أمْشِيْ عَلى الشَّوكِ قَدْ ضَاقَتْ بِيَ السُّبلُ // وَأحْمِلُ الهَمَّ عُكَّازاً وأرْتَحلُ
أفَصِّلُ القَهرَ أثوابَاً عَلىْ جَسَديْ // هَلْ تَحْمِلُ الحُزنَ مِثلَ القَلبِ يَا جَبلُ
الحُزنُ كأسيْ بكلِّ العُمرِ أشْرَبهُ // حَتَّى ارتَويتُ وَمِنْ كأسِ الأسَىْ ثَمِلُ
فِيْ القَلبِ جُرحٌ مِن الهجْرانِ عَنْ وَطَنيْ // فَكيْفَ يَا دَهرُ هَذا الجرحُ يَنْدَمِلُ
تنهّدَ القلبُ والأعْصابُ نَاضِبةٌ //فيْ جَوفهِ النَّارُ إنَّ القَلبَ يَشْتَعلُ
قَدْ صِرتُ فيْ الغُربةِ العَمْيَاءِ مُكتَئِباً // كأنَّ شَمسَ الضّحىْ بالليْلِ تَكْتَحِلُ
إنَّ الحَنينَ يَبوحُ الوَجدَ مُنْتَشِياً // كأنَّ قَلبيْ أمامَ الأرضِ يَمْتَثلُ
أوَّاهُ يَا دهرُ كَمْ فيْ القلبِ منْ وجَع ٍ // أراوغُ الوَجدَ والأشْواقُ تَتصلُ
لا شَمسَ فَوقَ الثّرى لا ضَوءَ فيْ أفقيْ // والليْلُ أضْحىْ عَلىْ الشَّهباء يَا رُسلُ
قَدْ شابَ عُمْرِيْ وَروحيْ فِيْ المَدىْ يَبِسَتْ // أتَحسِبُ العُمرَ والأيامُ تَنْفَصِلُ
كلّ الدّهورِ مَضتْ حُزْناً عَلىْ جَسَديْ // والأهلُ فَوقَ ضلوعِ القَلبِ قَدْ رَحَلوا
كَتَبتُ شِعراً يُواسِيْ مُدْنَفاً كُلِمَا // فَمَا اسْتَقامَ قَصيدي كُلّهُ زَللُ
فَكيفَ يَا شِعرُ منْ اتْقَانِ قَافِيةٍ // والعَقْلُ حَيرانُ قَدْ ضَاقَتْ بِهِ الجُمَلُ
أقلِّبُ العَيْنَ صَوبَ الشَّمسِ رَاجِفةً //غَفَا الضِّياءُ وَيَأبَىْ الليلُ يَنْسَدِلُ
أوّاهُ يَا جَمْرَةَ الأشْواقِ فِيْ كَبِديْ // النَّارُ فيْ الرّوحِ والأعْصابُ تَنْفَعِلُ
فَضاقَ صَدْرُ الرّؤىْ يَا صُبحُ مِنْ غَسَقٍ // كأنَّ حُلْمَ الصِّبَا بالشَّيبِ مُنْشَغِلُ
حَتَّىْ بَدا الدَّمْعُ فِيْ الأحْداقِ مُخْتَمراً // الحُزنُ فِيْ العَيْنِ للأعْماقِ يَنْتَقِلُ
كَأنَّ لا فُرْجَةً فيْ الأرْضِ مُقبِلةٌ // والقَلبُ مَا عَادَ مِنَ الهجْرَانِ يَحْتَملُ
تَعبْتُ يَا أمّتيْ فيْ غُرْبَتيْ ألَمٌ // تَعِبْتُ يَا أمّتيْ مَا زَارَنِيْ الأمَلُ
ربحي الجوابرة
الأردن /أربد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق