الأحد، 23 أكتوبر 2016

مقال بقلم الباحث والكاتب الأستاذ محمد سمير ....مصر/القاهرة

حلول فاشلة
مالسبيل  لمعالي تلك الامة والخروج من الازمة ؟
سؤال واحد وملايين من الأجابات على أرض الواقع باءت بالفشل
هذا السوري الهارب من المهالك لا ينتظر تحليلنا للأحداث ..وفي اليمن تدك مروحيات العرب الجدران والأسقف على أرواح العرب وفي كل أرجاء هذا الوطن تعلو صيحة التوحيد ويلعن العرب العرب فعن اي عرب يتحدث العرب ؟
تبا لمشاجبكم التي علقتم عليها أخطائكم منذ عشرات القرون
أسمعوا يا كرام أن أركان المعارف الإنسانية ثلاث
-الحب
- الحكمة وهي نور من لدن الله
- الثقافة وإن كنا نرى أن المطالعة لا قيمة لها بل إنها ضارة إن لم يتوافر للمطلع ركني الحب والحكمة .
يقول الفرنسي (جوستاف لوبان) (إن الفارق بين الأروبيين وبين الشرقيين هو اختصاص أولئك بفريق راق من العظماء دون هؤلاء )
هل تفتقد تلك الامة للعقول الفذة ؟
لا والله
كل ما في الأمر أن السلطة في كل إقليم سوف تجد من يمجد طغيانها وهنا لا جدوى لاي إصلاح
أعيد لكم في إيجاز ما كتبه العقاد منذ 50عاما بعنوان
الأزمات النفسية للشعوب حيث اتفق على ما جاء به( لوبان ) بأن حال الجماعات نفسيا يتفق مع حال الأفراد
(فمهما أشتد سوء الحال فهو لا يفضي إلى أزمة نفسية ما لم تصحبه حيرة .
هناك إنسان فقير , جائع , محروم , ولكنه قانع صابر , أو شاعر أنه مستحق للفاقة والحرمان , فلا أزمة نفسيه لديه
متى تبدأ الازمة النفسية ؟
حين يحار بين الصبر والقناعة , وبين طلب الرزق من طريق لا يستقر عليه ؛ من طريق السرقة أو المخاطرة أو التفريط في الشرف والكرامة أو الخروج على المألوف والعادة .
فتتولد الازمة النفسية مع الحيرة , ولا يكفي لإيجادها سوء الحال . فهذا الذي يكسب في يومه مائة جنيه قد يثور بينما من يكسب عشرة جنيهات لا يتبرم لأن الفرق بينهما فرق في الحيرة وليس فرق في العسر أو الحرمان .
ولهذا يشعر الجيل الحاضر بالأزمات النفسية لم يكونوا عليه من جيل أو جيلان .
إنها الحيرة
-حين تتردد الأمم بين الديمقراطية والسلطة الفردية . أو بين الحرية والديكتاتورية , أو بين زعامة العلية وزعامة الدهماء . هنا تولد الازمة
ولا تشعر بالأزمة إذا أستطاعت أن تختار طريقها أو عرفت كيف تختاره ولو تفرقت بها الطرق أحزابا وجماعات .
هذه ظاهرة لا تختلف عليها أزمات الأفراد وأزمات الجماعات وهي ظاهرة الحيرة في الحالتين .
وظاهرة أخرى أن الازمة النفسية تتراخى في الفرد والجماعهةبالتعبير وإزالة الأسباب .
فالرجل الذي يشكو ويعلم ما يشكو , ويستطيع أن يعبر عن شكواه لا يقال أنه في أزمة نفسية
والامة التي تملك حرية التعبير تعالج الأزمات النفسية بالتفريج والتنفيس .
لكن التعبير فى الحالتين علاج مؤقت ومسكن ليس إلا.
- لا يحسم الداء كل الحسم إلا العلاج الصحيح الذي يقتلع الأسباب من جذورها ويغني الامة عن طلب التفريج والتنفيس .
ومن المشابهات بين أزمات الفرد وأزمات الجماعة إنها كثيرا ماتنبعث من أسباب جسدية مجهولة ومعلومة.
-الرجل يشكو من كسل فى الكبد فيسوء ظنه في الحياة والصداقة والأصدقاء
والامة تشكو من سوء الغذاء فتقبل على الخمور وتتبع الطريق العوجاء والشهوات , وتشيع فيها فلسفة القعود والخمول , ويصدف فيها الناس عن عظائم الهمم ومغامرات المجد والطموح .
- ومن المشابهات بين أزمات الفرد والجماعه أن نتائجها لا تناسب أسبابها في جميع الحالات
فهذا الأنسان الفرد تصيبه إهانة فتدفعه إلى الإجرام وقد تصيب الإهانة غيره فتدفعه إلى طريق العبادة
وهذه الامة تنهزم في الحرب فتقدم على التجنيد وتزيد العتاد ,’ وأمة غيرها تنهزم فتكثر فيها الطرق الدينية والدعوات الروحية , أو تروج فيها الآداب المنكوسة والفنون المريضة .
وقد تنهزم امة فتثور على حكومتها طلبا للإصلاح , وتنهزم أخرى فتنكسر نفوسها وتخلد إلى السكينة وتقبل الظلم الذي كانت تثور عليه.

ويتشابه الأفراد والأمم في التطرق للعلاج بالطب الصحيح أو العلاج بالشعوذة والرقي والتعاويذ
فهذا الرجل يضيق صدره فيوقد شمعة ويعتلي أخر الضيق ذاته فيذهب الى معمل كيمياء لتحيل الداء ويهتدي بذلك الى ذوي الإختصاصات من الأطباء
الأمم كذلك فى طريقها للعلاج اما  أن تلوذ بالدجالين الذين يضللونها باسم الدين والسياسة أو باسم البر والإحسان وأمة أخرى تلوذ بذوي التخصصات فى تحليل الأدواء الاجتماعية
أيتها الامة إنها الحيرة ولادواء لها إلا اليقين أو الإيمان
ولكن المسالة ليست من السهولة بحيث تغني فيها معرفة الحقيقة كل الغناء لأن معرفة الدواء لا تغني عن تحضير عناصر الدواء , وعناصر الإيمان هي تأثير نفساني بليغ , وعقيدة مقبولة لا تناقض المحسوسات .
فلا تقوم عقيدة بغير شخصية إنسانية قادرة على إحيائها  وعاطفة حية تستجيب لدعائها ومبادئ روحية لا تناقض الجيل فيمايحسه .
ولا تقوم عقيدة على بضاعة الإيهام دون العمل النافع السريع وإن قامت فمصيرها إلى الزوال.
وأختتم بقوله
(كل أزمة نفسية منبعها الحيرة ودوائها الإيمان)
ألتقى بكم ومقالي القادم
مايفعله الناس وماينبغي أن يفعلوه

بقلم: محمد سمير
مصر/القاهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق