الأربعاء، 9 أغسطس 2017

شهد العناقيد / بقلم الشاعر عصام الشب/ سورية. حلب

#شهد_العناقيد

ليت كل الصباحات كإشراقتكِ.. فَمِن أين أتيتِ بالأنوثة كلها؟و كيف يَمورُ بين شفاهكِ التعبير؟ألم يخبركَ أحدٌ قبلي!!
أنَّهُ بالتقاء السنابلِ ينفرط الحَبُّ.. تطحنهُ اللهفة، و يعجنهُ النَّدى.. و على مرآى من شعاعِ صباحاتكِ ينضجُ رغيفُ الشهد.

أخبريني
كيف نسجت من عبيراللغة موعدنا المنشود؟
وكيف من شِفاهِ النور.. يتعطرُ الروضُ عبيراً من زهرِ الحبور؟
كيف نسجنا من أناملِ ضفائركِ المجنونةِ قصةً مُبعثرة الفصول.؟ لملمانها معاً كدهشةِ الوردِ ذاتَ مُرور.. و ليسَ الصبحُ منكِ أبداً أَفول!! ذاكرتي لا زالتَ تترنم بأبهى التفاصيل.. و قلمي يَشدُّ الرِحال إلى محرابِ قِرطاسكِ.. في بوح الكَلمِ ننسجُ مراكبَ الإبحارِ في عوالمِ العُبور.. و في كلِّ فجرٍ نُمارس ذاتَ الطُقوس.. قبلَ أن يُبلل النَّدى خَدَّ الورد.. تَفيضُ الأواني مِسكاً و عَنبر.

سيبقى المساءُ لي.
أُشعِلُ حُروفي من وهجِ مِدادِ قناديلِ اللقاء .. هل تذكرينَ يومَ سَكَبتِ أسرارَ الليلِ في دواةٍ منْ عطركِ الملائِكي ؟وتَعمدتِ كَسرها على عَتبةِ نَسمَّةٍ مُسافرةٍ مِنكِ إليَّ.. بعدَ أنْ كانتْ  مركونةٌ بيّنَ الخافقِ و الوَتين.
كمْ أغمَدنا الحرفَ في خاصرةِ ليلٍ دامس؟ اخترقَ ذاتنا.. سرقَ أفكارنا.. أغمدناهُ حتى لا تَتَجمدَ الكلماتُ بيّنَ الشِفاه .. وتَغدو كالمدائنِ المُدلهِمَّة بعدَ أنْ هَجرها الحُبُّ منذُ ألفِ حَنين..كمْ تَوسدّنا الفجرَ حُلماً!! حيّنَ صادَرتْ ليالينا أبجديةَ الحِنَّاء.. و قَرأنا النَّبض هَمساً قبلَ أن نَتوسدَ أرائكُ العَتمة.. لسانُ الوجدِ منا يُنادينا.. لنَنثر النبضَ في صدرِ الرَّجاء.. سأبسِطُ لكِ من راحةِ أنامِلي ألفَ رِداءٍ و رِداء .. فأنا أخشى عليكِ منْ نسيمِ الصُبح بَرداً.

في خَصركِ المجنونُ
ألحانٌ تُناديني.. فأرقُصي الآنَ في روحي و أشعِليني.. أوقِدي بِالتلاقي جمرَ قلبي من لهيبِ الإنحناء.. فإذا جَنَّ تَيمي.. و تَعالى بِالنبض نَبضكِ.. و دنَّا مِنَّا سِحرُ الهناء.. قُلتُ : ياروحي تَعالي.. طَوِّقي بِالعطرِ خَصري..  و اعقدي بِالياسمينِ صَدري.. ليسَ في الكونٍ أُنثى.. تَتقِنُ العزفَ عَبيراً كَملاكي.. ليسَ في الدنيا هالةٌ منْ نورٍ .. سِواك ِ.
انحَري شَوقي رَبيعاً ..و اسكبي بِاللحنِ هَمساً.. ثُمَّ تَدَللي .. اصنَعي من أُحجياتِ الشُموعِ عَقداً.. اصهري غِنجَ انثِناءات ِالمُروج.

كُلَّ العِطرِ أنتِ...
فـ َلنُسافِر.. صَوبَ ضَجيجِ قناديلٍ ساهِرة.. لَعلَّها تَنتحرُ القُبَل.. و يَتساقطُ العُمر مَذبوحاً بِقواريرِ المَساء.. ستَحِمُلنا أكُفُ السُطور دَهراً.. فَلنُلملِّمْ بَقايا التيهِ فينا.. و نَجمعُ دُرَرَ الفَجرِ الآتي معَ تَراتيلِ الرجاء.

هُنا......
رَكنتُ مِعطفَ الإنتِظار.. و أسندتُ أحلامي لِجدرانِ المَسافات العابِرة.. لِنطوي عَتمة الليلِ البَهيم .. سَأكتَفي منْ هذا اللقاءِ بما يَحملِهُ لي عِطركِ.. و يُدثر أوردةَ الوجدِ فيني.

هذا ماكانَ بِإحدى مَساءاتي بكِ .. فانثُري زَهرَ العناقيدِ فيناً.. كَكُلِ صَباحٍ حينَ أُسافر إليكٍ و يُسافِرُ الحَرف مِيلاً.. يَبتغي منْ مَيانٍ بَعضاً من هَواكِ.

ولا افتِراق!!

عصام الشب
سورية حلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق