تضاريس اﻷحبة
تأمل فما غير السموات بارق
فضلعك هاو و الحروف حدائق
ستبدع في اﻵفاق نفثة عاشق
و تسري مع الغيم الندي حرائق
نخبئ أحﻻم الليالي عن الورى
فهل كان من عهد الوساد خنادق ؟!
نطارد أسراب اﻷماني بوهمنا
و فينا أصابع الهواة بنادق
و تعكس ساعات الزمان عقاربا
لعل من الماضي تعود دقائق
تفرق عنك الكرم ملء ظﻻله
و أنت لرنات الكؤوس معانق
تذوب يد الشمس الحنونة بالسنى
و تعدو بأكداس الثلوج مفارق
ترقى بنا موسى بفقر فتاته
و رنت بآذان النضار مﻻعق
يغازلنا نسج المغيب بحمرة
و يلمع في تاج السنابل صاعق
تتمتم في ثوب القصيدة إبرتي
و تصغي لجدات الحرير شرانق
و ما الشعر في وجهيه إﻻ نبوءة
و من صمته الخافي غدا أنا ناطق
حملت بأنفاسي النخيل إلى الصدى
وتحلف وديان بأني سارق
أنا بين أطياف الثريا نواظر
و للبدر في جفن السهاد سرادق
و ياصاحبي السجن كحل لي الكوى
فقلبي برمشي الغزالة عالق
تميس بعروات القميص بدائع
وتنبت من شكوى الشفيف زنابق
أحطم مجدافي وأشعل متنه
ليعلم صاري النار من هو صادق
و هذي انكساراتي يجبرها مدى
بأردانه ورد الهوى و هو ﻻعق
قرأت تضاريس اﻷحبة كلها
فعندي أخدود و عندك فالق
سنردم فجوات التباعد بيننا
فكل افتراق دونه الموت ماحق
تركت رماة القوس تحت جبينهم
لتنفذ من بحر الهياج مضائق
و سايرت ما أسجى الحليم ببرده
و صدري من خزف التودد ضائق
فيا أيها المبثوث عبر أثيره
هواك على كل *الرواتر شائق
و تلك انزياحات السماء عن الرؤى
تولد من محويهما فيك راتق
تطيب بالترب المقدس طاهر
و يرجع من تفاحة اﻷمس آبق
و من نعم الشعر المفضض واهبا
تكدره كفا و في فيك رائق
و رب مجرات ملكت يمينها
و زوج نور في الغيابة ساحق
تخيرت اﻷسفار لون عذابها
و كل جراح أخضر الجنح ﻻئق
و نفس تعاف الحب زوره السدى
عليها غدا حقا شهيد و سائق
أتخفي بطيات الحنايا ارتعاشها
و وجهك إن سر الحديث وثائق
فمن وردة حمراء نعرف بعضنا
و نحن من الذر القديم شقائق
تجاوزت أشواط الخيول بهمزة
ففي * ألف أﻷحباب شوطك فائق !!
و للساحر الملعون حرفة كاذب
و للفن نشال الحواس طرائق
بللت يراعا في الدواة و أنمﻻ
وأغفى مﻻك بالبنفسج عابق
ﻷوتارك الزرقاء وحي صبابتي
و أبهى *كمانات الفؤاد زوارق
فﻻ كان يوم ما سقيت به الندى
و ﻻ كان يوم من سرابك زاهق
أنمت الليالي الوافدات بخدرها
ولم تبق للمسترجعات نمارق
تجمعت من خيطين فجر محبة
و ينبع بالصحو المدله شاهق
و أجمل نفخ الطين هيئة شاعر
بأنك مخلوق وأنك خالق
نفثت دخان الإنتظار مودعا
ولم تدر أيا من خطاك تفارق .
القصيدة انتهت .
محمد علي الشعار
العراق بغداد
4/8/2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق