الاثنين، 31 أكتوبر 2016

قصة بقلم الكاتب والشاعر الأستاذ محمد نبيه....سورية /دمشق

الهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام ميــــــــــــــــــــت
لم يكن بوسع أحد أن يتخيل مشهد الجنازة وهي تتحول إلى أسطورة ربما تتحدث عنها كتب التاريخ فيما بعد ولعل ما شوهد أثناء صلاة الجنازة كفيل بأن تتحول الواقعة إلى مادة دسمة للكتابة …… وستشهد هذه الحادثة ربما تشاؤما على صعيد العامة وستحرك مشاعرهم وربما خرج الآلاف إلى الشوارع ينددون تارة ويشجبون تارة أخرى ويرفعون تارة ويسقطون تارة ولكن هيهات للثواتي التي اندثرت أن تحييها أصوات شعوب .
القصة تبدا من وفاة شخصية اعتبارية مهمة لكل إنسان وتعتبر المحرك الأساسي لفعل الخير على مستوى الجميع ولا أبالغ حين أقول أنها على مستوى الحياة الإنسانية بالمجمل ….
هذه الشخصية كانت تناضل من أجل الحق ونشر الخير وتسعى إلى محبة الناس بعضهم إلى بعض وإعلاء الوئام على وجه هذه المعمورة …….. ولربما كان أسلوبها بعض الشيء فظا فهناك جمهور واسع لا يروق له تصرفاتها الرعناء .
ويبدو أن المفهوم الدراماتيكي بينها وبين الناس يعود لعدم تطوير ذاتها وأسلوبها بحيث يجعل العامة كارهة لمثل هكذا طرق لتطبيق أفكارها أو للسير ولو لوقت قصير نحو مبادئها .
وعلى ما يبدو من إشكال التي اعتمدتها شخصيتنا ومن رغم توع اساليبها في الطرح إلا أن المنهج كان واحد فلهذا ابتعدت في كل مفاصل حياتها عن الواقعية الآنية … وتمسكت بالنرجسية الوردية التي ربما كان موجودة في حقبة العصور الحجرية …..هذه النرجسية التي نتحدث عنها كانت كالمسمار الذي ثبت في النعش فهي بفكرها اللامنطقي والبعيد عن العقل قد تحولت الى كابوس اصاب كل من طابت له الحياة وسعى الى عيش بمفهومه انه سوي المنهج …..
ومع تمسكها بافكارها التي اعتبرها الكثيريين أنها هدامة . …. خلقت شرخا بين صفوف المجتمعات وبدأت ظاهرة الإنقسام واضحة في أي مجتمع والتخبط في سلوكه وانشطاره كالذرات من الداخل فهذا مع هذا وهذا لا يروق لهذا ……. بفضل تلك الشخصية انعدم التوازن المجتمعي في اسلوب الرقي والحضارة بين صفوف ابنائه الامر الذي كان بمثابة البعض ان التخلص من هكذا شخصية قد يريح الكون من شذوذ افكارها وسينعم بعدها العالم باسلوب اكثر تمدنا واكثر حضارة ………..
ومع عقد الندوات والاجتماعات حول التخلص من هذه الظاهرة وعدم تكرارها والتفكير جليا بمستوى عقوبة يكون مناسبا ورادعا لاي شخصية اخرى تحاول تطبيق منهجا مماثلا ……..
وبعد كل الحوارات في صالات الاجتماعات اقيمت محاكمة عادلة ولعل ما اشتهرت به قاعة المحكمة هو حضور كبار شخصيات العالم للمرافعة ضدها وفضح ما كانت تريد من خلال دس سمومها بين الناس ……
اصدر الحكم بالموت في ميدان عام ورميا بالرصاص على ما سولت نفسها من امور لهدم بنيان المجتمعات …… ومع انتهاء جلسة النطق بالحكم والتفاف عدد من رجال الحماية لهكذا شخصية …….. نطقت هذه الشخصية بعد صمت دام قرون … رفعت كفها
اشارت باصبعها مخاطبة القضاة …… ايها السادة الافاضل لي كلمة :
فسمح القاضي رئيس الجلسة بان تتحدث :
قالت ::
انا كالطبيعة من حولك . انظر راقب الطبيعة السماء الارض البحار والانهار الجبال والوديان الشمس والقمر طبيعة لا تتكلم ولكن جمالها هو من ينطق عنها .. عشت على وجه الارض منذ ولادتي حتى نسيت الى اي الايام بلغ سني ……. جعلني ربي في صدر كل انسان ارشده لطريق الصواب واذكره بمعاقب الافعال ان افتعل الخطأ .. كنت اسعى لبناء حياة على وجه الارض تشمل كل ما هو خلاق واخلاق بدون شائبة ….. حاولت ان ابتدع طرق واساليب اقصضد من خلالها ابتعاد الناس عن كل ما هو يسيء للمفهوم الانساني …
لكني وبعد كل هذا اعترف.. انا فاشلة واني خسرت محبة الناس بعد ان افتقدت مصداقيتهم وصدقهم وعزمهم وعزيمتهم على الحفاظ على بذرة زرعتها في نفس كل انسان ألا وهي الضمير ….
نعم انا الضمير في ذات كل انسان …… انا تاء التأنيب في الوجدان .. انا من اوجد الانسانية في هذا الزمان ….. اليوم وبعد كل هذا اساق لميزان بكفة واحدة …
وقاض بعين واحدة ….. نطقها بكلمة واحدة …… معلنا موت الانسانية …..
ولتذكر قاعتكم سيدي …… يوما ما كلماتي … ولا تكترثوا لكل ما قلته .. فمهما القلوب الجريحة تحدثت الا انها تبقى ألهام ميت .

محمد نبيه
سورية/دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق