الأربعاء، 16 أغسطس 2017

شوقٌ مُسافرْ / بقلم الأديب القاص والشاعر وليد. ع.العايش / سورية. دمشق

_ شوقٌ مُسافرْ _
     -------
كلُّ النسائمِ هاجرتْ
حملتْ شيئا من ثرى قلبي
وبعض منْ شجوني وسافرتْ ...
لمْلَمْتُ آخرَ ما تبقى
منْ زُهدي الحزينْ
ومنْ شوقي الدفينْ
الذي أتى مُتقهقراً
والذي مازالَ ... هناكَ لمْ يأت
أحبتي معها حملوا الحقائبَ
الحقائب كُلّها
لمْ يبقَ منهم هنا ... إلاّ أنا
حتى السكونُ الذي أحببتهُ
وعرفتهُ مُذْ كانَ صغيراً
جمعَ صمتهُ في حقيبةٍ صمّاء
قررَ الهجرانَ إلى شريانِ زِقاقي
ماذا تبقى في هذا الزمانْ
بل ماذا بقي في هذا المكانْ
لا تغاريدُ البلابلِ ... ولا رفيف أغصانْ
بعضُ أطيافٍ تُداعِبُ مهجتي
عصفورةٌ لمْ تلحق الرَكْبَ
تبكي على غُصنٍ مُتَيبسِ الجنباتْ
حتى أنتِ أيتُّها الكلماتُ الحائرةْ
جَفَّ حِبْرُكِ منْ مِدادِ قلبي
الذي أمسى يتيماً
وهو الذي مازالَ لمْ يولدْ
انتظري قليلاً
فرُبّما يسقِطُ في جُعبتي
خيط من مطرْ
أرضيَ العطشى كما أنا
لا تهوى أنواء السفرْ
تأبى الرضوخَ لمشيئةِ الملاحِ ... وللقدرْ
مازالَ صدى صوتي
يُدغدِغُ هذا المكانْ
لرُبّما عادَ أحبتي ذاتَ عصرٍ
فيسمعوه ...
ويعرفوا أني هُنا
مازِلتُ أحلمُ
بالشتاءِ وبدرفة من سَمرْ ...
أكثرَ مما حَلمْتُ
في خمسينَ ألفَ عامٍ ... وعامْ
وربما أبقى هُنا أُحلمُ ... وأنتظرْ
عودة كل من عبر ...
عسى أنْ يحنَّ على شوقي
قهر السماء ... وروح القمرْ ...
-------
وليد.ع.العايش
سوريةدمشق
23/7/2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق