الاثنين، 26 ديسمبر 2016

قصيدة بعنوان { الموت فجأة } للشاعر الدكتور عماد الكيلاني/فلسطين/القدس

الموتُ فجأةً

الْيَوْمَ ماتَ تركَ الدنيا وغابْ
والوجهُ في بياضِه كفنٌ توارى تحت الترابْ
بالأمسِ كنّا معاً رفاقاً وأحبابْ
نحكي حكاية عمرنا والليل في جنباته طابْ
كانت سهرةً من كثيرِها الأفراح ِ بغير عتابْ
كنّا نمارس طقوس فرحتنا مرحاً بغير حساب
نحكي عن الحياة عن أوجاعنا في ارتيابْ
عن الآلام التي يعيشها النَّاسُ وسطَ الضبابْ
كيف غادرنا والموتُ يسرق منا العزيزَ وغابْ
غادرَ تاركاً لنا كل شيء حين آثرَ الإنسحاب ْ
والليلة صمتٌ يسودُ يكسرهُ صوتُ الغُرابْ
نحاول أن نستفيقَ من وهمِ الموتِ وذاك السرابْ
نحاولُ أن نمارس بعض طقوسنا دون إعطابْ
كتبنا كثيراً وحكينا وأرسلنا ألف ألفَ خِطابْ
وانتظرنا التفاريح تأتي فَلَمَّا لم يأتِ الجوابْ
سكبنا على أوراقنا البنزين نحرقها باقتضابْ
الْيَوْمَ وعلى حينِ غِرٍّةٍ يودعنا ثم غــابْ
كَأَنَّنا قرأنا في عيون الأصدقاء حكاية الشبابْ
كَأَنَّنا ما كنّا نستعدّ لما بعد الفراق إلا دموعاً
تسيلُ وتجري حزناً على عيشةٍ كلها اغترابْ
الْيَوْمَ دفَنّاهُ بعدما كنّا سوياً ندوّنُ في الكتابْ
غادرنا دون أن يقول لنا شيئاً عجبَ العُجابْ
لم ينتظِر بعض لحيظاتٍ كي نودّعهُ بلا حجابْ
تُسافِرُ روحهُ وحدها كالطيرِ فوق السحابْ !

د.عماد الكيلاني
فلسطين القدس
26.12.2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق