الخميس، 10 أغسطس 2017

الحب والميثاق / بقلم الشاعر محمد هشام خليفي/ تونس.فيرارا

--- الحبّ والميثاق ---
---------------------
أمزجْ حديث الرّوح بالأشواقِ --- تدركْ صنيع العشق بالعشّاقِ
حتى ترى سرّ الهوى وفعاله --- بالقلب والأرواح والأحداق
وترى فعال الحبّ في أصحابه --- مثل المدام إذا  سقاها السّاقي
وترى الصّبابة في النفوس ووقعها --- يدعو إلى  التفكير والإشفاق
وترى عطور الحبّ في تيجانها --- أبهى من الكافور والتّرياق
وترى الحبيب وروحه في شمسها --- ترديك في بحرٍ من الأشواق
وترى النّعيم مع السّعادة والوفا --- عند الوسادة تُوّجوا بعناق
أحلى عناقٍ للحبيب بليله --- ذاك العناق يذيبه بوفاق
حُـلْوٌ شمائله بتعسيل الهوى --- يحلو كعقد الدّرّ في الأعناق
بـالحبّ نبحر في الحياة وسرّها --- حتّى نرى الأسرار بالأحداق
كالنّور يطرد للدّجى ويذيبه --- وإذا رآى نور الحبيب بِراقي
يُـنْديه من خجَلٍ ويعلم أنّه --- مِنْ برق نور الحبّ ليس بباق
أكرم  بليل الحبّ عند وصاله --- لكنّه في الهجر للمشتاق
نـارٌ ووقع جحيمها في قلبه --- حالُ الحبيب إذا ابتلى بفراق
سـيّان عند البين ضوء نهاره --- وظلام ليلٍ يأتِيا بحراق
راعتْ قلوب العاشقين لوقعه --- هجرٌ أشدّ من اللّظى بمذاق
يـا ربّ خفّف عن عبادك وقعه --- إذْ وقعه حَرْقٌ على إحْراق
نـحن الألى إنْ يدخلوا بحر الهوى --- تركوا الحرام بلذّة الأخلاق
قـالوا بصدقٍ ثمّ وافق قولهم --- أعمالهم وتعفّفوا في الباقي
نـحيا ببحر الحبّ ثم نخوضه --- في مركب الإيمان بالأرزاق
داعٍ لنا يدعو ويرحم حالنا --- حتى ترانا في الهدى بسباق
يـرقى بنا حتّى نرى أرواحنا --- لكأنّما محمولة ببراق
لسنا نساوم في ثوابت حبّنا --- حتى أمام الضّرب للأعناق
ونقول إنّ الحبّ لا يصفو لنا --- إنْ خالطته جرائمُ الفسّاق
أهلاً بحال الصّدق عند قلوبنا --- يشدو لضوء البدر والإشراق
نـورٌ لنا عند الرّشاد يقودنا --- ولنا من الإيمان نورٌ باق
أعْلى من الجوزاء في عليائها --- والطّارق العلويّ في الآفاق
مـاذا نقول إذا أضرّ بنا الهوى --- ورأيتنا في فتنة الأشواق
حـتّى يزيل الله داء سمومها --- ويزيل عنّا الوجد باسْتِشْراق
مـا نرتضي إلاّ دعاء منصفٌ --- وبه نجوب الجوّ سبع طباق
دعوات إخوان لنا مصداقة --- ترقى لدى الأسحار للخلاّق
هـديٌ يقود إلى  الحياة وروحه --- يدعو بنا أن نقتدي بلحاق
شـهد المحبّة قد شربنا نبعه --- حتّى ارتوينا من كؤوس السّاقي
أنْعمْ بقربٍ للحبيب إذا صفا --- وإذا جفا فالحبّ في الخفّاق
مـا ننقص المحبوب قدر مكانه --- كلاّ ولا نقضٌ إلى  الميثاق
خـوفٌ على الحبّ الجميل يظنّنا --- مِنْ أهل غدرٍ في الهوى ونفاق
لـكنْ نحبّ لحبّنا وحبيبنا --- ومكانه في الرّوح والأحداق
يـا أهل حُبّي هل سمعتِ بشعرنا --- وقرأتِ منه النّظم في إشْفاق
فـي عِلْمِ قلب الرّوح طال شغافنا --- برواية الحُذّاق عَنْ عُشّاق
يـا مَن ملكْتَ مِن الحياةِ حياتَها --- ثَـبّـتْ عهود الحبّ بالميثاق
---
بحر الكامل
شعر : محمّد هشام خليفي
تونس فيرارا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق