خلوة في معبد شاعر حزين
.
إلى الكهنة الذين يرون الملائكة تقاتل في سوريا
و لا يرونها تلعنهم و تلعن ملوكهم و أمراءهم العملاء الخائنين
.
ليلة السّابع و العشرين أسرجتُ فتيلي ..
و خلوت ..
أنا في محراب أشواقي انتحبت
فعذابات حنيني
غصص ضاقت بها ذرعا سنيني
و شتاتي خنجر يقتاتُ بؤسي
يشتهي طعم شجوني
و أخي الأخرق عاداني لقرد
يزرع الفرقة فينا
يفرح الشّيطان مسمول العيونْ
فتعالي قبّليني ..
أفضل النّفل بجوف الليل تقبيلي امتثالا ..
أطفئي نار الجبينْ ..
لملمي رُحْمى جراحاتي
كفكفي دمعي الهتون ..
.......................
لا تلوميني رجاء ..
هاجس الشّعر أبى أن لا أصلي ليلتي كالآخرين ..
لا ألبّي كاهن القوم ككلّ الطّيّبين
كيف أصغي لأجير يرفس الآيات عدْوا
لا يرى فيها سلال النّور
تجتاح الرّوابي و الحزونْ
تنفخ الرّوح بأعماق الجمادات فتحيا ..
ترشف الحق كؤوسا من يقينْ
...................
أنا في السابع و العشرين مكلوما دعوتُ الله
أن ينفخ فينا الرّوحَ .. يُحيينا ..
يعيد النّبض غضّا لألوف الميّتيْنْ
يهدم الأطلال فينا
يبعث الإنسان في الأشباه ..
يذكي نفخة الآزال في شلو و طينْ
لا أرى إلاّ قبورا تتباهى
قدّستْ حمأتها سخفا و تاهتْ
تحسبُ الوحل نعيما أبديًّا
غمْره قرّة عين
لا ترى إلاّ فروجا ـ شبقا ـ لا تستكينْ
لا ترى الليل بهيا
ترقص الأنجم في أحضانه
تغري قلوب العارفين
برحيل لمصاف النور
تحسو من دنان المرسلين
..................
ليلة السابع و العشرين لم أسع لنفل أو صلاة
لم أجار الطيبينْ
كافر بالحج و العمرة في العصر الهجينْ
كيف للكاهن أصغي ..
و هو ـ أواه ـ يناجي اللات و العزّى
ينادي لطقوس مفرغات
شوهت كلّ معاني الدّين
إذ يزعم سخفا انه يدعو لدين
....................
ليلة السابع و العشرين أشعلتُ فتيلي
و اختزلتُ الكون في قلبي
شققت النور ما بين ضلوعي
كدهان أنا صيّرت السماوات بأعماقي ..
رأيتُ الله مكلوما حزينْ
و رسول الله يبكي عابس الوجه بليل الوجنتينْ
كيف بالله يباهي بقبور خامدات
و غثاء يتولى قبل بدء الزحف
يجتر المخازي مالئًا منها اليدينْ
نصره رقص و وتر
و قذف في الشباكات مكينْ
...............
ضاعت النّفخة فينا ..
شاهتِ الفطرة لما أصدر الكاهن فتوى
و أجاز القتل للسلطان ثلثا
لخضوع الثلثين ..
قد خبا النور بأعماق الخرابات
و ما زالتْ سياط القهر ترخي سدف الحكم اللعينْ
قد أضعنا الله غيّا
مذ دعا للاّت خِبّ و حنينْ
و استجبنا طائعين ..
ما لنا نصغي إلى الكاهن يجترُّ أساطيرا
تزيد الوهن و هنا
تفرح الأعداء .. ترضي الغاصبينْ
أي دين يقتل الأتباع يعلي القاتلين ..؟؟؟
ليس دين الحق إلاّ الحبُّ
نجليه اختزالا لكتاب
بلسان عربي ساحر الشهد مبينْ
إنّما الدّين موالاة لكلّ المؤمنينْ
......................
ليلة السابع و العشرين أشعلتُ فتيلي
أنا في محراب أشواقي .. انتحبت
كم سألت الله أن ينفخ فينا ألف روح
يرجع الإنسان مفقودا إلى الأحياء بعد التّيه ..
يغري بانبعاث الروح في القول جموع الخانعينْ
لم يكن لي من شفيع غير حبّ
كنصال في حناياي دفينْ
و دموع ترجمتْ غيرة صبّ
لم يزلْ في القوم ـ أوّاه ـ مصابا بخبال و جنون
فتعالي .. دثّــري شاعرك المكلوم
في أهداب عينْ
ربّما بعد انكساراته دهرا
يستكينْ ..
محمد فضيل جقاوة
اليمن تعز
في : 22/06/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق