أميمَةُ .....
أمَيْمَةٌ .....
وُلِدَت في خيمة
في ليلة ظلماء
في غرفة مُعتِمَة
في أسرةٍ مِن تسعةٍ من الفقراء
في بيئَةٍ مُسْلِمة
الأبُ عيناهُ عوْراء
لذا فهو لا يجلبُ للاسرةِ لُقمَة
لأنّهُ لا يعمل !
والأمُّ خيّاطةٌ صمّاء
تخيطُ ملابساً للناس من اهل النّعمَة
في قلبها حسرةٌ على حالها
وعلى وجوهِ أطفالها حزنٌ
من واقع زوجها تسكن قلبها نقمَة
أمَيْمَةٌ ..... طفلةٌ شقراء
طفلةٌ جاءَتْ في ليلِ الولادة غَيْمَة
أثقلت سَقْفَ الْبَيْتِ المُتهالِكِ مَطَراً
في وِلادتها كلُّ نِساء الحارة جئنَ
كي يُبارِكنَ كعادتهنَّ
في تلكم القريةِ النائية الرَّمضَاء
فوق رؤوسهِنّ خيراتٌ حسانْ
وفي أيديهن حليبٌ وحِساء
وآلامُ الوضعِ قاسيةٌ والليلَةُ دهماء
وَبِقيَّةُ أفراد الأسرة جياعٌ
يبكون بصمتٍ يطلبون اللُّقمة !
حيارى تلكم الطفلاتُ الجميلات
يبكين بصمتٍ لأنهنّ جائعات!
وبردُ الليلِ أهوجٌ تفاصيلهُ قصماء
والنسوَةُ يزغردنَ فرحاً باللّمّة
وُلِدَتْ أُمَيْمَة ... الطفلة الشقراء
كأنها جاءت لتملأ الدنيا فرحاً
كأنها أُضيئت في الحجرة ألفُ شَمْعَة
ونسوةُ الحيِّ جلسنَ من حولها القُرفُصاء
ينتظرنَ دورهنّ بزغرودة وبعضهنّ
يُردِّدنَ الدعاء ويعلو صوت النداءْ
كأنها مفتوحةٌ أبوابَ السماءْ !
أمَيْمَةٌ ..... أُميمَة .....
وردةٌ حطّت بعبيرها نثرتْ مليونَ شمّة
تعددت مقترحاتٌ جلبنها النساء
هنا وهناك حلوة كانت الأسماء
لكنها الأمُّ التي قالت: إنها خير نعمة
إنها هديّة من ربِّ السماء
فامنحوها ساعة من صفاء
كي تستمع إلى البسملة
طفلةٌ مطمئنّةً مكتملة
تحمل فوق رأسها خير الأسماء!
أمَيْمَةٌ ..... البنتُ النِّعمَة !
ملأ الجيرانُ البيتَ هدايا
زادت في الدار العطايا
هِباتٌ كثيرةٌ رسمت في الوجوهِ البسمَة
الجميلاتُ الصغيراتُ يفرحنَ
زالَ الصمتُ وانتهى من وجوههنَّ البكاء!
إنهنَّ يفرحنَ بحق الله ِ حمداً على النعماء
إنها تلكم الطفلة التي جاءت لتكملَ اللمّة
زادت فرحة البيت رغم ظنُّهنّ أن عاشرة الاطفال
لم تكن أي من الذكور الابناء
لكنها كانت فرحة غمرت قلوب الأوفياء
والجميلاتُ يفرحنَ ... كانت أجمل نعمة !
أمَيْمَةٌ ..... لم تكن يوماً على البيت سخمَة
كلا ولم تكن لغيرها البناتِ سقمة
إنها من بركات السماء ..!
إنها أمَيْمَةٌ .....!!!!
بقلم د.عماد الكيلاني
فلسطين
23/10/2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق