السبت، 31 ديسمبر 2016

خاطرة بعنوان { يهوذا الحاضر } تأليف الكاتبة مرام عطية/سورية/حمص

يهوذا الحاضر
في بلادي وحش سافر ٌ ، يقضمُ صدور الأمهات ، بألف شكلٍ وألف لون ، يهزأ بالعطف والأمومة ، فيأتي ثورا غاضبا يركل برجليهِ أزاهيرَ الضياءِ ؛ ويهزأٰ بكلَّ ألوان الحبِّ والجمال ، ويتنكرُ للثدي الذي أرضعه حليب الطفولة ، وتارة يعتلي كرسي المناصب فيلوحُ من بعيد لأجندته ببدء ساعة القصف والتفجير ، أو يشرفُ بنفسه على عملياتِ القتل والإعدام بلا تمييز بين الأطفال والنساء والشيوخ والشباب
أو يرتدي حزاما ناسفا يفجر فيه نفسه ، والأبرياء أو يحصل على حصته من حقل الدم قبل موته يهوذا الحاضر .
يعيشُ بين أحضاننا ولا نعرفه ، نسقيه حبا
يسقينا الألم ، نمدُّ أيدينا للمصالحة ،فيقطعها و يرميها للعدم .
لونه أسود في حمص كما في الشام وبغداد وصنعاء وفلسطين .
هو لعبة الأمم ، وشراب الحرب، في مصانع الحاقدين والحاسدين ، شوقنا للحياة
أراكَ عرفتَ من هُوَ  !! .
-----
مرام عطية - سوريا - حمص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق