الجمعة، 28 أكتوبر 2016

قصيدة بقلم الشاعر الأستاذ ربحي الجوابرة ....الأردن/أربد

أمْشِيْ عَلى الشَّوكِ قَدْ ضَاقَتْ بِيَ السُّبلُ // وَأحْمِلُ الهَمَّ عُكَّازاً وأرْتَحلُ

أفَصِّلُ القَهرَ أثوابَاً عَلىْ جَسَديْ // هَلْ تَحْمِلُ الحُزنَ مِثلَ القَلبِ يَا جَبلُ

الحُزنُ كأسيْ بكلِّ العُمرِ أشْرَبهُ // حَتَّى ارتَويتُ وَمِنْ كأسِ الأسَىْ ثَمِلُ

فِيْ القَلبِ جُرحٌ مِن الهجْرانِ عَنْ وَطَنيْ // فَكيْفَ يَا دَهرُ هَذا الجرحُ يَنْدَمِلُ

تنهّدَ القلبُ والأعْصابُ نَاضِبةٌ //فيْ جَوفهِ النَّارُ إنَّ القَلبَ يَشْتَعلُ

قَدْ صِرتُ فيْ الغُربةِ العَمْيَاءِ مُكتَئِباً  // كأنَّ شَمسَ الضّحىْ بالليْلِ تَكْتَحِلُ

إنَّ الحَنينَ يَبوحُ الوَجدَ مُنْتَشِياً // كأنَّ قَلبيْ أمامَ الأرضِ  يَمْتَثلُ

أوَّاهُ يَا دهرُ كَمْ فيْ القلبِ منْ وجَع ٍ // أراوغُ الوَجدَ والأشْواقُ تَتصلُ

لا شَمسَ فَوقَ الثّرى لا ضَوءَ فيْ أفقيْ // والليْلُ أضْحىْ عَلىْ الشَّهباء يَا رُسلُ

قَدْ شابَ عُمْرِيْ وَروحيْ فِيْ المَدىْ يَبِسَتْ // أتَحسِبُ العُمرَ والأيامُ تَنْفَصِلُ

كلّ الدّهورِ مَضتْ حُزْناً عَلىْ جَسَديْ // والأهلُ فَوقَ ضلوعِ القَلبِ قَدْ رَحَلوا

كَتَبتُ شِعراً يُواسِيْ مُدْنَفاً كُلِمَا // فَمَا اسْتَقامَ قَصيدي كُلّهُ زَللُ

فَكيفَ يَا شِعرُ منْ اتْقَانِ قَافِيةٍ // والعَقْلُ حَيرانُ قَدْ ضَاقَتْ بِهِ الجُمَلُ

أقلِّبُ العَيْنَ صَوبَ الشَّمسِ رَاجِفةً //غَفَا الضِّياءُ وَيَأبَىْ الليلُ يَنْسَدِلُ

أوّاهُ يَا جَمْرَةَ الأشْواقِ فِيْ كَبِديْ // النَّارُ فيْ الرّوحِ والأعْصابُ تَنْفَعِلُ

فَضاقَ صَدْرُ الرّؤىْ يَا صُبحُ مِنْ غَسَقٍ // كأنَّ حُلْمَ الصِّبَا بالشَّيبِ مُنْشَغِلُ

حَتَّىْ بَدا الدَّمْعُ فِيْ الأحْداقِ مُخْتَمراً // الحُزنُ فِيْ العَيْنِ للأعْماقِ يَنْتَقِلُ

كَأنَّ لا فُرْجَةً فيْ الأرْضِ مُقبِلةٌ // والقَلبُ مَا عَادَ مِنَ الهجْرَانِ يَحْتَملُ

تَعبْتُ يَا أمّتيْ فيْ غُرْبَتيْ ألَمٌ // تَعِبْتُ يَا أمّتيْ مَا زَارَنِيْ الأمَلُ

ربحي الجوابرة
الأردن /أربد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق