قبل الرحيل
أنا التي وضعتك
بمقلتي لتَغدو جليلا
ومن شواطئي مددتُ
لك راحتي سبيلا
ووشحتك بأمواج من الهوى
نهارا وليلا
جعلتك تطفو فوق
سطحي وتسبح تمايلا
واحترتُ بأي ميناء
سأُخفيك زمنا طويلا
بعد أن كنتَ يوما
على القلب فظا ثقيلا
صرتَ تتربع على
أصدافي حبيبا وخليلا
ومن درري تتملى وتتحلى
لتُمْسي طاووسا جميلا
وتُبحر في أفراح ومواجع حب
كانت عنك إحساسا مستحيلا
وصرتَ تحن لامتطاء أمواجي
وإن أردفتُك قتيلا
أنا التي أوقدت جسدك نارا
كما يفعل شراب الزنجبيلا
وأوقدت أصابعي العشر
من أجلك قناديلا
وكنت أحوفك مزهوة
كالورد أطوقك إكليلا
وسقيتك من ودادي دواء
بعد أن كنت ظمآنا عليلا
أنا التي كنت أنحدر
من خير النساء سليلا
لم تُحسن إلي ولو قليلا
ولم تتدارك الأمر إلا بعد
أن فترالحب وأصبح ضئيلا
وهدأت عاصفته
فمضى كل منا غريبا دخيلا
وسلمتُ أمري لشقاءٍ وبيلا
ثم عزمتُ الرحيلا
وانطفأ زناد ناري
بعد أن جعلتَها رمادا
وحولتَ كبريائي ذليلا
بقلم سلوى خلدون
المغرب الرباط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق