الاثنين، 26 ديسمبر 2016

مقال بعنوان { ابن الخطاب } للكاتبة المحامية رسمية طه/سورية/بانياس

====بسمة الصباح
-----ابن الخطاب
قاتل يعترف لسيدنا عمر بجريمته ويصر أهل المقتول على تحقيق العدل وعدل الإسلام يقضي بالموت على القاتل وبما أن الموت أصبح قريبا  كان لابد وأن يطلب من الحاكم العادل مهلة يذهب بها إلى أهله في البادية لرؤية عائلته المكونة من زوجته وأطفالا صغار ليؤمن لهم بعض الحاجيات ويخبر زوجته –ولكن من يكفله ومن يعرفه حتى يسمح له عمر بالذهاب –سأل الناس عن كفيل فامتنع الجميع حتى انبرى أبا ذر الغفاري متعهدا عودة المكفول لتنفيذ الحكم وفعلا سافر الرجل ومضت المهلة وجاء عمر بأبي ذر ليقطع رأسه بدلا عن القاتل وفعلا تقدم الكفيل لسيد العدل ولكن صوت أقدام لاحت للأذن فتوقف الجميع حتى وصل القاتل وليبعد أبو ذر عن حد السيف وحينها سأله عمر لماذا عدت وأنت غير معروف لنا وكفيلك موجود فقال –يا خليفة الله لقد عدت حتى لا يقول الناس بأن الوفاء بالعهد قد انتهى فأنا عاهدتكم ---وأنت يا أبا ذر لماذا قبلت كفالته وأنت لا تعرفه وهذه كفالة حد السيف –والله يا عمر لقد لمست الإيمان في صدقه وكفلته حتى لا يقال بأن الخير انقطع من البشر –الله خير وعهد ووفاء أين هي في زمننا –هي في زمن الصدق زمن نبينا وأتباعه المخلصين  زمن النقاء الذي جعل من أهل المقتول يبادرون إلى العفو عن القاتل وحينها عاد عمر إلى سؤالهم لماذا عفوتم وكنت قد طالبتكم بالعفو والسماح –فرفضتم --نعم يا أمير المؤمنين –عفونا حتى يتعلم البشر معنى العفو والتسامح
قضية تحصل في كل زمن ومكان –جريمة قتل غير مقصودة ولكن هل النتيجة والحركة والرؤية والحكم واحد في ذاك الزمن وهذا الزمن
اليوم لن نرى خوفا من الله في إطلاق الأحكام القضائية ولن نرى شجاعة وقوة في إصدار القرارات ولن نرى خطا مستقيما في رؤية القضايا فالمحسوبية والخوف على المناصب والعلاقات الشخصية تدفع بالعدل إلى البطش
اليوم لن نرى معاني التسامح والعفو والخير الذي كتبهما الإسلام عنوان حياة  حتى نرى العدل قمة الرؤية الفكرية
بل نشاهد عرفا يقول –تناسوا دينكم واذكروا بأن الذكاء في عصر الحضارة لعب وهوى مال وخوف سلطان وجاه فاركن أيها الإنسان إلى دروس من الحرباء تعلمك فن التحايل والإنتصار على نسيان معالم الخير
وتسألون عن النبأ العظيم ----وفي أنفسكم أفلا تبصرون ---صدق الخالق
-----------صباح الخير في إنسان الخير
المحامية رسمية رفيق طه ---26—12--2016---سورية بانياس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق