الأحد، 25 ديسمبر 2016

قصيدة بعنوان { أعياد الميلاد } للشاعر الدكتور عماد الكيلاني/فلسطين/القدس

الليلة ترانيمٌ وصلاة!
٢٥-١٢-٢٠١٦
 أعياد الميلاد

الليلة تقْرَعُ أجراسي
وفوق مآذن الحكاية
يصطفُّ إحساسي !
وتُرفَعُ مع المواعيدِ راياتي
ويلفُّ صوتي تلاوة آياتي
ويعزفُ النايُ من نغماتي!
الليلةَ موعدٌ مضروبٌ للفرَحْ
مواكبُ العرائسِ رَشُّ الملـحْ
لي بينهم اسمٌ ولهم مطرَحْ!
إنها ليلةُ ميلادي
ترانيمُ أجـدادي
ويلتَفُّ من حولها جميعُ أحفادي!
فالاجراسُ تُقرَعْ
والأنينُ سَيُسمَعْ
لكني أبداً لن أُفزَعْ !
وفوق مآذون الروح يعلو صوتُ جُرحي
وتلتفُّ فوق أجنحة المراكب أنّاتُ بَوْحي
تعانقُ الريحَ وتنادي على النجمِ روحي!
الليلة آخر المواعيدِ الجليلة
سوف أتنفّسُ الصعداء
وأقضي على بقايا الحياة الذليلة!
وأبدأُ الحكايةَ من جديدْ
سأرتدي بدلة العرسِ بيضاء
لا سوداءَ فيومي غداً عيدْ !
سأسمحُ للأنين أن يختفي
وللأوجاعِ الليلةَ أن تكتفي
ويطلُّ لحنُ الحبِّ من كتفي!
فالوداعُ يا سوادُ الوداعْ
لكل لحظاتِ الخوفِ والضياعْ
سأرفضُ الطاعة والإنصياعْ
سأكتبُ بحبرِ الدمِ سطورَ الرّقاعْ!
فيا ناقوسُها جدتي
والنورُ يشعلُ الخطوَ في رحلتي
تلك الليلة ستكون أول خطوتي!
الليلة صلاةُ العيد وترانيم المطر
نتلوها معاً تحت أنوار القمر ...
نصلّي معاً لعلّ غداً يَكُونُ قد حَضَرْ!
الليلة تُرفعُ الأكفِّ بالضراعة
والدمعاتُ تذرفها أنّاتُ ساعة
والكلماتُ جدولاً للحبِّ يفتحُ مصراعَهْ!
هنا بداية سِفْرِ التكوين
وهنا الحروفُ تعلّمتها كيف يكون التدوين
وهنا خيوطُ الكلمات تمتدّ بكل يقين
هنا كُتِبَت سطور الحكاية
هنا نمت أغصان أشجار العاشقين !
هنا تلوّعت
وتطوعت
وتفرّعت
وامتدّ ساقها فوق الريح بأنوار الجبين !
الليلة لا موعدٌ فيها ولا مرور للريح
صلواتنا الليلة فرحاً بلا تسابيحْ
الليلة نشكر الرَّبَّ بقلوبٍ تسميحْ
ننادي على الأسرى وراء المديحْ
نبكي على فراق الشهيد وأوجاع الجريحْ
هنا تتوقف الحركات وتستكينُ بلا نَصِيْحْ
هنا أصوات ُ من مروا والليلةُ دعاءٌ بلا تجريحْ
الليلة تُلغى كل مواعيد الصلاهْ
وتعلنُ الكنائسُ اجتماعَ الوُلاهْ
ومآذنُ المساجد تنادي للمجدِ في علاهْ
وهنا تستريحُ أعمدةُ التبخير
وترقدُ فوق أسرجة الخيلُ العرائس
توقفت عند الليلة الأكاذيب ُ والأساطير
نحن ما عدنا نساوم أنفسَنا على التقصير
لكننا نرضى شراكة العمرِ وتقريرِ المصير !
نحن نرضى جميعاً وحدة القمَرْ
مع النجوم والشمس وأرواح البشَرْ
وكلّ من آمن باتحاد الروح مع المطَـرْ
هنا تبدأ الحكاية وهنا أول الحروف
هنا نرفضُ الإملاءات ونرفضُ البطرْ
هنا نصلي جميعاً صلاة الاستسقاء
نرفع الأكف يعلو الصوت بالدعاء
والحناجرُ دبيبُ أصواتها بالرجاء !
الليلة تُقرعُ أجراسُ الحكاية
الليلة نُعلنها زحفَ البدايـة
الليلة عنوانها انتصارٌ
عن علمٍ ومعرفةٍ وعن دِراية !!!!

الدكتور عماد الكيلاني
فلسطين القدس

25.12.2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق