--- جـنان الحب ---
-------------------
وَرُبَّ كلامٍ قد كُسِي المَزْحَ حُلّةً --- وتِبْيَانُهُ حقٌّ صريحٌ مُفصّلاَ
فيعلو إلى علياء نفس حزينة --- فيُكسبها الأفراح قولاً ومَفْعلاَ
ويغدو فيسري في الدّماء بسرعة --- ويكسو جميع الجسم منه قَرَنْفُلاَ
فتستنشق الأرواح من حُسْنِ طِيبِهِ --- ويستكمل العشّاق حبًّا مُؤصَّلاَ
إلى راية العشق المرير عذابه --- فيحلو بشهدِ الحبّ يشدو مُرتِّلاَ
يقول إلى أهل الهوى ونعيمه --- بِأنّ الهوى حلمٌ صدوقٌ تحصّلا
إذا كان في حضن الحبيب وقربه --- وعانق منه الرّوح ختْمًا وَأوّلا
وألقى بعين الحبّ وهي صبيبة --- إلى عين من يهوى وزاد تأمّلا
ليسترق السّمع المغطّى بسحره --- ويفهم من عين الحبيب تقوّلا
يقول له في حضرة القلب أنّه --- على العهد ماضٍ وهو فيه تكمّلا
ويسعد في نبض به حال قلبه --- يرى في جنان الحبّ روضا وموئلاّ
فمرحا بحبٍّ مثل طهر غمامة --- أظلّت لصبٍّ ذاب في الحبّ والقلا
فمجّد سحر الحبّ في كلّ حالةٍ --- وفي ساحة المحبوب أيضًا توسّلا
فنال الرّضا من ألفه في مقامه --- وحاز سرور الحبّ حيث ترحّلا
وباءٌ تلي للحاء وهي مضيئة --- تحاكي اختصارا وهو للرّوح قد حلا
وما ذاك إلاّ الحبّ عند ثبوته --- وقد قيل فيه الشّعر قولاً مطوّلا
---
محمد هشام خليفة
تونس
بحر الطويل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق