المعركة..!!
******
هذا المساء..
ياحبيبتي كنت في خاطري..
هذا المساء..
كنت على موعد..
مع معركة حاسمة
كنت على موعد..
مع الخطر..!!
(2)
هذا المساء..
كانت المدينة..
تعج بالنازحين..
وكانت..
تلهث..مسرعة..
تضجّ صاخبة..
تضيق بساكنيها..
من البشر..
وكلهم ياحبيبتي
كلّهم في خطر..!!
(3)
أزيز الرصاص..
يلف صمت المدينة..
ومركبات الجنود..
تمضي مسرعة..
إلى المجهول..
وصوت صفارات الإنذار
تتعالى..
في كلّ مكان..!!
وألاف المارة..
يمضون إلى بيوتهم..
مذعورين خائفين..
وحدك ياحبيبتي
كان ملجأك قلبي..
لكنك خرجت..
وكنت لهم بالمرصاد..
وكنت على موعد..
مع الموت..
مع القدر..
والخطر..!!
(4)
قبيل المغرب..
غار الطيران ..
على حيّ آمن..
وألقى بحمم قذائفه...
على المباني..
والآمنين..!!
ثم دوى انفجار كبير..
عمود طويل من الدخان، والتراب..
وكتلة كبيرة متطايرة..
من لهيب وشرر..!!
وصرخات استغاثة..
من كلّ الزواريب..
ومن تحت الركام..
صرخت أمّ : ابني..!!
أرجوكم..!!
أنقذوا ولدي الوحيد..
واندفعت عبر دهليز عميق..
نفق طويل..
ومن تحت تلال..
من التراب والركام..
انتشلت جسدا نحيلا..
طفلا صغيرا..
ومن بعيد صحت:
اطمئني يا أمي..
ولدك بخير..
وتنفست الصعداء..
مع الدخان والتراب.
والموت..
وتلمست قلبي ..
ياحبيبتي..
فوجدتك خارج شرايينه
وجدتك في قلب..
الخطر..!!
(5)
وبعد هنيهة..
ياحبيبتي ..!!
انجلى الموقف..
للعيان..!!
فوقفت على الرصيف.
أرقب المشهد...
الكلّ غادر..
مواكب السيارات..
تعبر مسرعة..
وجثث الشهداء..
على بلاط الشارع..
تتناثر..!!
وسيارات الإسعاف..
تمضي مسرعة..
تنقل جيشاً..
من المصابين..!
وعشرات الأبنية..
تساوت مع الأرض،
ودمار أشبه بزلزال أغادير..
وبومة واقفة من بعيد..
تنذر بالشر..
وتبارك الصامتين..!!
وكوكبة من الشباب..
تحمل أعلاما سودا..
وتهتف ..الموت للمعتدين..
وصوت مذياع يعلن..
انسحاب المعتدين..
وأسماء مئات الشهداء..
والجرحى..!!
وحدك ياحبيبتي..
كنت تقفين ..
إلى جانبي..
في مقدمة الصفوف..
تتظاهرين..
وتهتفين..
الموت للمعتدين..
والعار للصامتين..!!
حيدر وطن
سورية سلمية في /21/7/2014
..الحبيبة في القصيدة رمز للثورة..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق