض بأن القارئ أو المتلقي هو عنصر الماء الموجود في المفاعل ، الذي يعمل على امتصاص ما هو زائد - تشظي - أو  انشطار سببي- والذي يتحول إن بقي يتزايد إلى – أثر- ضار، والمثقف هو عنصر مادة معدن -- الكادميوم – التي تمتص بشدة الأسباب  – النيوترونات – وبواسطته يتم ضبط وتحويل عملية اشتغالات التراكمية السببية من ضارة إلى  نافعة ، من خلال الغطس الكامل في دواخلها لضبطها واستقراء تفاعلاتها وتشظيها وانشطارها ، ومن ثم صياغة فهمه وقراءته المستفيضة من حوله وبكل اتجاه كناص ، في نص يشتغل على تثوير دور العقل الإرشادي  إيجابياً للعاطفة ، بذلك نحن لاندعو لإفراغ النص من العاطفة تماماً بل ندعو للموازنة بينهما . يتبع

جاسم آل حمد الجياشي
العراق بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق