_ وحش قرية _
كنا هنا ، لمئات السنين ، لم يعكر صفو حياتنا أحد ، نلهو ، نلعب ، نسهر ، نفعل كل مانريد ، لا نخشى على طفل خرج ، ولا على امرأة بقيت لوحدها في البيت ، نزرع ، ثم نأكل مما زرعنا ، الكرة صديقتنا ، الهواء يتنفسنا ونتنفسه بلا حواجز ، لم تزكم أنوفنا روائح البارود ، ولم تصم آذاننا أصوات الرصاص والأسلحة ، الليل صديق حميم ، والنهار مرتع واسع العيون ، العصافير تلهو من حولنا آمنة مطمئنة ، بينما جارنا الراعي يسافر مع أغنامه كل صباح ، ويعود عند المغيب من رحلته اليومية ، نباح الكلب يدخل الفرح والطمأنينة إلى قلوبنا ، الماء يتدفق من الجب بلا حساب ، الإفطار مما تنبت الأرض ، تلك البقرة الجميلة بألوانها تهدينا حليبها الذي يتحول إلى كل ما نشتهي ، صرير الرياح يؤنسنا ، المطر صديق من نوع خاص ، فراشات الربيع تعانق أزهار الحديقة ، ربما أسرفنا ، فأتت ثلة من كائنات كما حرباء ، لتلون حياتنا بالدماء ، أمسينا نشحد لقمة العيش من الأنذال ، بعدما كنا أهل الكرم ونحن الكرماء ، لكنني مازلت عاتبا على نفسي ورفاقي وآخرين ، لما لم نسحق الأنذال قبل أن تطلق الفأس العنان لصهيلها ، مازلت عاتبا ، ولن أسامح نفسي أولا ، ولن أسامح هؤلاء ... رحمك الله ياقريتي الصغيرة ، أيتها العروس التي اغتصبها وحش آت من جماجم الجحيم ...
.................
وليد.ع.العايش
سورية دمشق
١١/٨/٢٠١٧م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق