الجمعة، 7 يوليو 2017

قصة قصيرة بعنوان { تفريق } بقلم الكاتبة أسمهان خلايلة... فلسطين... الجليل .

قصة قصيرة
تفريق
في طفولتي كانت الطقوس المبهمة للموت الأول وشاركت فيها من بعيد ،  حين توفيت أختي التوأم ..التقطت  أذناي بعض  المفردات الجديدة ، الموت كأس  على كل الناس ، هو أعطى  وهو أخذ ولم أعرف  على من يعود الضمير هو  إلا بعد أسابيع حين أتت عمة أبي المغتربة في بلاد" برة" يعني الخارج  وعلى وجه الدقة أوروبا  وأمريكا  وسائر أصقاع  العالم حيث تفرق أقارب أبي . فقالت يومها لوالديٌ : ألله أعطى والله أخذ .. أدركتُ بتحليل غير سريع ..يتناسب مع ذكائي الذي قدٌره معلم الرياضيات بالمنخفض فعارضه معلم العربية مؤكدا أنني من أفضل طلاب المدرسة في صياغة مواضيع التعبير اللغوي .
ضقت ذرعا بجو الكآبة الذي لفٌع البيت وزواره وأمي التي كابدت في كتم نشيجها كيف لا وهي أنجبتني أنا  وأختي  "بالموت " كما رددت النسوة وراءها .
حزن مفاجئ اندلعت ألسنته في باطني وأنا أستشعر غياب شريكتي في الألعاب والمشاوير والمنكافات وتردد صدى ندم على مشاكستها ومنعها من اللعب على دراجتي
باغتني دخول أمي وعمة أبي وانا أحمل  دميتها  المجعدة الشعر وقد شرعتُ     بتركيب يدها ... نظرتا إلي  نظرة لم أفهمها لكنهما رددتا تلك العبارة العجيبة : الحمد لله أن الولد سليم ومعافى .   لعلها فدته !
احتضنتُ ُدمية أختي المقطوعة اليد ضغطت عليها ..الصقتها بصدري الممتلئ حزنا  وشيئ لا أدري كنهه  سوى أنني  رغبت في الصراخ وإيصاد  الباب في.... وجهيهما .

أسمهان خلايلة  ألجليل الفلسطيني
7/ 8 / 2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق