الأربعاء، 16 أغسطس 2017

فــــــــــن القــيــــــــــادة / بقلم الشاعر ميهوب ماضي/ سورية. اللاذقية

فــــــــــن القــيــــــــــادة
يتطلّب التدريب في الكليّات العسكرية تدريب المقاتلين للقتال في كافة الظروف الطبيعية .
حدث أنّه في إحدى الكليات العسكرية الأوروبية
وصل أحد الضباط المدرِّبين الذي يقود مجموعةً من المتدرِّبين إلى  ضفَّة نهرٍ والمطلوب منه أن  تجتاز المجموعة هذا النهر باللباس الكامل تنفيذاً للخطَّة .
كان الجوُّ شتاءً والبرد قارساً والمياه شبه متجمدة .
عندما وصل ضفة النهر وقف جانباً وطلب من مرؤوسيه اجتياز  النهرِ .
بدأ المتدربون بالتأففِ والتذمّرِ وصل إلى  حدِّ التمرُّد
لكنه أصرَّ عليهم فبدأت الملاسنات والتهديد والوعيد
ومع ذلك فالبعض نفَّذ والآخرون رفضوا.
في نفس الوقت قدم ضابط آخر يتقدَّم مجموعته
فعبر النهر دون أن يلتفتَ فلم يستطع أي من مرؤوسيه الإحتجاج أو التذمُّر فاجتازوا النهر وراءه وبدون أي احتجاج .
هذا يعني أنَّ على القائد أن يكون القدوة ليقتدي المرؤوسين .
وبما أن  كلُّكم راعٍ وكل راعٍ مسؤول عن رعيّته .
فالأب قائدٌ في أسرته،والمعلُّم قائد في صفه،والمدير قائد في إدارته ،والوزير قائد في وزارته ، الخ…...............
فعلى القائد ألا يجوع(يظهر الجوع)  ولا يتعب ولا يمل ولايخاف الخ…....
فإذا اهتزَّ القائد أوخاف أوجاع…........ فكل مرؤوسيه سيتبعونه إلى  ذلك .وإذا أبدى قوَّة ورباطة جأش سيبقى المرؤوسون أقوياء أشداء .
ومجرّد أن يضعف القائد تنهزم المجموعة، فالإنهزام يكون من الداخل قبل أن يصبح من الخارج.… .
النفوس هي التي تُهزِم قبل الأجساد .

ميهوب ماضي
سوريا  اللاذقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق