الاثنين، 3 أكتوبر 2016

بحث بقلم الأديب وصفي المشهراوي.....فلسطين/غزة

(  تعدد الزوجات  ) 
تقوم الدنيا ولا تقعد  وترعد ولا تبرق حين يؤمن أحد بتعدد الزوجات . ومعنى التعدد هنا  هو الزواج اكثر من واحدة أو اثنتين أو ثلاثة حتى تكون الرابعة نهاية العدد .... ولا أظن  أحدا يقرأ عنوان خاطرتي ثم يتجاهل ما بداخلها من أحاسيس تروق بعطرها لكل من يؤمن بها . يقول البعض أن التعدد وعدم الاكتفاء بزوجة واحدة يدمر البيوت ويشتت الأسر ويجلب الشقاء ويعمي البصر . ويستدعي الفقر ويزغلل النظر . ويخالف الطبيعة ويكون من فعلها كمن كفر . ولا يعرف المنام الهنيء ويؤرقه السهر . وتنضب مياه رزقه وتطف عليه امواج الفقر . ويظلم أسرته ويكون عبرة لمن اعتبر . ويشار اليه بالبنان ويقال عنه هذا من ضل وسكر . سيداتي آنساتي سادتي : كل ما قيل أو سيقال مما ورد ذكره لا يخلو بعضه من علل وقد نشبه بعضه بالشلل . ونشبه بعضه بالجفاف لا بالبلل . لأن من وضع سببا للزواج غير الزواج فقد  أصابه الملل وأحاط به الكلل . فليس الذكر كالأنثى وان من يطرق باب الحلال ليس كمن يتسلل لواذا الى بيوت العاهرات عديمات الملل . وان القضاء على العنوسة بغير ما ذكرت يقضي على حلو الأمل . فبالزواج من واحدة لمن لم يقتدر الا سواها لابد أن يحفظها ويقول سبحان من سواها . واما من استطاع ان يكثر الاولاد والأحفاد ويقضي على العنوسة فهل من بأس وهل من يأس وهل من رجس وهل من نجس أن يروم سواها ؟!  اسألوا من تزوج أربعا او أكثر من ذلك بعد أن طلق هذه وبدل هذه وثبت على هذه واصطفى منهن من شاء هل خلا بيته من دواء واسألوا ذات الوقت من تزوج بواحدة هل يعرف الشفاء وكم من الدواء يعج بيته ولا يعرف جمعته من سبته .؟ فالاوجاع لابد منها في  الحالتين والآلام واحدة   لكنك حين ترى ذريتك تعمر المكان ويملأ ضجيجها الأذان وترى أبناءك  وقد هرعوا لنجدتك وحرسوا حدود وطنك  وكانوا رهبانا بالليل فرسانا بالنهار وأمست أم حابس بدلا من ام عانس وام ضاحك أفضل من ام عابس .واذا ابتلاك الله بفقد ولد لم ينقص عندك العدد . وبقيت نظراتك عن الحرام محبوسة ونواياك غير متعوسة فتالله إنهن لرياحين خلقن لنا . فمن جبن عن قطف الثمر سيبقى جائعا طول العمر . وفق الله كل زوجين الى كل خير . وهدى الله شبابنا أن يقضوا بتعدد الزوجات على أمراض المجتمعات ومصائب الويلات لكن بحكمة وروية وعدل وبعد نظر .
( الأديب وصفي المشهراوي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق