الأربعاء، 16 أغسطس 2017

تضاريس الأحبة / بقلم الشاعر محمد علي الشاعر / العراق.بغداد

تضاريس اﻷحبة

تأمل فما غير السموات بارق
فضلعك هاو و الحروف حدائق

ستبدع في اﻵفاق نفثة عاشق
و تسري مع الغيم الندي حرائق

نخبئ أحﻻم الليالي عن الورى
فهل كان من عهد الوساد خنادق ؟!

نطارد أسراب اﻷماني بوهمنا
و فينا أصابع الهواة بنادق

و تعكس ساعات الزمان عقاربا
لعل من الماضي تعود دقائق

تفرق عنك الكرم ملء ظﻻله
و أنت لرنات الكؤوس معانق

تذوب يد الشمس الحنونة بالسنى
و تعدو بأكداس الثلوج مفارق

ترقى بنا موسى بفقر فتاته
و رنت بآذان النضار مﻻعق

يغازلنا نسج المغيب بحمرة
و يلمع في تاج السنابل صاعق

تتمتم في ثوب القصيدة إبرتي
و تصغي لجدات الحرير شرانق

و ما الشعر في وجهيه إﻻ نبوءة
و من صمته الخافي غدا أنا ناطق

حملت بأنفاسي النخيل إلى  الصدى
وتحلف وديان بأني سارق

أنا بين أطياف الثريا نواظر
و للبدر في جفن السهاد سرادق

و ياصاحبي السجن كحل لي الكوى
فقلبي برمشي الغزالة عالق

تميس بعروات القميص بدائع
وتنبت من شكوى الشفيف زنابق

أحطم مجدافي وأشعل متنه
ليعلم صاري النار من هو صادق

و هذي انكساراتي يجبرها مدى
بأردانه ورد الهوى و هو ﻻعق

قرأت تضاريس اﻷحبة كلها
فعندي أخدود و عندك فالق

سنردم فجوات التباعد بيننا
فكل افتراق دونه الموت ماحق

تركت رماة القوس تحت جبينهم
لتنفذ من بحر الهياج مضائق

و سايرت ما أسجى الحليم ببرده
و صدري من خزف التودد ضائق

فيا أيها المبثوث عبر أثيره
هواك على كل *الرواتر شائق 

و تلك انزياحات السماء عن الرؤى
تولد من محويهما فيك راتق

تطيب بالترب المقدس طاهر
و يرجع من تفاحة اﻷمس آبق

و من نعم الشعر المفضض واهبا
تكدره كفا و في فيك رائق

و رب مجرات ملكت يمينها
و زوج نور في الغيابة ساحق

تخيرت اﻷسفار لون عذابها
و كل جراح أخضر الجنح ﻻئق

و نفس تعاف الحب زوره السدى
عليها غدا حقا شهيد و سائق

أتخفي بطيات الحنايا ارتعاشها
و وجهك إن سر الحديث وثائق

فمن وردة حمراء نعرف بعضنا
و نحن من الذر القديم شقائق

تجاوزت أشواط الخيول بهمزة
ففي * ألف أﻷحباب شوطك فائق !!

و للساحر الملعون حرفة كاذب
و للفن نشال الحواس طرائق

بللت يراعا في الدواة و أنمﻻ
وأغفى مﻻك بالبنفسج عابق

ﻷوتارك الزرقاء وحي صبابتي
و أبهى *كمانات الفؤاد زوارق

فﻻ كان يوم ما سقيت به الندى
و ﻻ كان يوم من سرابك زاهق

أنمت الليالي الوافدات بخدرها
ولم تبق للمسترجعات نمارق

تجمعت من خيطين فجر محبة
و ينبع بالصحو المدله شاهق

و أجمل نفخ الطين هيئة شاعر
بأنك مخلوق وأنك خالق

نفثت دخان الإنتظار مودعا
ولم تدر أيا من خطاك تفارق .

القصيدة انتهت .

محمد علي الشعار
العراق بغداد
4/8/2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق