الأربعاء، 23 أغسطس 2017

تعب الشوق / بقلم الشاعر يوسف الحجاوي / سورية. دمشق

تعب الشوق

نُفِيتُ وأتعب الشوق حاليا
ومن تلحَّف بالغرام مات عاريا

يامن أنرت السبيل بعد الدجى
وكنت بحبك أول  غازيا

بريق عيناك أوجّلَ الفؤاد
وأهدابكِ سيفٌ يُقطعُ أوصاليا

كم جهلت علقم بعدك أنستي
وكم كان سحرك  هماً ضاريا

دعيني أُشيدُ لك من القصيدِ
بيت يشفي الغليل وكل مصابيا

نصبتُ من العشقِ صروح غزل
ومن عينيك   جبالٌ    متتاليا

بلسمُ الشفاءِ مقيدٌ بأنفاسكِ
وعطركِ الجديرُ وصفةٌ مداويا

مانفع بوحي أذ تقطعت أسبابه
ومانفع بعد عشقيَّ هذا رثائيا

ذُقتُ كأس المرارةَ في حوضكِ
رشفتُ السموم وأنا  بك ساهيا

جمالك أبهر جموع  الكائنات
شاب شعري هلَّ  أعدتَّي شبابيا

هلم بكساءٍ من الوصلِ وازرعي
درباً  أجوفاً  بلا  ماءٍ جاريا

في هواك تهجر  الطيور السماء
وأنا ممسك بوشاحك الزاهيا

في هواك  تذرف الورود دمعا
وعبق العبير يحادثني مناجيا

بليتُ في محراب عاشقة من
يعيش في كنفك يكون راضيا

تضرج وشاح الشعر بقوافيَّ
وجهز لي مزيج حبٍ  قاضيا

يالك من سحر يطفو مثقلاً
من يراك لا يكلم الناس سواسيا

ومن يهيم بفتاة تحمل صفاتك
يعيش مدى الدهر و لا يباليا

لا أصلح لفنون العشق وحبك
فأنا أمامك طفل مهدٍ خاليا

وقتيَّ يبقى قصيرٌ بقربكِ
ولا أريد أن  أتخلى  عنك ثوانيا

اضمحل المدح وتاه اليراع في
وصفك ماذا تفيد اللام الناهيا

فمن يعيش بجواركِ  ملازمٍ
يعيش   الحياة كالمجنون هاذيا

ومن يقف أمام ضريح ثغرك
يموت في أعتابك إن كان ناجيا

أحببتك بقدر الهواء في أنفاسي
وحبيَّ فاق  المعجزات الثمانيا

كم أحببتك أنستي وأشعلت
الأوراق حباً فالشعر لأجلك راقيا

كم كلمت نفسي معاتبا لها
كم كنت لك من الحنين راجيا

أهيم بك في كل يوم وفي كل
صباح أجول بلا عقل باليا

هل في الغرام عفو يشملني
وهل في التضحية حكمٌ ساريا

رأيت المحيط يغرق في عينيك
و أوتاد الجبال تُجتَثُ فانيا

يغتابك القمر في كل ليلةٍ
يقول مابال هذا الجمال الباهيا

عساها كوكبٌ  أو  نجمٌ يلمع
أو ياقوتٌ من الطرازِ الغاليا

تطوف النجوم من حولك حائرة
أي ملاك من المجرات هاويا

تزاحم الألم وعانق الفؤادالضنى
لا أرى في حبك  أمرٍ  راسيا

ينوح الصدر بغصة في أعتابك
يامن نسجتي من الغدير جاريا

هذا ما بثه اليراع من الخطايا
فمن يرثيك يقر بذنبه خاطيا

هذا ما أفصح عنه القلب لك
وهذا حالي هلّ فككتِ وثاقيا

يوسف الجحاوي
سورية دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق