السبت، 15 يوليو 2017

قصيدة شعرية بعنوان { الحب والميثاق } بقلم الشاعر محمد هاشم خلفاوي ... تونس

---الحبّ والميثاق ---
---------------------

أمزجْ حديث الرّوح بالأشواقِ --- تدركْ صنيع العشق بالعشّاقِ


حتى ترى سرّ الهوى وفعاله --- بالقلب والأرواح والأحداق


وترى فعال الحبّ في أصحابه --- مثل المدام إذا  سقاها السّاقي


وترى الصّبابة في النفوس ووقعها --- يدعو إلى التفكير والإشفاق


وترى عطور الحبّ في تيجانها --- أبهى من الكافور والتّرياق


وترى الحبيب وروحه في شمسها --- ترديك في بحرٍ من الأشواق


وترى النّعيم مع السّعادة والوفا --- عند الوسادة تُوّجوا بعناق


أحلى عناقٍ للحبيب بليله --- ذاك  العناق  يذيبه  بوفاق


حُـلْوٌ شمائله بتعسيل الهوى --- يحلو كعقد الدّرّ في الأعناق


بـالحبّ نبحر في الحياة وسرّها --- حتّى نرى الأسرار بالأحداق


كالنّور يطرد للدّجى ويذيبه --- وإذا رآى نور الحبيب بِراقي


يُـنْديه من خجَلٍ ويعلم أنّه --- مِنْ برق نور الحبّ ليس بباق


أكرم  بليل الحبّ عند وصاله --- لكنّه في الهجر للمشتاق


نـارٌ ووقع جحيمها في قلبه --- حالُ الحبيب إذا ابتلى بفراق


سـيّان عند البين ضوء نهاره --- وظلام ليلٍ يأتِيا بحراق


راعتْ قلوب العاشقين لوقعه --- هجرٌ أشدّ من اللّظى بمذاق


يـا ربّ خفّف عن عبادك وقعه --- إذْ وقعه حَرْقٌ على إحْراق


نـحن الألى إنْ يدخلوا بحر الهوى --- تركوا الحرام بلذّة الأخلاق


قـالوا بصدقٍ ثمّ وافق قولهم --- أعمالهم وتعفّفوا في الباقي


نـحيا ببحر الحبّ ثم نخوضه --- في مركب الإيمان بالأرزاق


داعٍ لنا يدعو ويرحم حالنا --- حتى ترانا في الهدى بسباق


يـرقى بنا حتّى نرى أرواحنا --- لكأنّما محمولة ببراق


لسنا نساوم في ثوابت حبّنا --- حتى أمام الضّرب للأعناق


ونقول إنّ الحبّ لا يصفو لنا --- إنْ خالطته جرائمُ الفسّاق


أهلاً بحال الصّدق عند قلوبنا --- يشدو لضوء البدر والإشراق


نـورٌ لنا عند الرّشاد يقودنا --- ولنا من الإيمان نورٌ باق


اعْلى من الجوزاء في عليائها --- والطّارق العلويّ في الآفاق


مـاذا نقول إذا أضرّ بنا الهوى --- ورأيتنا في فتنة الأشواق


حـتّى يزيل الله داء سمومها --- ويزيل عنّا الوجد باسْتِشْراق


مـا نرتضي إلاّ دعاء منصفٌ ---  وبه نجوب الجوّ سبع طباق


دعوات إخوان لنا مصداقة --- ترقى لدى الأسحار للخلاّق


هـديٌ يقود الى الحياة وروحه --- يدعو بنا أن نقتدي بلحاق


شـهد المحبّة قد شربنا نبعه --- حتّى ارتوينا من كؤوس السّاقي


أنْعمْ بقربٍ للحبيب إذا صفا --- وإذا جفا فالحبّ في الخفّاق 


مـا ننقص المحبوب قدر مكانه --- كلاّ ولا نقضٌ إلى  الميثاق


خـوفٌ على الحبّ الجميل يظنّنا --- مِنْ أهل غدرٍ في الهوى ونفاق


لـكنْ نحبّ لحبّنا وحبيبنا --- ومكانه في الرّوح والأحداق


يـا أهل حُبّي هل سمعتِ بشعرنا --- وقرأتِ منه النّظم في إشْفاق


فـي عِلْمِ قلب الرّوح طال شغافنا --- برواية الحُذّاق عَنْ عُشّاق


يـا مَن ملكْتَ مِن الحياةِ حياتَها --- ثَـبّـتْ عهود الحبّ بالميثاق

---
بحر الكامل
بقلم محمد هاشم خلفاوي
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق