هنا الشام
الصُّبْحُ مِنْ وَحْشَةِ الظَّلمَاءِ مَا صَعَدَا // فَخيَّمَ الليْلُ فِيْ أرْجَائِهِ مَدَدا
هُنَا الشَّآمُ بأرْضِ المَجدِ ظامِئَةٌ // كَيْفَ الرَّبيعُ انْطوَىْ فيْ أرْضِها بَدَدا
شَابَ التُّرابُ وروحُ الأرْضِ قدْ هَرِمَتْ // مِنْ سَطوةِ الرِّيحِ جَفَّ الماءُ فيْ بَرَدَى
قَدْ كانتِ الأرضُ بالخَيراتِ مُترَعة ً // أضْحتْ خريفاً وفجرُ الوردِ قدْ أفِدا
وليلةُ الرّيحِ فَيْ الآفاقِ عاصِفةٌ // مِنَ المجوسِ ، وليلُ الرُّوسِ قَدْ وَقَدا
نقلِّبُ الوقْتَ والسَّاعاتُ راجِفةٌ // إنْ حلَّ ليلٌ فإنَّ الصبحَ قَدْ بَعُدا
قُلْ للشَّهيدِ الذيْ عَمَّتْ مَحَاسِنهُ // فيْ كلِّ دَرْبٍ وَمَا تُحْصَى لَها عَدَدا
صُنتَ الأمَانةَ والأيَّامُ شَاهدةٌ // فالأرضُ قَدْ أنْجبتْ مِن بَطنِها أسَدا
وكلَّما لاحَ فيْ أفْقِ النَّدى شُهُبٌ // يدُ الشَّهيدِ إلى خُلدٍ تَقودُ يَدا
رغمَ الغَمامِ فإنَّ الشَّمسَ ما نَضبتْ // والحرُّ يطويْ الدُّجى صُبْحَاً بِمَا وَعَدا
مِنْ بَعدِ ليلٍ أفاقَ الصُّبحُ مُنتصباً // وَيزْأرُ الحُرُّ فَيْ العَلياءِ مُرْتَعِدا
والدَّهرُ يلبسُ ثوبَ الوردِ مُنْتشياً // فَترْتَديْ الأرضُ أثْوابَ النَّدى أبَدَا
سَينجلي الليلُ مِنْ أرْجاءِ رَوضَتِنا // وَتشرقُ الشَّمسُ مِنْ حرِّ البلادِ غَدَا
ربحي الجوابرة
الأردن إربد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق