الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

قصة قصيرة بعنوان { حب يموت على الشاطئ } للكاتب القاص جمال أبو ريا/فلسطين/سخنين

حبّ يموت على الشاطئ ( قصه قصيره )

التقيا ذات صدفة على مشارف مدينة مُسرعة. جسدان مُقبلان على الحياة، روحَان يطلُبان الفَرَح، فاضت مشاعر الحبّ على قلبيهما، غرِقا في وحل العشق، يلتقيان كلّ يوم بمزيد من اللّهفة ليتأمّل وجهها المرسوم بجمال طفوليّ. أضحى قلبه مُصوّبا إلى باحَة عشقها، ينتظرها كلّ صباح على أحرّ من الفَقد، كان يرى فيها الغيمة التي ستُمطِر لتبلّل صحراء روحه بسعادة تخيّلها طويلا. أوغل قلبه في الفرح وأضحت روحُه مُشرّعة على ربيع سيُزهر حين تلتقي الرّوحان في إغماءة الحواس. يأتيه الحلم بصورتها وهي ترفل في فستان بألوان متناسقة، حين يستيقظ يُلملم فرحه مُنشدا..

"وانّي لأهوى النّوم في غير محلّه ---لعلّ لقاء في المنام يكون"

كان الوقت صيفا، وقفا قرب الشاطئ يتأمّلان طيور النورس ويستمعان إلى الموج وهو يردّد معزوفته. جسد مصقول وعينان بلون البحر وقامتها فارعة، تنحدر من عائلة ثريّة. قطعت الصّمت قائلة: لقد علِمت عائلتي بقصة عشقنا ورفضت زواجنا. اقترب منها بقامته القصيرة ترجّه الصّدمة، يتأمّل عينيها طويلا ثمّ يخاطبها هامسا: "لي الحُلم، سأرسمك وشما على قلبي، وسيظلّ البحر حبيبي ".

جمال أبوريا...
فلسطين  سخنين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق