الأربعاء، 11 يناير 2017

قصيدة بعنوان { عُبي واشربي } بقلم الكاتب الصحفي الشاعر علاء الغريب /كوبا

{ عُبي واشربي }

ها قَدْ حلَ فَصْلُ شِتَائْي
ومَلأَ سَحابُ العُشْقِ سَمائْي
ولملمَتْ طُيورُ الرَبْيعِ نَغمُها
ودثَرتْ أنْفاسُها تَحتَ رِدائْي
وجمَعتْ الزُهورُ جِرارَ عِطرُها
وخَبّأتْ جَناها بِدفءَ خِبائي
ونَزعتْ فَراشةُ الرَبِيع لونُها
لـ تَغسلْ  جَناحْيها بِطُهرِ مَائْي
وقَطفَ النَحْلُ أقراصَ شَهْدَهُ
ليَكُونَ بـ ليلِ بَرْدي غِذَائي
وهَيأتْ النارُ لهيبَ دِفْئها
لتثمَلْ مع كُؤسيَ الومْضائْي
فـ احْزِمي الآنَ  حَقائِبَ الروحِ
فـ الآنَ  دُقتْ ساعةَ إحْتوائي
فـ دَعي شَياطين جُنونَ عِشْقُگِ
تُمارسُ بِحَِقي جَميع الإغواءِ
ودَعي اشْواقُ جوعَ سِنينَگِ
يأكلْ ما طابَ مِنْ وعائْي
فإن َالهَجر أضْنا فُؤادي
وأذابَتْ فصولهُ ثلجَ لِحَائْي
وأصْبَحَ نهْراً يُفيضُ خَمْرًا
فـ عُبي ِواشْرَبي حتى الإرتِواءِ
وكونْي جَمْري بـ ليْلِ صَقْيعي
ورَمضاء تهبُ بـ جَميعِ أرْجائي

    علاء الغريب / كاتب صحفي
    كوبا

خاطرة بعنوان { عيون الكلام حين يترقرق لُطْفُها وتتلألأ ألطافها } بقلم الأديب وصفي المشهراوي/فلسطين/ غزة

(عيون الكلام حين يترقرق لُطْفُها وتتلألأ ألطافها) تعلمنا من تجاربنا في الحياة أن الكلام العذب مجلبة لفرح القلوب وأن الكلام الذي يجلب العذاب هوالكلام الذي تشمئز منه النفوس وتقشعرّ منه الأرواح . وأن البلاء مُوَكّل بالمنطق . وأن الإنسان عبر التاريخ تأسره الكلمة الحلوة الرقراقة ولا شيء يمنع الحروب ويطفئ لهيبها إلا كلمات تصدر من طرفٍ هادئ ومسؤول عاقل. تنمّ عن عقلٍ حكيم ولبٍّ عليم يشرح فيها بكلامٍ تستأنس منه القلوب الهائجة وتأنس منه الأرواح المائجة فيتبدّل عندها الشرّ وتقبل بالقليل من الرضى وتهدأ ثم تهدأ وينطفئ أوار شرورها وتضحك الدنيا بدل أن تبكي . ولقد قال الأولون ( الكلمة الحلوة تُخْرِج الحيّة من جحرها ) لهذا ومن أجل هذا تقبلوا كلمات الحب التي لا أعرف غيرها ولن أعرف سواها.والتي لا تليق إلا بأمثالكم أيها الأحباب ..

بقلم الأديب وصفي المشهراوي
فلسطين غزة

خاطرة بعنوان { وقد كافؤوني .... } بقلم الأديب الكاتب فيصل كامل الحايك علي/سورية/اللاذقية

(((... وقد كافؤوني ...)))
(خاطرة ...
من واقع فظائع ألوان جرائم الحرب الإرهابية التدميرية الشاملة الخبيثة العدوانية على بلادي سورية العزيزة )
_ موجب الخاطرة ... أنني علقت على منشور أحد الأصدقاء الأعزاء ... فرد على تعليقي مشتاقا عبر دعوة عاجلة يطلب فيها أن أحدد موعدا للقاء ... فكان ذلك قبس شرارة وهجت صورة من غضبي بما خرج عن سيطرة رزانتي ... وحسن اتزاني ... فتبع ذلك رد الصديق ... وكان الختام لمنشوري هذا ... الذي يتضح أمره فيما يلي مع حجب اسم الصديق إكراما واحتراما له طالما لم أعلمه بذلك :
١_ تعليقي على منشور الصديق العزيز :
( للعز أصل يشير إليه الفرع ... بأننا نسرج الضياء صبرا جميلا على المحن
... حتى يحيا وطن الإرادة والشهادة والسعادة ... نصرا عظيما لسورية الحبيبة ...
طبتم أخي ؟... ؟... ؟ ) فطاب عطاؤكم ... وتحية الجمال والمحبة والسلام عليكم ) .
٢_ رد الصديق العزيز :
( الشاعر الجميل  .. الأخ المحترم الاستاذ فيصل : اشتقتلك  حدد اللقاء فورا لك محبتي في جعبتي قصائد عصماء بانتظارك)
٣_ ردي الذي توهجت في صورة من غضبي ... مع التصرف بتنويه شديد الإلحاح... موجب مضيء : (صديقي العزيز  ؟... ؟)
إن اشتياقكم لنا هو مرآة مودتنا لكم ...
فليت ظروفي القاسية تسمح لي باللقاء ... طالما أوكل أمري للمتوجهنين بالمسؤولية الوطنية ... ( في محنة بلادي سورية الله الإنسانية )  ((( وقد كافؤوني ))) على امتياز واشتهار ورفعة مرتبة وكرامة مقاومتي للظلم والظلامية  بأن أعلنوها علي ... بعد دأبهم الملعون بإبداع كافة ألوان الأذى عبر تلون أقنعتهم ضدي في عملي لسنين طويلة خلت ... وضد مسيرتي المشرفة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من خلال خبرتي البريئة من أي التباس أو ارتياب ... في وظيفتي الإستشارية العامة ((( الرقابة والتقويم الفكري )))  إذ أعلنوها حربا فظيعة بكل مامن شأنه وغايته إطفاء  ... مصباح ثقافتي ...  ونور سوريتي ... وضياء إنسانيتي ... وسر كرامتي ... فبدأوا باغتصاب لقمة عيشي ... وسرقة محبرة قلمي ... ((( ونفذوا ضغينتهم المبيتة وكفوا يدي منذ / ٢٠١٦/٢/١٠/ ذلك انتقاما ظالما بحجج وذرائع طاغوتية ... _ هلامية ... تٱمرية_ فاجرة ... وما زالوا حتى الٱن يعرقلون علي أي حل ممكن لحل أزمة ظلامتي عندهم ... ويسدون في وجهي كل باب أو نافذة تبشر بالحل والفرج  ... وذلك ليس لأني مركز الكون ... بل لأنهم أبالسة الخلق !؟!؟!؟!؟ ... فأراني أبكي وأضحك لا حزنا ولا فرحا ... بل صبرا جميلا والله المستعان ... والأرشيف فيما بيني وبينهم جميعا ... لعله لا يكذب بالإغواء والإكراه والإغراء ؟!؟!؟!. ... ليعلموا وعلى كل حال ... ورغم أنوفهم الوضيعة أن سورية نجيبة النصر ... والمنتصرون هم النجباء ... الوطنيون الإنسانيون المبدعون الشرفاء أبدا ... وعلى كل حال في كل أين وٱن ... والخطاب لأولي الألباب أولي الأمر في الحين والمٱب ... المستجاب  !؟!؟!؟.).
على أن حال الأمر أعلاه ليس في سورية الشمس وحسب ... بل هي قيامة قيامة الضياء المقاوم للظلم والظلماء والأبالسة وجنودهم الهمج الدهماء ...
قيامة ضياء مقاوم قد قامت من رحم خصوبة سورية المقدسة ... وطنية إنسانية ... تستنطق التاريخ معرية موروث صدقه من كذبه في كل مضمار ومجال ... وقد هب يقبس ... وسيقبس منها مقاومة مضيئة لسراج كرامتهم كافة أحرار وشرفاء الوطن العربي والعالم ... قدرا رفعت بأمره وشأنه الأقلام وجفت الصحف !؟!.
____ اللاذقية سورية /٢٠١٧/١/١٠/
بقلمي : فيصل كامل الحائك علي
__________/________//___غ____///_______
٤_ الرد ... الختام للصديق العزيز :
( فاجأتني بهكذا أخبار  .. إنهم دواعش المناصب  .. سيرحلون وسيبقى الفكر والقلم والأخلاق .. وتبقى المبادئ  ..الصبر ثم الصبر  .. أنت ترعبهم صديقي وستبقى  ..الله يسعدك ويحميك  لك محبتي  .. ). ___________ نهاية المنشور .
_________///__________//________/______

خاطرة بعنوان { الصدمة } بقلم الكاتب رسول مهدي الحلو /العراق

(الصدمة )

قادني هواي وساقني بغضي إلى إحدى محطات الإستراحة في ساحة البرزخ لأسترجع أنفاسي المنطلقة في تسابق رهان مع وجيب الجنان فوجدت رمزيَ المقدس الذي لأجله عشقت الجمر لثماً وتقبيلا لم يعبأ بكل قرابيني الدموية والبشرية بل لاحت من ينابيع خشوعهِ ابتسامة السخرية والإستخفاف ومما أسقطني من أعلى الشاهقات على أم هامتي مصدوماً أن الذي بنى في كياني أهرامات الغيظ والشنف لم يحفل هو الآخر بكل العُقد التي نفثتها في الطاس والقرطاس ولازالت رائحة النجيع تفوح من شفار الصقيل فتوائما من قادني وساقني على إني ليس سوى دمية معصوبة العينين تتقاذفها ركلات الظنون بحسن الصنع فخرجت بكل المعادلات والحسابات  من الأخسرين أعمالا  .

رسول مهدي الحلو  .
العراق  .
2017 / 1 / 11م

دراسة في لغتنا الجميلة بعنوان { علم العروض والقافية } البحث الأول بقلم الأديب والشاعر خالد خبازة /سورية/اللاذقية

لغتنا الجميلة

في علم العروض و القافية

البحث الآول

في عيوب القافية و الوزن الشعري

تعرض علم العروض للكثير من البحث و الدراسة , و قام الكثير من كبار شعرائنا و دارسينا ، بالتعرض لموضوع الأوزان الشعرية و بحور الفراهيدي الخمسة عشر و التي زاد عليها الشاعر العربي " الأخفش " البحر السادس عشر  . . ولم يتركوا  فيها أي زيادة لمستزيد . الا أن قليلا منهم من بحث أو تحدث في علم " القافية " و الحروف التي تتألف منها , أو تحدث عن عيوبها التي كثيرا ما يقع فيها عدد من الشعراء , خاصة منهم المستجد في النظم .

ونظرا لما لعلم القافية من أثر في بناء القصيدة و سلامتها وما لها من أثر في الشعر العربي بشكل عام . فقد ارتأيت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع باحثا في أحرف القافية و العيوب التي تطرأ عليها و التي يجب على الشاعر تجنبها .. أخذا بأيدي الشعراء الجدد الذين يحاولون كتابة الشعر العمودي ..ليكونوا على بينة من أمرهم واطلاع بيّن , فيتجنبوا الوقوع في أي خطأ من أخطائها . و سأقوم بتقديم مجموعة من المقالات و البحوث حول موضوع القافية و عيوبها  بشكل دوري ، ما سمح الوقت و الجهد .. 
و الله ولي التوفيق .

علم العروض و القافية 

علم يتعلق بالوزن الشعري ، و بالشروط  التي يتوجب  على الشاعر التزامها في نظم القصائد ،  ونظرا لما يقع فيه الكثير من الشعراء - خاصة قليلو الخبرة  - لجهة الوزن في  أخطاء عرو ضية ، ارتأيت أن اكتب في القافية و في بعض  العيوب الشعرية ، التي تقع في القافية و التي يتوجب على الشاعر تجنبها ، لتكون قصيدته ، بعيدة عما يشوبها من عيب ، قدر الامكان .

و لا بد من القول ، ان كثيرا  من كبار الشعراء من  الجاهليين ، و من جاء بعدهم من الشعراء ، قد وقع في أخطاء في القافية  ، كما حصل مع النابغة الذبياني ، و الفرزدق و غيرهما من الشعراء . لا مجال لذكره هنا  .
أقول : كيف لنا أن نتذوق الشعر العمودي بشكل صحيح ، ان لم يتهيأ لنا الشعور بوجود الخطأ فيه ؟ .. وكما أن المتلقي ، لا يستطيع فهم المعنى الصحيح في شرح بيت من الشعر ما لم يكن ملما بالنحو  و الصرف في اللغة العربية ، كذلك فان  تذوق المعنى الجميل لا بد فيه للمتلقي و للشاعر من أن يكون ملما الى حد ما بالموسيقى الشعرية  ، يتلمس بأذنه  مكامن الخطأ في البيت الشعري ، فيكون فهمه للمعنى و تذوقه لموسيقا الوزن صحيحا و سليما .

ان بحور الشعر و أوزانها ، أضحت معروفة ، وقد درسها أغلبنا في المدارس و المعاهد و غيرها .. و هي البحور الخمسة عشرالتي وضع قواعدها الخليل بن أحمد الفراهيدي و زاد عليها " الأخفش " الشاعر ، البحر السادس عشر . لذا لن أخوض في أوزانها و عيوبها ، فهي بحر لا قرار له ، الا ما ندر .. و على سبيل المعلومة الطارئة .

وسأبحث فقط  في القافية و في  عيوبها ، و سأنشرها على عدد من الحلقات ، علنا نستفيد منها جميعا .

في أحرف القافية

يخطئ الكثير منا ، عندما يعتقد أن القافية هي هذا الحرف الأخير الذي ينتهي به بيت من الشعر كاللام  او الراء ، او الباء أو غيرها .. فهذا الحرف ليس هوالقافية , و انما  لا يعدو كونه جزءا منها , أ ي جزءا من القافية أو حرف من حروفها . فاذا أطلقنا عليه اسم القافية , نكون قد أطلقنا اسم الكل على الجزء .

وهذا الحرف الأخير من القافية وهو الذي يتكرر في كل أبيات القصيدة , هو ما يسمى حرف " الروي " .

فالقافية هي في الحقيقة مجموعة الحروف التي ينتهي بها البيت الشعري ، و يتحدد مجموعها بآخر حرف ساكن في البيت والذي يسبق حرف الروي  وما بعده من الأحرف ، مضافا اليها الحرف المتحرك الذي يأتي قبل الحرف الساكن المذكور مباشرة ، فمجموع هذه الحروف ،  هو ما يسمى " حروف القافية " و يسمى الحرف الأخير المتكرر مع الأبيات التي بعد البيت الأول " الروي " فيقال قصيدة رويها باء أو لام أو جيم ..الخ ..

و بالتالي ، لكي تكون القصيدة متوازنة و القافية مطمئنة وسلسة عذراء لا خطأ فيها ، أن تكون مجموع هذه الحروف في البيت و ما يليه من أبيات منسجمة و متفقة ، و الا اعتبر ذلك خللا ، و اعتبرت القافية معيبة . ليس من حيث تكرار جميع هذه الحروف ، و انما يجب أن تكون هذه الحروف متفقة و متوافقة من حيث الحركة و السكون فيما بينها وفي جميع الأبيات اللآحقة ، كقول المتنبي :

و اني لمن قوم كأن نفوسهم ... بها أنَفٌ أن تسكن اللحمَ و العظْما
كذا أنا يا دنيا ، اذا شئتِ فاذهبي ... و يا نفسُ زيدي في كرائهها قدْما

ففي البيت الأول : نرى أن أحرف القافية هي " عظما " فحرف الظاء هو الحرف الساكن الأخير ما قبل الروي و حرف العين هو الحرف المتحرك قبله مباشرة

أما البيت الثاني : فان حروف القافية هي " قدما ". فحرف الدال هو آخر حرف ساكن قبل حرف الروي ، و القاف هو الحرف المتحرك قبله مباشرة .
نلاحظ هنا في البيتين المذكورين , مدى الانسجام في أحرف القافية , من حيث حركاتها وسكونها

و لو أردنا تكملة الأبيات فسنجد حروف القافية تماثل : سهما ، لحما ، شحما ، دهما ..الخ .. و بالتالي فاننا لا نستطيع أن نضع كلمة تتكون من مجموعة من الحروف تماثل هذه الكلمات : "  ساهما ،  قديما ،  سموما " بالرغم من أن الروي هنا و الحرف المتكرر هو حرف الميم  الا أن حركاتها لا تنسجم مع حركات  حروف القافية الأصلية التي ابتدأنا بها و بالتالي فقد اختلت القافية و أصابها العيب .
و قد جاء في كتب التراث عن القافية :
القافية هي الكلمة الأخيرة في البيت .. و سميت قافية لأنها تقفو الكلام ، وانما قيل لها القافية لأنها ليست بالحرف ، لأنها مؤنث .
وجعل بعض العرب البيت قافية  . قال حسان بن ثابت :

ونحكم  بالقوافي من هجانا ... و نضرب حين تختلط الدماء

و احتج بقول سحيم عبد بني الحسحاس :

أشارت بمدراها و قالت لتربها ... أعبدُ بني الحسحاس يزجي القوافيا

و بعضهم يجعل القوافي القصائد ، قال بعض العرب : القافية القصيدة . ثم أنشد :

و قافية مثل حد السنا ... ن تبقى و يهلك من قالها (1)
يعني القصيدة  .
و هناك من قال انها الحرف الأخير المتكرر  ..  فلو كان هذا صحيحا لكان في قول الشاعر :

يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي
مع قوله :
فخندف هامة هذا العالم   (2)

غير معيب بوجود ألف التأسيس في قوله  العالم   . و لو كانت الحروف هي القوافي لا تفقت القافية في قولنا  : قال و قيل  .. 
و القافية عند الخليل  .. ما بين أخر حرف من البيت الى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبل الحرف الساكن . أي أنها الساكنان الأخيريان من البيت و ما بينهما مع الحرف المتحرك  قبل الساكن الأول منهما  . فعلى هذا القول تكون القافية في قول الشاعر (3) :

اذا ما أتت من صاحب لك زلةٌ ... فكن أنت محتالا لزلته عذرا

تكون القافية حركة العين و الذاي و الراء و الألف  أي كلمة " عذرا " .. و في قول الآخر (4) :

و ليس الغنى و الفقر من شيمة الفتى ...  و لكن حظوظ قسمت و جدود

تكون القافية هنا  حروف الدال الأولى و الواو و الدال الثانية و الواو أي ما مجموعه " دودو " ..باعتبار أن الضمة في حرف الروي تعتبر واوا .
و نكتفي بهذا القدر من البحث في موضوع القافية  .. و سيكون لنا موعد آخر ان شاء الله تكملة له و الله ولي التوفيق  .
......
خالد خبازة
المراجع : عدد من كتب التراث
1- هذا البيت للخنساء  من قصيدة  ترثي أخاها معاوية  مطلعها :
ألا ما لعينك أم مالها ... لقد أخضل الدمع سربالها
....
و قافية مثل حد السنا ... ن تبقى و يهلك من قالها
نطقت ابن عمرو فسهلتها ...  و لم ينطق الناس أمثالها
2-  البيت للعجاج 
3-  هذا البيت لأبي العتاهية من قصيدة مطلعها :
ألا لا أرى للمرء أن يأمن الدهرا ...  فان له من طول مهلته مَكرا
4-  البيت لعبدالرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري من أبيات مشهورة يقول فيها :
متى ما يرى الناس الغني و جاره ... فقير يقولوا عاجز و جليد
و ليس الغنى و الفقر من شيمة الفتى ...  و لكن خظوظ قسمت و جدود
و ان امرءا يمسي و يصبح سالما ...  من الناس الا ما جنى لسعيد

بقلم خالد خبازة
سورية اللاذقية

قصيدة بعنوان { دروب الصمت } بقلم الشاعر إبراهيم فاضل /مصر/بور سعيد.

دروبُ الصمتِ
الشاعر / إبراهيم فاضل
==========================
لا تُغلقي البحرَ في وجهي .. أنا قلقٌ
بعضي حمامٌ
وبعضي شدةُ الغرقِ
صوتي معاركٌ مهزومٌ فوارسُها
وصمتُكِ الأرض.. لو سُكَّانُها نطقوا
الليل وَزَعَّني فوق الشوارع
كم أنا هواءٌ ..ستلهو في دمي الطُرقُ
لا تُغلقي الليلَ
قد ينسى عباءَتهُ عليَّ
قد يعتريهِ البردُ والأرقُ
انسي عيونَكِ فوق البحرِ صامتةً
فكلُّ قطرةِ ماءٍ بعدهُ حدقُ
لا الفوضى ستوصلني
ولا الحبرُ
ولا الورقُ
لا تُغلقي الحُزنَ في وجهي
بحَّارتي قد احترقوا
ماتوا هُنا
ونما من صمتِكِ الحبقُ
==========================
بقلمي / إبراهيم فاضل
محافظة بورسعيد - مصر
11/1/2017م
==========================

رباعية شعرية بقلم الشاعر ربحي الجوابرة /الأردن/إربد

دراسة ورؤية فلسفية بعنوان { الثقافة لاتنشأ بقرارات فوقية } بقلم الكاتب نبيل عودة /فلسطين/ الناصرة

رؤية فلسفية:
الثقافة لا تنشأ بقرارات فوقية

نبيل عودة
لم نعد نسمع شيئا عن تيار الثقافة والفن الذي عرف باسم "الواقعية الإشتراكية "، جدير بالذكر أن هذا التيار احتل الواجهة الثقافية الإعلامية للتيارات الماركسية بعد ثورة اكتوبر وقيام الأتحاد السوفييتي، الإصلاح نفسه صاغه الأديب الروسي – السوفييتي مكسيم غوركي صاحب رواية "الأم" الرائعة، التي اعتبرت بداية أدب الواقعية الاشتراكية.
خلال عقود وجود الإتحاد السوفييتي أصبحت الواقعية الإشتراكية معيارا ل "ألأدب الجيد" و"الأديب المناضل الثوري التحرري" في مواجهة التيارات الأدبية "البرجوازية الإمبريالية المعادية للإنسان" حسب الصيغة التي روجها النظام السوفييتي وأتباعه ، لدرجة أن المدارس الأدبية التي برزت في الثقافة الإنسانية مثل المذهب التاريخي، المذهب الإجتماعي ، المذهب الجمالي، المذهب الكلاسيكي، المذهب الرومانسي، المذهب الواقعي (أطلق عليه أيضا اسم الواقعية البرجوازية)، المذهب الرمزي، المذهب الوجودي، المذهب العبثي وغيرها من التيارات الجديدة مثل تيار الحداثة وما بعد الحداثة... اختصرت كلها تحت صيغة "ثقافة برجوازية" مهمتها فقط تبرير النظام الرأسمالي الإستغلالي.. الخ، بتجاهل كامل لأعمال إبداعية إنسانية وفكرية غير مهادنة وداعمة لحقوق الإنسان ، وحق الشعوب المستعمرة بالتحرر من نير الإستعمار !!
أنا شخصيا تأثرت حتى النخاع بالأدب السوفييتي، بغض النظر عن تسميته واقعي اشتراكي كان بجذوره أدبا إنسانيا ، وقد قرأت تقريبا كل ما صدر من ترجمات الأدب السوفييتي، وكانت هناك دارا سوفيتية للنشر باسم "دار التقدم". طبعا بعض ما ترجم برزت فيه الدوغماتية الجدانوفية التي اضرت بالمضمون الجمالي.
أبواق الدعاية السوفييتية وأبواق اتباعها في الحركات الشيوعية روجوا بشكل واسع للواقعية الإشتراكية ، وما زال بعض نقاد الأدب يستعملون هذا الإصطلاح وكأن العالم لم يتحرك باتجاه مضاد حتى قبل سقوط الإتحاد السوفييتي وسقوط كل المفاهيم عن الواقعية الإشتراكية ، ولا أقول سقوط الأدب والفن الذي أنتج شكليا تحت صيغتها، لأنه كان أدبا إنسانيا رائعا بكل المقاييس.
هنا لا بد من سؤال: هل نشأ حقا تيار ثقافي بروليتاري باسم تيار الواقعية الإشتراكية ؟
الأسئلة الجوهرية: هل يمكن نشوء تيار ثقافي بقرار سلطوي وبأوامر من الحزب الحاكم وقادته، كما كان الحال في الإتحاد السوفييتي؟
هل هناك تشابه بين قرار إنشاء أدب الواقعية الإشتراكية ونشوء آداب للطبقات الإجتماعية السائدة في المجتمعات قبل المجتمع الإشتراكي ؟
هل ما عرف بأدب الواقعية الإشتراكية هو أدب عمالي؟ ثقافة بروليتارية موازية ومعارضة للثقافة البرجوازية؟
الثقافة البرجوازية، أو الواقعية البرجوازية كما يحب أن يسميها البعض، ظهرت إلى حيز الوجود منذ ستة قرون على الأقل، أي في عصر النهضة (الرينيسانس) وبلغت أوج تفتحها في القرن التاسع عشر، ويمكن رصد بداية التيار الثقافي البرجوازي في عصر الإقطاع مع بداية انشاء الصناعات الرأسمالية الأولى.
التاريخ يبين أن نشوء ثقافة جديدة لطبقة سائدة جديدة، يحتاج إلى حقبة من الزمن قد تمتد قرونا ولا تخضع لقرارات قوة سياسية ناشئة وأوامر فوقية لا علاقة لها بالواقع الإجتماعي وبالنهج الفكري السائد، أو بالرغبات لنظام سياسي أو حزب سياسي.
حتى لو قبلنا فكرة ديكتاتورية البروليتاريا التي لم تطبق إطلاقا بل طبقت ديكتاتورية قيادات حزبية لم يلتزموا إطلاقا بالفكر الطبقي الماركسي الذي ادعوا أنهم يمثلوه ويطبقوه. لأنه حتى الدولة الإشتراكية بمبناها لم تختلف عن مبنى الدولة البرجوازية ( ولكنه موضوع آخر) المهم أن مفهوم طبقة البروليتاريا كانت نقلا عن واقع عايشه ماركس في كومونة باريس، وتلاشى هذا المفهوم بسرعة لأنه كان ظاهرة عابرة، وحتى مفهوم الصراع الطبقي التناحري بين البروليتاريا ( او الطبقة العاملة) والبرجوازية  الذي يقود إلى إسقاط النظام البرجوازي وبناء نظام شيوعي ( حسب نظرية المادية التاريخية لماركس) لم تثبت صحتها  نظريا، أكثر من ذلك لم تنشأ البروليتاريا إلا في عدد من الدول الأوروبية المتطورة اقتصاديا ولم تنشأ أي بروليتاريا خارج أوروبا ، وظاهرة البروليتاريا ارتبطت بقوانين الأراضي  في الدول البرجوازية التي قادت إلى خراب المزارع وإغلاق مساحات شاسعة من المراعي لصالح الصناعة والتطور الرأسمالي، فتدفق الفلاحون المنكوبون لبيع قوة عملهم لدى أصحاب المصانع...وشكلوا الجزء الأكثر فقرا واستغلالا في أوساط الطبقة العاملة،  كان من الخطأ  جعل اصطلاح البروليتاريا شموليا لكل الطبقة العاملة، لأنه اصطلاح يخص الفئة الأكثر إملاقا في المجتمع، أصل الإصطلاح من الدولة الرومانية القديمة حيث أطلقت هذه التسمية على الفئات الأشد فقرا في المجتمع المعفيين من الضرائب.   حتى الثورة الاشتراكية في الإتحاد السوفييتي لم تكن ثورة بروليتارية بمضمونها، بل ثورة جمهورها الأساسي من الفلاحين الذين تلقوا وعودا بالحصول على الأرض من لينين قائد ثورة اكتوبر. 
لا أكشف أي جديد بالقول أن النظام السوفييتي كان بعيدا عن الماركسية (شوهها لينين وقبرها ستالين) التي ادعى أنها نظريته لبناء الإقتصاد ، والمجتمع  والدولة. وقد سقط النظام مع أول محاولة للتصحيح حاول أن يقوم بها الرئيس السوفييتي الأخير غورباتشوف لإنقاذ المجتمع والإقتصاد السوفييتي.. لسبب بسيط، أن الجماهير فقدت ثقتها بالجذور الفكرية التي روج لها النظام بصفتها عدالة اشتراكية وحقوق إنسان ورفاه اجتماعي ومسابقة مع الغرب الرأسمالي للتفوق عليه، بينما كل الدلائل أشارت إلى تخلف النظام السوفييتي في المسابقة الإقتصادية ومساحة الديمقراطية المتاحة ومستوى الحياة للمواطنين.
كل ما تبقى من تيار الواقعية الإشتراكية كان مجموعة من الدوغماتيين المتمسكين بأوهام لم يتحقق منها شيء في الواقع، والثقافة التي سادت عالمنا ظلت الثقافة البرجوازية، التي طورت أساليب ومدارس جديدة، تميزت بالفهم الإنساني للواقع، وليس بالكتابة حسب نظريات وقيود فرضت على المبدعين، دمرت الثقافة ودمرت الأدباء وعاقبت بعضهم بسبب إعجاب الغرب بإبداعهم الأدبي.
إذن نشوء تيار ثقافي جديد لا علاقة له بالنظام أو بالقرارات الفوقية. ولا بتعيين قوميسار للثقافة أشبه بقائد عسكري يصدر أوامره للكتاب والفنانين حول ماذا يكتبون.
اشتهر القوميسار الثقافي السوفييتي المعروف باسم جدانوف وتعبير قوميسار من اللغة الروسية كان صفة لضباط سياسيين ملحقين بالوحدات القتالية، وأصبح اسم القوميسار جدانوف يرمز  للتزمت السياسي والإنغلاق الثقافي والقمع للمفكرين والأدباء، وإعطاء الأوامر للمبدعين حول ما هو مقبول للنظام وما هو مرفوض ثقافيا وفنيا، لدرجة التدخل بفرض مضمون لشخصيات أبطال  النصوص الأدبية أو الفنية وما هي المضامين التي يجب الإلتزام بها.
جدانوف وصم مرحلة كاملة باسمه وصفت بـ "الجدانوفية"، استمرت بعد وفاته أيضا، فرضت على الأدب السوفييتي نهجا متزمتا ألحق الضرر بالدولة السوفيتية وبالأدباء والفنانين، وبعضهم واجهوا النفي في سيبيريا وغير ذلك من وسائل القمع.
نهجت الجدانوفية على تأميم العقول وقمع الإبداع الثقافي والفني الذي تواصل بعد ستالين أيضا ، من الموبقات التي ارتكبت أشهرها طرد وتجريد  الكاتب الكبير سولجينتسين من جنسيته السوفيتية عام 1974 وهو في منفاه (من أشهر اعماله روايتيه "أرخبيل غولاغ" و "يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش" حيث فضح واقع معسكرات النفي والعمل القسري في سيبيريا) ، وتعرض الشاعر والروائي بوريس باسترناك لحصار شديد لقيامه بكتابة روايته الرائعة "دكتور جيفاكو" التي منعوا نشرها في وطنه وكان تبريرهم في منعها أنها تسيء إلى الثورة البلشفية،  فاضطر أصدقاء باسترناك إلى تهريب "دكتور جيفاكو" إلى الغرب ونشرت الرواية هناك ومنح باسترناك جائزة نوبل للآداب عنها، ثم تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي قام ببطولته عمر الشريف. الرواية لم تكن أبدا معادية للثورة البلشفية، إلا إذا اعتبرنا نقد التصرفات الغوغائية عداء.
إذن يمكن القول بدون تردد ، أن الثقافة لا تتطور حسب فرض من السلطة أو الحزب، من هنا سقط واختفى تيار الواقعية الإشتراكية . رغم أن الإبداع الثقافي السوفييتي حتى الذي التزم (تحايلا) ببعض شروط الرقابة الجدانوفية كان إبداعا راقيا ورائعـا.
ربما تكون الجدانوفية التي استمرت بعد جدانوف من محركات الغضب التي ساهمت بإسقاط  النظام السوفييتي أيضا. اليوم لا أجد كاتبا روسيا واحدا يبكي على سقوط النظام السوفييتي. وبالطبع لم أعد أسمع عن بدعة الواقعية الاشتراكية.

nabiloudeh@gmail.com
بقلم نبيل عودة
فلسطين الناصرة