الإعراب
الإعراب من السهل فهمه إذا تتبعنا دربه ورسمه : سأعرب الآية الكريمة في سورة يس :
( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديْهِمْ وتشهدُ أرجلُهُم بما كانوا يكسبون ) لا أريد أن أتحدث كثيراً عن عظمة هذه الآية لكن تصور يا صديقي حين يُغلَق الفم ويوضع عليه شمع أحمر أو بصة من سقر وتنتهي ثرثرته إلى الأبد هناك. وكأن صلاحيته قد انتهت بعد أن كان يتشدق بالكذب والزور والبهتان ويقنع الآخرين أنه نظيف وغيره العكس .
تلك الخزعبلات لا مكان لها .
بل ممنوع الحديث عنها عبر الفم الكاذب الذي قال الله عنه :
( كبُرَتْ كلمة تخرج من أفواههم )
تصور كلمة تخرج من الفم الصغير لكنها بحجم جبل .
جاء الآن دور الأيدي التي تبطش وترتكب الفظائع من ذبح وقطع رؤوس وتعذيب البشر وهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها وتضغط على الزناد وتصنع القنابل وتقود الطائرات والدبابات والبوارج .
هذه الأيدي التي كانت تُعظّم بالتحية بشرٍاً فانٍ . جاء دورها للحديث بحرية مطلقة ماذا فعلت بالتفصيل الممل .
وكذلك الأرجل التي كانت تدوس على رقاب البسطاء والمظلومين جاء دور حديثها لا ندري ستتكلم من الساق أو القدم أو الكعب أو من جميع الجهات إلا أنها ستتكلم لأن الذي أنطق اللسان والفم والحنجرة وكلها من شحوم ولحوم قادر على أن يجعل القدم واليد أن تتكلم وهي من ذات (الطينة والعجينة ) .
والآن أدخل في باب الإعراب .
(اليومَ ): ظرف زمان منصوب بالفتحة . ( نختمُ ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة .( الفاعل ) : ضمير مستتر تقديره نحن . ( على ) : حرف جر .
( أفواههم ) : اسم مجرور بالكسرة .
هم : ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف اليه .
( وتكلِّمُنا ) الواو حرف عطف تكلمنا فعل مضارع مرفوع بالضمة . نا : ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
( أيديْهِمْ ) :فاعل مرفوع بالضمة المقدّرة .
هم : ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف اليه .
( وتشهد ) : الواو حرف عطف .
تشهد فعل مضارع مرفوع بالضمة .
( أرجلُهُمْ ): فاعل مرفوع بالضمة .
هم : ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف اليه .
( بما ) : الباء حرف جر . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر .
(كانوا ): فعل ماضي ناسخ مبني على الضم .
واو الجماعة : ضمير مبني على السكون في محل رفع اسم كان .
( يكسبون ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة .
واو الجماعة : ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل .
والجملة: في محل نصب خبر كان .
المشكلة ليست في التفسير والإعراب .
أم المشاكل تكمن فيما ستنطق به يداي ورجلاي . والله وحده يستر .
اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك .
بقلم :عضو اتحاد الأدباء الدولي ( وصفي المشهراوي )
فلسطين غزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق