السبت، 29 أكتوبر 2016

علم البيان والبديع تدوين الأديب والشاعر الأستاذ خالد خبازة ....سورية/اللاذقية

لغتنا الجميلة 

في علم البيان و البديع 

البحث السابع

التقسيم  .. و التجزئة   من المحسنات البديعية

التقسيم

  كما جاء في بعض كتب التراث  ، هو أن يقسم المعنى الى أقسام تستكمله  ، فلا تنقص عنه ، و لا تزيد عليه  .. كما قال بعضهم  :

و العيش شح و اشفاق و تأميل 
ء
و قال بعض العرب و هو يسأل  :

رحم الله أعطى من سعة ، أو واسى من كفاف ، أو آثر من قلة .

و أنشد سيبويه  في كتابه  :

فقال فريق القوم لا ، و فريقهم ... نعم ، و فريق : أيمن الله ، ما ندري

و قال زهير  :

فان الحق مقطعه ثلاث ... يمينٌ أو نفارٌ أو جلاء

و منه  :

ترتاح ان رشدوا ، و ترشد ان غووا ... و تجيب ان نادوا ، و تأنس ان دعوا
فالحق أبلج ، و المهابة تتقى ... و المال ينثر ، و المناقب تجمع

و منه قول البحتري :

فالخيل تصهل ، و الفوارس تدعي ... و البيض تلمح  ، و الأسنة تزهر

و قال بعضهم
عيرتني ترك المدام و قالت ... ما جفاها من الكرام لبيب
هي تحت الظلام نور ، و في الأكــ ...ــباد برد ، و في الصدور لهيب

قلت يا هذه عدلت عن الرشــ ... ـــد  ، أما للرشاد منك نصيب
انها للستور هتك ، و للألـــــ ...  ـــباب فتك ، و في المعاد ذنوب 

و لغيره في الفرس :

خير ما استطرف الفوارس طرف ... كل طرف لحسنه مبهوت
هو فوق الجبال وعل ، و في الســهـ  ... ــل غزال ، و في المعابر حوت

و قال آخر وهو الناشئ الأكبر  ( عبدالله بن المحمد الناشئ الأنباري )  :
رأيت على أكوارنا كل ماجد ...  يرى كل ما يبقى من المال مغرما
ندوّم أسيافا ، و نعلو اسنة ... و ننقض عقبانا ، و نطلع أنجما

و حدث أبو القاسم الآمدي في كتاب الموازنة بين شعري الطائيين ، قال :
سمع بعض الشيوخ من نقدة الشعر ، قول العباس بن الأحنف  :

وصالكم هجر، و حبكم قلى ... و عطفكم صد و سلمكم حرب
و أنتم بحمد الله فيكم فظاظة ... و كل ذلول من مراكبكم صعب

فقال :
والله هذا أحسن من تقسيمات اقليدس  . و قول أبي الطيب المتنبي في هذا الفن ، أولى بهذا الوصف :

ضاق الزمان ووجه الأرض عن ملك ... و أرضهم لك مصطاف و مرتبع
للسبي ما نكحوا ، و القتل ما ولدوا ... و النهب ما جمعوا و النار ما زرعوا
و قوله :

فلم يخل من نصر من له يد ... و لم يخل من شكر من له فم
و لم يخل من أسمائه عود منبر ... و لم يخل دينار و لم يخل درهم

و قوله :

قليل عائدي ، سقم فؤادي ... كثير حاسدي ، صعب مرامي
عليل الجسم ممتنع القيام ... شديد السكر من غير المدام

و لي أنا من  قصيدة بعنوان " سيمفونية الطبيعة و الحياة " :

ليعجب روحي هديل الحمام ... على أيكة و حفيف الشجر
و أطلال كوخ على تلة ... كأن به من سقوط حذر
و بسمة ثغر ، و برعم زهر ... و نفحة عطر ،  و حلم نضر

و أقول في قصيدة أخرى :

و لكن قلبي أوصدته ... و أغلقته دون كر ، و فر
فعيش المحبين ، حلو و مر ... و هم وغم ، و حر و قر
.. 
أما التجزئة  ..

و هو يشبه كثيرا التقسيم  .. و لا أرى فيه هذا الفارق .. فهو كما جاء في كتب التراث  أن يكون البيت مجزءأ الى ثلاثة أجزاء أو أربعة  ..  كما يقول المتنبي :

فنحن في جزَلٍ  ، و الرومُ في وجلٍ  ... و البحر في خجلٍ ، و البر في شغلِ

و في البيت المذكور أنواع من الطباق . أو المطابقة بالاضافة الى التجزئة و هو أيضا من أنواع البديع  

و مثله  قول بكر بن النطاح وهو من بين عدد من الأبيات غنتها السيدة  أم كلثوم في عام  1936 مع بدايات حياتها الفنية  :

فلا كبدي تهدا ، و لا فيك رحمة  ...  و لا عنك اقصار و لا فيك مطمع

و مثله قول الآخر 

و صالكم صد ، و حبكم قلى ... و انصافكم ظلم ، و سلمكم حرب 

أو كقول  صريع الغواني :

واف على مهج  ، في يوم ذي رهج ... كأنه أجل  ، يسعى الى أمل

و أخيرا فان كتب الأدب العربي غنية  بأمثال هذه المحسنات  .. و أرجو أن أكون قد وفيت الموضوع حقه ..
مع تحياتي  
...

المراجع  : عدد من كتب التراث

تدوين الأديب والشاعر الأستاذ خالد خبازة
سورية/اللاذقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق