لغتنا الجميلة في علم العروض والقافية بعنوان { عيوب القافية } بقلم الأديب والشاعر خالد ع .خبازة... سورية ... اللاذقية .

لغتنا الجميلة

في علم العروض و القافية

البحث الثالث

عيوب القافية

تحدثنا في مقالات سابقة عن القافية و حروفها و العيوب التي تطرأ عليها ، و التي يجب على الشاعر تجنبها ، ومن هذه العيوب التي تحدثنا عنها كل من الاقواء ، و السناد .
و للتذكير نقول أن الإقواء  : هو تغيير حركة الروي بين بيت و آخر .
و السناد الذي  تحدثنا عنه : تغيير حركة الحرف الواقع ما قبل حرف الروي مباشرة .
و تحدثناعن نوع آخر من السناد فيما يتعلق بالحرف المسمى " الردف " .
و اليوم فإن  حديثنا سيكون عن  الإيطاء ، وما هي القافية التي تشكل عيبا ، و عن العيب  المسموح  به فلا يدخل ضمن نطاق عيوب القافية .

الإيطاء

الإيطاء ، من الوطء ، كأن الشاعر أوطأ القافية عقب أختها .
لما كان هذا الموضوع ، قد جاء بصورة سهلة و مفهومة في كتب التراث فقد ارتأيت هنا ، بعكس ما كان في المقالات السابقة ،  أن أورد ، ما ورد  في هذه الكتب  ، حول موضوع الإيطاء ، و سأنتقي منها ما سهل استيعابه  ، و استسيغ فهمه ، مع التصرف قليلا  ، قدر الإمكان  .

جاء في كتاب " العمدة في محاسن الشعر و آدابه "  لابن رشيق القيرواني  ما يلي :

  الإيطاء : هو أن يتكرر لفظ القافية ، و معناهما واحد .
و كلما تباعد الإيطاء كان أخف (1)، و كذلك إن  خرج الشاعر من مدح إلى  ذم ،  أو من نسيب إلى  أحدهما ..
أي إذا  كان البيت الأول يقصد به المديح  و جاءت لفظة القافية فيها مكررة في البيت الثاني إلا   أن الشاعر انتقل من المديح إلى  الهجاء .. أو العكس ، و إن  كانت اللفظتان  بمعنى واحد .. لم يكن هناك إيطاء .

و من أقبح الإيطاء قول تميم بن أبي مقبل :

أو كاهتزاز رديني تداوله ... أيدي النجار فزادوا متنه لينا

ثم قال في القصيدة غير بعيد :

نازعت ألبابها لبي بمقتصد ... من الأحاديث حتى زدتها لينا

و أشد من ذلك قول أبي ذؤيب الهذلي :

سبقوا هوي و أعنقوا لهواهم ... فتخرموا ، و لكل جنب مصرع

ثم قال في صفة الثور و الكلاب  :

فصرعنه تحت العجاج فجنبه ... متترب ، و لكل جنب مصرع

فكرر ثلث البيت .. "

ثم يضيف ابن رشيق :

"   وإذا  اتفقت  الكلمتان في القافية ، و اختلف معناهما ..  لم يكن إيطاء . (2)
. أو إذا  كان أحد الاسمين نكرة ، و الآخر معرفة..  لم يكن إيطاء  (3)
و كذلك لو أننا قلنا :  ضربَ .. للواحد ، و ضربا ..  للآثنين ، لم يكن إيطاء .
و كذلك إذا  قلنا :  لم تضربِ للمذكر .. و لم تضربي للمؤنث ..  لا يعتبر إيطاء ..
و كذلك  قولنا  : من غلامِ ، و من غلامي ..  ليس في هذا إيطاء أيضا .  "

و أكتفي بهذا القدر فيما يتعلق بعيب الإيطاء راجيا أن أكون قد وفيت . و سنبحث في العيبين الآخرين :  الأكفاء  و التضمين  ،  في مقالة أخرى إن  شاء الله .

_________________________________________

1- يقصد أن يكون البيتان اللذان تكرر فيهما اللفظ ، متباعدين ، بين عشرة أبيات ، فما فوق
2- يكون الإيطاء مقبولا – ككلمة ذهب بمعنى الإسم  ، و ذهب بمعنى الفعل
3- مثال : جبل – الجبل ، لا يعتبر عيبا

خالد ع . خبازة
سورية اللاذقية