الأربعاء، 16 أغسطس 2017

عين الحبيبة / بقلم الشاعر محمد هشام خليفي/ تونس . فيرارا

--- عين الحبيبة ---
-------------------
وما عين الحبيبة إذْ تبدّتْ --- سوى سهمٌ أُصيب به فؤادي

وسهم الحبّ عند فراق قوسٍ --- من العين الجميلة بالسّواد

له سعدٌ وفيه سرور نفسٍ --- ومنه القلب يخفق بالوداد

ليكتب من دمي ميثاق عهدٍ --- يدوم وكلّ يومٍ في ازدياد

فيجري الحبّ في كل الثّنايا --- ويسري الودّ في كل البلاد

وتنقلب المماة الى حياة --- وتصطحب المسرّة للعباد

ويغدو الشّرّ منهزما طريحا --- ويبدو الخير مرفوع العماد

ويغزو الصّدق أرواح البرايا --- وينشر نوره في كلّ وادي

وأمّا الكذْب مشنوقا ذليلا --- كذا البهتان ليس له منادي

ترى الحبّ الجليل وقد تبدّى --- بنور القلب حتّى للأعادي

فينقلب العدوّ إلى  خليل --- ويحتضن المحبّة بالرّشاد

ويكبر بين قومي جيل طهر --- وأجيال منوّرة الحصاد

نرى فيهم أبو بكر عيانا --- ونحظى بابن خطّاب ينادي

بأنْ نحمل كلام الناس فينا --- على الخير الجميل بكلّ ناد

ونبصر مثل عثمان الحييّ --- وسيف الفضل مسلول الغماد

وتنظر عين قلبك يا صديقي --- عليّ فوق منبره ينادي

أيا دنيا طلاقك ليس فيه --- رجوع بائن عند الفؤاد

وتدرك في بلادي مثل سعد --- وطلحة والزّبير ابن الجيّاد

ولا تنس الأمين أبي عبيده --- سعيد الخير نفّاع العباد

وفي تلك الفضائل وابن عوف --- له فضل ورأي بالسّداد

ويرجع في بلادي كلّ طهر --- فقدناه بتقليد الأعادي

وعين الحقّ ترقبه يقينا --- لطرد الشّكّ عُلويّ النّجاد

إذا حلّ اليقين بأرض قومي --- وأرض للأخوّة والوداد

فأبشرْ بالفضائل قد تناهت --- على عهد النّبوّة بالسّناد

وتحبل كل أنثى في خشوع --- وطهر ليس فيه من الفساد

وتولد بنت قومي كلّ شهم --- له صدق و بالتّقوى ينادي

وبالحقّ الصريح يعود حقّا --- إلى  الأحباب مجد في امتداد

وبالعلم المنوّر ساد قومي --- ونالوا العزّ في نور الحصاد
---
بحر الوافر
شعر / محمّد هشام خليفي
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق